يعاني أهالي مخيّم الحسينية بريف العاصمة السوريّة دمشق، من انقطاع المياه لفترات طويلة، بالتوازي مع انقطاع الكهرباء، ما يحرم الأهالي من تعبئة المياه بشكل واسع، ما يضطّرهم لشرائها عبر صهاريج البيع، التي بلغ سعر الخزان الواحد منها سعة 5 براميل 7 الاف ليرة سوريّة.
و الحال ينطبق على مياه الشرب كذلك، حيث يضطر الأهالي لشراء الجالون الواحد سعة 30 لتر بسعر 500 ليرة سوريّة، وهو ما يضيف أعباءً ماديّة إضافيّة يُجبر الأهالي على دفعها، وسط تخوّفات من زيادة أسعار المياه مع حلول فصل الصيف وازدياد الطلب على المياه، حسبما أفاد اللاجئ " أبو عيسى شويتي" الذي تواصل معه "بوابة اللاجين الفلسطينيين".
وأشار شتيوي، إلى أنّ مصروف المياه بات يتجاوز العشرة آلاف، وأحيانا بعض العائلات تدفع 15 الف ليرة لقاء سد احتياجاتها من المياه، وكل عائلة بحسب حجمها وحجم استهلاكها، لافتاً إلى أنّ الأزمة من المرجّح أن تزداد مع حلول فصل الصيف.
وأوضح، أنّ مخيّم الحسينية وعموم منطقة الحسينية في ريف دمشق الجنوبي، تشهد أزمة مياه كلّ صيف، الّا أنّ هذا العام من المتوقع ان تكون الأزمة خانقة، نظراً لانهيار واقع الخدمات بشكل كبير وأوّلها الكهرباء وازمة المحروقات، إضافة للأزمة المعيشيّة الخانقة التي يعانيها الأهالي وارتفاع الأسعار.
وتعتبر أزمة المياه في مخيّم الحسينية قديمة متجددة، حسث لم تتوقّف الشكاوى منذ أعوام لتحسين واقعها، الّا أنّ الأمر كان مرتبطاً بأزمة الكهرباء عموماً، قبل أن تعمد مؤسسة المياه على تقنين ضخّها من اللآبار الارتوازيّة، لتصبح يومين كلّ اسبوع، نظراً لشحّ مادة المازوت، ما سيحرم الأهالي من الكميّات الشحيحة التي كانوا يحصلون عليها لمنازلهم بشكل متقطّع يومياً.
يشار إلى أنّ مخيم الحسينية الذي يبلغ عدد سكانه نحو 4 آلاف لاجئ فلسطيني، يعاني من تردّ كبير في الخدمات، وتهتك البنى التحتية وشحّ في أساسيات الحياة كالوقود والماء والكهرباء وغيرها، ولايمر يوم دون تسجيل شكاوى من مشكلة جديدة داخل المخيم في ظل عدم استجابة الجهات المعنية كالبلدية و"لجنة المصالحة" لمتطلبات الأهالي واحتياجاتهم منذ سنوات.
و يذكر، أن مخيم الحسينية تعرض لقصف شديد وعمليات عسكرية واسعة قبل سنوات، أدت إلى دمار البنية التحتية والمنازل ووقوع ضحايا مدنيين، وانتهت بسيطرة السلطات السورية عليه منذ تشرين الأول / أكتوبر 2013.