اعتصم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء، في مخيم شاتيلا جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة 19 آذار/ مارس، أمام مكتب وكالة "أونروا" في المخيم، احتجاجاً على غياب دور الوكالة من جراء جائحة كورونا ولمطالبتها تحمل مسؤولياتها أمام تدهور الواقع المعيشي والصحي الذي يعصف بالمخيمات الفلسطينية في لبنان نتيجة للانهيار الاقتصادي والمالي اللبناني.
من جهته، استنكر أمين سر اللجنة الشعبية في لبنان، ناجي دوالي، "سياسة إدارة الظهر التي تقوم بها وكالة الأونروا تجاه الشعب الفلسطيني، فيما الحجة عدم وجود التمويل اللازم، وقال: "من واجب الأونروا التحرك تجاه الدول الداعمة، وتأمين المساعدات المالية اللازمة لتوفير المتطلبات والاحتياجات للشعب الفلسطيني في المخيمات في لبنان".
وكالة أونروا بدلاً من تقديم الرعاية والدعم في ظل كورونا عمدت على اغلاق عياداتها
وأضاف دوالي، خلال كلمته، "في وقت يتفشى فيروس كورونا في صفوف أبناء المخيمات، وبدلًا من استنفار الوكالة، كونها المعنية في إدارة شؤون اللاجئين وإغاثتهم ورعايتهم صحيّاً من خلال زيارتهم في منازلهم وتأمين الغذاء والدواء لهم، نراها تغلق عياداتها ومكاتبها في المخيمات".
وطالب أمين سر اللجنة الشعبية، "أونروا" بإيجاد "خطة إغاثية عاجلة، تنصّ على تأمين اللقاحات اللازمة ضد كورونا، وتقديم المساعدات اللازمة لانتشال اللاجئين الفلسطينيين من الوضع المعيشي والاقتصادي الكارثي، وتقديم مساعدات شهرية مستدامة حتى انتهاء الأزمة اللبنانية من وباء وفقر معيشي".
عضو المنظمة النسائية الديمقراطية، رجاء اسماعيل، حذرت في كلمتها خلال الاعتصام، "من أن تصل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في لبنان، إلى حافة الانفجار الاجتماعي والشعبي".
وقالت اسماعيل، "نستهجن مماطلة الأونروا، وعدم استجابتها لمطالب اللاجئين عبر اعتماد خطة طوارئ صحية وإغاثية شاملة تستجيب للحاجيات الصحية الناشئة والملحة ولمتطلبات اللاجئين الاقتصادية والمعيشية".
وتابعت: " نطالبكم (كوكالة أونروا) بالتدخل الفوري والسريع من أجل الاستجابة لمعالجة شبكات الكهرباء والمياه المتدلية في مخيم شاتيلا، فوق رؤوس المارة وتغتال ضحاياها من غير رحمة. ونجدد الدعوة بالعمل على توفير خطة طوارئ صحية وإغاثية شاملة ومستدامة، تستجيب لاحتياجات اللاجئين".
التدهور الاقتصادي أثّر على القدرة الشرائيّة عدا عن انقطاع الأدوية من الصيدليات
كما دعت اسماعيل، المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين، بالحفاظ على الأونروا باعتبارها الشاهد الحي على مأساة الشعب الفلسطيني، وزيادة الدعم المالي لها وتوفير موازنة لها من الأمم المتحدة، إسوة بالمنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى، وذلك بهدف وضع حد للابتزاز والضغوط الأميركية والإسرائيلية".
بدورها، قالت اللاجئة الفلسطينية، صباح مراد، وهي كانت من المشاركات في الاعتصام، إنّ، "الغلاء الحاصل وارتفاع سعر صرف الدولار، أثر على قدرتنا الشرائية بشكل كبير، هذا عدا عن ذكر تدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية، وانقطاع عدد من الأدوية في الصيدليات، وعليه نطالب الأونروا بمساعدتنا عبر تقديم لنا سلل غذائية أو مساعدات مالية، تنقذ اللاجئين الفلسطينيين".
وذكرت مراد، خلال حديثها مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّه وخلال الفترة الماضية قد تمّ تشخيص إصابتها مع عائلتها بفيروس كورونا، الأمر الذي دفعهم بالتزام الحجر المنزلي، اعتقدنا حينها أنّ الأونروا ستقوم برعاية شؤوننا، إلا أنّ العكس حصل، حيث لم تقدم لنا أيّ مساعدة تذكر".