جدّدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خلال مؤتمر بروكسل الخامس حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، دعوتها لدعم اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في سوريا والدول المجاورة،
وتُشارك الوكالة هذا العام، مع الاتحاد الأوروبي في رئاسة المؤتمر السنوي الذي يجمع الحكومات والمنظمات الدوليّة ومنظمات المجتمع المدني السورية.
25% من المراكز الصحية غير صالحة للاستخدام
وقالت "أونروا" خلال المؤتمر إنّه ومنذ بدء النزاع في سوريا أصبح الوصول إلى العديد من منشآت "أونروا" مثل المدارس والمراكز الصحية، غير ممكن أو أنها تعرّضت لأضرار جسيمة، لافتةً إلى أنّ 40% من الصفوف الدراسية التابعة للوكالة "أونروا" تعرضت لأضرار، فيما أصبحت حوالي 25% من المراكز الصحية التابعة للوكالة غير صالحة للاستخدام حالياً بسبب النزاع، وفقدت "أونروا" في سوريا 19 موظفاً خلال النزاع المستمر منذ عشر سنوات.
وخلال المؤتمر، قال المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، إنّ 90% من حوالي 440,000 لاجئ من فلسطين ممن ظلوا في سوريا يعيشون في فقرٍ مدقع، وهناك أكثر من 45,000 لاجئ فلسطيني من سوريا والموجودين الآن في الأردن ولبنان هم أيضاً من بين أكثر الأشخاص عرضة للمخاطر حيث يكافح كلا البلدين مع تأثيرات كوفيد-19، وفي الوقت الذي نتذكر فيه بألم عشر سنوات من النزاع، تظل "أونروا" متفانية لإعادة بناء بنيتها التحتية من أجل خدمة مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
600 عائلة عادت مؤخراً إلى مُخيّم اليرموك
وأكَّد المفوّض لازاريني، على أنّه حيثما يكون اللاجئين قادرين على العودة بأمان، يجب أن تكون "أونروا" قادرة على تقديم الخدمات في الوقت الذي تستمر فيه أيضاً بتشغيل المراكز الصحية والمدارس والخدمات الاجتماعيّة لأولئك الذين نزحوا داخل البلاد وإلى الأردن ولبنان.
وفي السياق، قال مايكل إيبي أمانيا مدير شؤون "أونروا" في سوريا، إنّ حوالي 600 عائلة قد عادت مؤخراً إلى مُخيّم اليرموك، ويعيشون وسط الأنقاض في ظروف بائسة للغاية بسبب عشر سنوات من النزاع والنزوح والتضخم المتصاعد وفقدان سبل العيش، والآن عام من كوفيد-19، تجعل حياتهم لا تطاق".
"أونروا" بحاجة إلى 318 مليون دولار للعام 2021
وأضاف أمانيا، إنّ مساعدة "أونروا" للاجئين الفلسطينيين في سوريا وفي البلدان المجاورة أمر حيوي وغالباً ما تكون شريان الحياة الوحيد لهم وآخر مصدر لدعمهم.
وكشفت الوكالة الأمميّة أنّها حاجة في عام 2021 بحاجة إلى 318 مليون دولار لتأمين المساعدة الإنسانية الطارئة للاجئين الفلسطينيين المتضررين من النزاع في سوريا ولبنان والأردن من خلال مناشدتها الطارئة بشأن أزمة سوريا الإقليمية، ويعتمد اللاجئين في سوريا وأولئك الذين فروا من النزاع إلى الأردن ولبنان بشكلٍ كامل على خدمات الوكالة للبقاء على قيد الحياة في نزوحهم المستمر.
وأشارت "أونروا" إلى أنّ المؤتمر السنوي يسعى لتوليد دعمٍ مالي دولي للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة بشكلٍ كبير داخل سوريا، للاجئين السوريين، وللمجتمعات المضيفة للاجئين وللبلدان في المنطقة.
ودعت "أونروا" المجتمع الدولي لمواصلة إدراج اللاجئين الفلسطينيين في جميع الخطط والاستجابات الإنسانية حول الأزمة السوريّة، نظراً لأنّ معظم اللاجئين من سوريا قد أصبحوا اليوم نازحين لمرتين على الأقل، وفي الوقت الذي أصبحت فيه صور مُخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المدمر أيقونية، فإنّ العديد من مُخيّمات اللاجئين الفلسطينيين الاثني عشر الأخرى في جميع أنحاء البلاد قد شهدت أيضاً أضراراً جسيمة في أحياءٍ بأكملها.