فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
استمراراً للتواصل بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والكيان الصهيوني، ليس فقط على المستوى السياسي والتنسيق الأمني الذي تمارسه الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة، بل يصل أيضاً إلى زيارات وفود صهيونية إلى مقر الرئاسة في رام الله المحتلة، وإجراء عباس لقاءات مع الإعلام العبري، فخلال حديث خاص مع الصحيفة العبرية "يديعوت أحرونوت" تحدث عن مشروع قرار مجلس الأمن المناهض للاستيطان الذي تم التصويت عليه في الثالث والعشرين من كانون الأول.
وأكد عباس في حديثه مع الصحيفة على استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، باعتباره مصلحة مشتركة للطرفين، منتقداً أقوال وزير الجيش الصهيوني أفيغدور ليبرمان الذي دعا إلى تجميد العلاقات الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية، وقال أنه يرفض هذا الأسلوب.
وبشأن قرار مجلس الأمن المناهض للاستيطان، ذكر عباس أن الفلسطينيين قاموا بنقل مسودة القرار من مجلس الأمن إلى الولايات المتحدة قبل طرحه على المجلس بغية التنسيق في صياغة نصّه، مضيفاً أن قرار مجلس الأمن غير موجّه إلى "إسرائيل"، إنما ضد المستوطنات التي تشكّل عقبة أمام السلام، مؤكداً على أنه في حال تجميد الأنشطة الاستيطانية، فإن الفلسطينيين سيكونون مستعدين للشروع في مفاوضات بدون شروط مسبقة، مشيراً إلى أن الوقت لا يعمل لصالح المسيرة السياسية، إذ ان المنطقة باتت مشتعلة وهناك تطرف متصاعد.
وفي إجابة على سؤال حول مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بـ "إسرائيل" كدولة للشعب اليهودي، قال عباس أنه تم الاعتراف المتبادل بين الجانبين عام 1993 وأنه ليس من اختصاص الفلسطينيين تعريف "دولة إسرائيل".
وختم حديثه الخاص مع الصحيفة العبرية بأنه يدعو محبي السلام في الطرفين إلى رفع أصواتهم وعدم السماح للمتطرفين بتقويض فرص السلام.
هذا والتقى عباس في مقره بمدينة رام الله بالضفة المحتلة، ظهر الخميس 29 كانون الأول، وفداً من وزراء ونواب "كنيست" سابقين.
خلال زيارة الوفد، أكد عباس على سعي القيادة الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والدائم القائم على قرارات الشرعية الدولية، مشدداً على أن تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار رقم (2334) هو انتصار حقيقي لمعسكر السلام، حسبما نقلت الوكالة الرسمية.
مشيراً إلى أن القرار يفتح المجال لمفاوضات جادة وحقيقية تقود لإنهاء الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي" على مبدأ حل الدولتين، وقرارات ومرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
فيما ثمّن الوفد الصهيوني مواقف عباس الداعمة للسلام وحل الصراع من خلال المفاوضات، مؤكداً على أهمية التعاون بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" في مجالات المياه والبيئة "باعتبارها ذات أهمية قصوى للجانبين."
يُشار إلى أن هذا اللقاء هو الثالث من نوعه خلال كانون الأول الجاري في مقر الرئاسة برام الله، إذ أكد عباس لأكثر من مرة على "ضرورة استمرار التواصل مع مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي."
وعادةً ما يلتقي عباس ورئيس "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" محمد المدني مع صهاينة من أعضاء "كنيست" وسياسيين وأكاديميين وحركات دينية ومؤسسات للمرأة وطلاب، فيما يسميه "تعزيز لمعسكر السلام".