حذّرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" العالمية في تقرير لها اليوم الثلاثاء 6 نيسان/أبريل، تابعه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من احتمالية استنثاء لبنان تلقيح اللاجئين، مشيرةً إلى أنّ "لبنان تحت خطر تهميش اللاجئين والعمّال الأجانب الذين يشكّلون ثلث مجموع المقيمين فيه."
يرجع تحذير المنظمة إلى اتباع لبنان خطة تلقيح وطنية تتسم بالتدخل السياسي وغياب المعلومات، خصوصاً بعد سماح وزارة الصحة للقطاع الخاص بالتدخل في عملية استيراد اللقاحات، مما جعل المنظمة تعبّر عن تخوّفها من توزيع اللقاحات على أساس الإنتماء السياسي واستنثاء اللاجئين، وذلك بعدما لوحظ بدء بعض السياسيين بتوزيع اللقاحات على مناصريهم، "بدلاً من اتباع معايير توزيع شفافة قائمة على الأدلة وتنطبق على جميع المقيمين في لبنان بالتساوي"، ومخترقين بذلك الإتفاقية مع البنك الدولي، الذي كان قد قدّم 34 مليون دولار لتلقيح ميلوني شخص في لبنان، حسبما جاء في التقرير.
وقالت باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين لدى المنظمة ناديا هاردمان: "إنّ واحد من كل ثلاثة أشخاص في لبنان هو لاجىء أو مهاجر، مما يعني أن ثلث المقيمين هم في خطر تركهم خارج الخطة الوطنية للقاح" وأضافت: "لقد بدا واضحاً بهذه السرعة وجود ثغرات واضحة في تطبيق الخطة."
وحثّت المنظمّة الحكومة اللبنانية، على أن تستثمر في الوصول الهادف من أجل بناء الثقة مع المجتمعات الأكثر تهميشاً وإلا ستفشل الجهود المرمية لإنجاح خطة التلقيح.
19900 لاجىء فلسطيني وعاملين في قطاع الصحة و6701 لاجىء سوري جديرين بتلقّي اللقاح خلال الدفعة الأولى من الخطة
وبدأت الحملة الوطنية للتلقيح في شباط/ فبراير الماضي، في وقت صرّح فيه وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، أن الخطة تستهدف 80 بالمية من مجموع السكان، أيّ تشمل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين.
إلا أنه في الواقع الخطة تسير ببطء شديد حيث تم تلقيح 233934 فقط حتى تاريخ 5 نيسان/إبريل، بسبب كمية اللقاحات المحدودة، بينما 2.86% فقط من الذين تمّ تلقيحهم و 5.36 من المسجّلين على المنصة الإلكترونية لتلقي اللقاح، هم من غير اللبنانيين.
وأشارت المنظمة إلى أن أكثر من 19900 لاجىء فلسطيني وعاملين في قطاع الصحة و6701 لاجىء سوري جديرين بتلقّي اللقاح خلال الدفعة الأولى من الخطة، بعدما أظهرت بيانات الأمم المتحدّة أنّ معدّل وفيات اللاجئين السوريين والفلسطينيين جرّاء "كورونا" يفوق من أربع وثلاث مرّات معدل الوفيات الوطني.
وجاء في التقرير أنّ عدد اللاجئين السوريين في لبنان يُقدّر بمليون ونصف لاجىء، نحو مليون منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إضافة إلى وجود نحو 180 ألف لاجىء فلسطيني في لبنان، فضلاً عن وجود آلاف العمّال الأجانب المهاجرين. وتعمل بعض المنظّمات غير الحكوميّة على تأمين تمويل لشراء لقاحات مخصّصة للاجئين.
وكان رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة، قد أعرب عن استعداد اللجنة، المساهمة في توفير التجهيزات لتطعيم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الذي يوم 26 كانون الثاني/ يناير الفائت، برئاسة وزير الصحّة اللبناني حمد حسن، وضمّ كل من الدكتور منيمنة، ومدير عام وكالة " إونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، ورئيس اللجنة الوطنية لإدارة ملف التطعيم من فايروس " كورونا" الدكتور عبد الرحمن البزري، إضافة إلى ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان ايمان الشنقيطي وممثلين عن منظمة " يونيسيف" ولجنة إدارة الكوارث.