عبَّرت اللجنة المشتركة للاجئين في قطاع غزّة، عن استنكارها الشديد بشأن ما وصفته "تقصير" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في القطاع وغياب دورها تجاه النازحين في مدارسها ممن هُدمت منازلهم أو تضررت وأصبحت غير صالحة للسكن وأيضاً النازحين من المناطق التي تعرّضت للقصف والعدوان الشديد ويتهددهم خطر الموت جراء ذلك، حيث بلغ عددهم أكثر من 48 ألف نازح موجودين في 58 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا" لليوم التاسع على التوالي دون أي مقومات للحياة الآدمية.

وأوضح منسق اللجنة محمود خلف، أنّه تم التواصل مع إدارة "أونروا" ومع منسق الأمم المتحدة في قطاع غزّة ومع شبكة المنظمات الأهلية لضرورة التنسيق فيما بينهم للإيفاء بالاحتياجات الضروريّة للنازحين حيث تقع المسؤوليّة الأكبر على عاتق وكالة "أونروا".

تقصير إغاثي 

وأعرب خلف عن الاستياء الشديد من التقصير بالدور المفترض لإدارة "أونروا" وعدم تقديم شيء جدي حتى الآن سوى "مياه وكمامات قماشية" لبعض مراكز الإيواء فقط لا غير، في ذات الوقت يخرج علينا بعض المسؤولين بالوكالة بالقول:  إن "أونروا" بدأت بتقديم بعض الاحتياجات اللازمة للنازحين لنجد أن ما تم تقديمه هو صفر كبير وتسويق كذب وأوهام.

وأضاف خلف، أنّ إدارة "أونروا" في قطاع غزّة وعلى رأسها السيد ماتياس شمالي تسجل فشلاً جديداً يضاف إلى سجل الفشل الذي سجلته على مدار أكثر من ثلاث سنوات في التعامل مع الأزمات في قطاع غزّة وعدم العمل بشكلٍ جدي على حلها وليس إدارتها، حيث تتجاهل إدارة "أونروا" الاحتياجات الأساسيّة للنازحين الذين تركوا منازلهم مرغمين من مأكلٍ ومشربٍ وفراش نوم وأغطية وبعض الاحتياجات الخاصة بالحياة الآدمية وليس فقط التركيز على الازدحام و"كورونا".

دعوة للمفوض العام للوكالة من أجل الحضور لغزة 

وطالب خلف إدارة "أونروا" بضرورة القيام بدورها ومسؤولياتها تجاه مأساة حقيقيّة يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئ في مدارس اللجوء الجديدة، كما طالب بضرورة حضور المفوّض العام لوكالة "أونروا" فليب لازاريني إلى قطاع غزّة بشكلٍ عاجل وإعلان حالة الطوارئ التي تأخّر الاعلان عنها عشرة أيّام منذ بدء العدوان على قطاع غزّة ومتابعة ما يجري من تقصيرٍ وانتهاك لحقوق اللاجئين النازحين في مدارس "أونروا" وإطلاق نداء عاجل للدول المتعهدة والمجتمع الدولي من أجل تأمين مزيدٍ من الأموال لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من النازحين في المدارس، فالأمر لا يحتمل المزيد من التلكؤ من مدير شؤون اللاجئين في قطاع غزّة والرهان على عامل الوقت بانتهاء العدوان.

كما دعا خلف الأمين العام للأمم المتحدة إلى عدم المساواة ما بين الضحية والجلاد ومتابعة ما يرتكبه جيش الاحتلال من مجازر بحق المدنيين العزّل وسرعة التدخّل لوقف العدوان الهمجي عن قطاع غزّة ومتابعة المأساة الإنسانيّة التي حلّت بالقطاع واستُكملت بتقصير إدارة "أونروا" تجاه النازحين في مدارسها.

الشعبية: عدم قيام "الأونروا" بمهامهما مشاركة في الجريمة 

من جهتها، حَملّت دائرة شؤون اللاجئين في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين مدير الوكالة في غزة "ماتياس شمالي" المسؤولية الأخلاقيّة والقانونيّة لاستمرار تعطيل قيام "أونروا" بواجباتها الإنسانيّة والإغاثيّة لآلاف الأسر المُهجرة التي لجأت لمدارسها.
وأبدت الدائرة استغرابها في بيانٍ لها، من عدم تنفيذ شمالي قرار موافقة "أونروا" على تَحمُلّ مسؤولياتها القانونيّة لهؤلاء المشردين والمتضررين من بيوتهم، والذين يبلغ تعدادهم حوالي 50 ألف مهجّر والعدد قابل للزيادة، حيث لم تقم الإدارة بتوفير مقومات الحياة الأساسية من طعام وشراب وأغطية ومعقمات للوقاية من جائحة كورونا، ومستلزمات وأدوية طبية خصوصاً للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مشيرة إلى أنّ هذا التعمّد المستمر يفاقم من الأوضاع المأساويّة لهذه الأسر المكلومة والمتضررة، ويدل على تهرب واضح من قبل هذه الإدارة من مسؤولياتها والذي يمكن أن نضعه في خانة المشاركة في الجريمة التي تُرتكب في القطاع ضد المدنيين العزّل.

الأربعاء، أعلنت وكالة "أونروا"، أنّها بحاجة وبشكلٍ عاجل إلى 38 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانيّة للسكّان المتضررين في غزّة والضفة الغربية، في أعقاب "التصعيد الدراماتيكي للعنف" في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأيام الأخيرة.

ولفتت وكالة "أونروا" في بيانٍ لها، إلى أنّ "هذا التصعيد تضمن الأعمال العدائية وصولاً إلى شن غارات جويّة إسرائيليّة واسعة النطاق على غزّة، والتي بدأت في 10 أيّار، واشتباكات في الضفة الغربية، والتي شملت القدس الشرقية"، مُؤكداً أنّه إلى جانب ذلك، فإنّ الطلب على المساعدات الإنسانيّة في كل من غزّة والضفة الغربية تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19".

وفي وقتٍ سابق، طالب التجمّع الديمقراطي للعاملين في وكالة "أونروا" إدارة وكالة "أونروا" في غزّة بالاستيقاظ وأخذ دورها الطبيعي في مثل هذه الظروف العصيبة وتحمّل مسؤوليتها تجاه العائلات التي هُدمت منازلها في القطاع جرّاء العدوان الصهيوني.

وقال التجمّع في بيانٍ له: إنّه وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون العزّل في قطاع غزّة، وفي ظل تشردهم وفقدانهم لمنازلهم المتهالكة أساساً وبشكلٍ مفاجئ، ودون أخذ أدنى مستلزمات الحياة ونزوحهم إلى مدارس "أونروا"، تتقاعس إدارة "أونروا" عن القيام بدورها الأساسي وهو إغاثة اللاجئين الفلسطينيين.

وطالب التجمّع وكالة "أونروا" بضرورة العمل على توفير مستلزمات الحياة الطبيعية للمدنيين الأبرياء خاصة الأطفال والنساء والشيوخ الذين لجؤوا إلى المدارس بعد تشردهم نتيجة تعرّض بيوتهم لقصف صهيوني همجي.

ولفت التجمّع إلى أنّ المستلزمات المطلوبة لهذه العائلات المهجّرة هي كالتالي: فرشات وحرامات، وجبات طعام للجميع، مياه الشرب، مستلزمات العناية الصحية والخاصة بجائحة كورونا، طاقم طبي لتوفير الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة، مرشدين نفسيين للأطفال، حليب وحفاظات للأطفال وكبار السن أيضاً.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد