انطلقت المبادرات الأهليّة والشبابية والتطوعيّة في المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان مع بداية الأيّام الأولى من شهر رمضان الجاري 2021، ومن هذه المبادرات مبادرة "نحن لبعض" التي تستهدف العائلات الفلسطينية المهجّرة من سوريا والمقيمة في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينين في العاصمة بيروت، حيث تحاول الحملة تأمين أدوية، علاجات طبيّة، وإغاثة بكافة أنواعها لـ 400 عائلة من هذه العائلات عن طريق جمع التبرّعات.
تقاعس "أونروا" يحتّم ضرورة الحملات الأهلية
ويبرّر مدير حملة "نحن لبعض"، والإعلامي والناشط الشبابي، إبراهيم المدني، سبب القيام بها، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، قائلاً: "هذه المبادرة أتت نظراً لتقاعس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية تجاه قضايا أهلنا في مخيمات لبنان وتحديداً مخيّم برج البراجنة، وبسبب الظروف الإقتصادية الراهنة مروراً بجائحة "كورونا" وانعكاساتها على الأسر داخل المخيّم."
وتقوم آلية العمل داخل الحملة، التي انطلقت منذ رمضان الفائت، عن طريق وضع سلال لجمع التبرعات الإغاثية والمالية في بعض المحلّات، على أن يتم جمعها وترتيبها وإعادة توزيعها في الجمعة الثالثة من شهر رمضان. إضافةً إلى متابعة جميع العائلات المحجورة وتقديم الطعام لها بشكل يومي مع المتابعة الصحيّة وتأمين الأدوية، وتوزيع وجبات طعام، مطبوخة ونيئة، على العائلات الأخرى، عدا عن توزيع حصص غذائية خلال الشهر، ومبالغ نقدية "عيدية" للأطفال داخل منازلهم. كما تقوم الحملة على متابعة ورعاية الأيتام وتقديم ثياب العيد لهم. يضيف المدني: "أخذنا على عاتقنا طوال الأيام وتحديداً بهذا الشهر الفضيل عدم ترك أي عائلة بلا طعام وتحديداً إذا كان لديها أطفال."
وأشار المدني إلى مبادرات أخرى انطلقت في مخيم برج البراجنة منها "طبخة الخير"، "حملة أبناء مخيّم برج البراجنة"، "طوارئ"، وغيرها، إلّا أن هذه الحملات على الرغم من أهميتها وتنوّعها لا تغطي حاجات جميع الأهلي، إذا أنّ حاجة الناس كبيرة في ظل ارتفاع الأسعار وتدني القدرة الشرائية وغياب دور المعنيين، حسب المدني.
يُذكر أن مبادرات رمضانية أخرى، قائمة على التبرعات، قد انطلقت في مخيمات أخرى، ومنها "شباب الخير" في مخيم البص، مطبخ "ويطعمون الطعام" في مخيم برج الشمالي، "مساهمون" في تجمع المعشوق بمدينة صور جنوب لبنان، وحملة "ممنوع حدا يجوع" في منطقة البقاع، وغيرها.
وكانت الجالية الفلسطينية في برلين الألمانية قد قامت بالتبرع بمساعدات نقدية لـ 15 عائلة، وبحصص غذائية لعائلات أخرى من مخيم الرشيدية في الجنوب، هذا إضافة إلى تبرّع اللجنة السياسية الفلسطينية في أوروبا بمبالغ نقدية إلى 400 أسرة من مختلف مخيّمات لبنان.
يأتي ذلك في ظلّ تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع نسبتي البطالة والفقر بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، و تفشي جائحة "كورونا".