لاقى مشروع "يسلمو ايديك" الصهيوني، رفضاً شعبياً واسعاً في الأردن، نظراً لهدفه الواضح في اختراق المجتمع الأردني، وتسويق التطبيع الاجتماعي مع المجتمع العصي على  الإختراق منذ توقيع اتفاقية وادي عربية التطبيعية بين النظامين الأردني والصهيوني عام 1994.

وبحسب ما زعم موقع المشروع على شبكة الانترنت، فإنّه يهدف إلى "دعم الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والبيئي لمجتمعات النساء الإسرائيليات والأردنيات من كلا جانبي وادي عربة، و يخلق ساحة للنساء لتعزيز والحفاظ على الحرف اليدوية النسائية التقليدية ويعمل كمنصة مشتركة تربط النساء الأردنيات والإسرائيليات".

ونشرت صفحة " اسرائيل تتكلّم العربيّة" مقطع فيديو يُظهر قدوم عدّة نساء "اسرائيليات" إلى الجانب الأدرني وقيامهم بأنشطة مع نساء أردنيات، قبل أن تقوم المنصّة الصهيوية بحذف الفيديو، بعد أن لاقى موجة من الغضب العارمة من قبل الجمهور الأردني والعربي.

موجة كبيرة من الغضب الشعبي الأردني وخصوصاً النسوي، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لكون المشروع يستخدم النساء كبوابة لتسويق التطبيع الاجتماعي.

علّقت الناشطة الأردنية ايناس حجّير قائلةً :"لأ هدول مش زينا ولا أحلامهم زي أحلامنا ولا عندهم نفس الرغبا، .هدول صهاينة مجرمين إرهابيين" كما دعت إلى فضح المتعاونين مع المشروع ومحاسبتهم.

9-1.jpg


وغرّدت "تقوى سلامة" قائلةً :" افضل أن تُكسر يدي على أن أقول يسلمو ايديك، لا سلام ولا تطبيع إلى الأبد مع الاحتلال" فيما توالت التغريدات الغاضبة والرافضة تحت هاشتاغ " #يسلمو_ايديك #لا_للتطبيع".

9-3.jpg

 

9-2.jpg

كما رفضت  جامعة " أهل الهمّة" الأردنيّة "استضافة وترحيب واحتفاء لغاصب أرضنا المحتل، وعبّرت عن رفضها التطبيع بكل أشكاله "مع عدو يهاجم العربي في أرضه اليوم ويصافحه غدا على طاولات الحوار المتحضّر".

حركة المُقاطعة "BDS" في الأردن تحذّر من المشروع

من جهتها، حذّرت حركة مقاطعة "إسرائيل" في الأردن "BDS" من خطورة المشروع، واعتبر أنّه يأتي "ضمن نهج استراتيجي طويل الأمد، يظهر من خلال الفيديوهات والصور التي نشرت، والتي حذفت من مواقع صهيونية نتيجة السخط الشعبي المتوقع دائماً".

وأشارت الحركة، إلى أنّ الاحتلال " تعمّد من خلال نشر الصور والفيديوهات، التضحية بهؤلاء النساء وتقديمهن لمقصلة الرأي العام الرافض للتطبيع، خدمة لاجنداته وبرنامجه الذي يهدف الى بث اليأس من مقاومة التطبيع، وأن موجة التطبيع جارفة دخلت مدننا وقرانا وبلداتنا".

وطرحت الحركة عدّة تساؤلات باسم الجمهور الأردني ووضعتها برسم المسؤولين الأردنيين، ومفادها:" من هي الجهة  الأردنية التي قامت بدور الوسيط الذي نسق الزيارات والعمل مع المؤسسة الصهيونية وأدخلها للعمل مع فئات المجتمع في هذه المنطقة؟."

وتابعت: "أين الضوابط الصارمة التي تطبق على عمل المؤسسات الاجنبية ولماذا تُركت هذه المؤسسة الصهيونية تتحرك بلا رقيب ولا حسيب في المناطق الحدودية الاردنية المهمشة، تحت عناوين التنمية؟."

كما تساءلت عن "المحددات العديدة التي تضعها وزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة التنمية الاجتماعية على عمل  المؤسسات الاجنبية "التنموية" في هذه الحالة ولماذا تُركت في هذه الحالة تحديدا المجتمعات المهمشة عرضة للبرامج المشبوهة والافكار المسمومة؟."

يهدف الى تنميط المجتمعات في الاردن وتأكيد لتفوق المستعمر بصورة فجّة وتبني رواية الاحتلال بانه واحة التطور في المنطقة

وربطت الحركة، ما حدث، بتهميش المناطق الحدودية في الأردن، وتساءلت "من المسؤول عن تهميش هذه المناطق، والذي اضعف قدرتها على مقاومة الاختراقات الوطنية والقيمية والاجتماعية تحت ستار التنمية، مما تركهم امام خيارات الجوع أو التنمية المقترنة بالتطبيع؟

وتابعت :"  هل النساء اللاتي ظهرن في صور وفيديوهات البرنامج يعلمن أن هذا البرنامج تطبيعي، وأنّ النساء "الاجنبيات البيض" هن محتلات للأرض العربية ويقمن بقمع النساء العربيات، وانهن يقمن العلاقات من قتلة ابائنا واجدادنا ونسائنا على التراب الفلسطيني وفي معركة الكرامة والسموع وباب الواد؟."

كما لفتت إلى أنّ ما تم نشره من صور وفيديوهات، "يهدف الى تنميط المجتمعات في الاردن وتأكيد لتفوق المستعمر بصورة فجّة وتبني رواية الاحتلال بانه واحة التطور في المنطقة، والذي يأتي للعطف على نسائنا، وهو عملياً شكل من اشكال فرض الهيمنة الثقافية عن طريق الاستحواذ على صناعة النسيج المرتبطة بهويتنا".

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد