لم تهدأ المخيمات الفلسطينية في لبنان الليلة، فما إن أعلنت المقاومة الفلسطينية في غزة قبولها وقفاً مشروطاً لإطلاق النار بناء على طلب مصري بعد إعلان الاحتلال الصهيوني وقف عدوانه على قطاع غزة، حتى خرج مئات اللاجئين الفلسطينيين كل في مخيمه احتفالاً بإنجازات المقاومة.
الاحتفالات الليلية عمت المخيمات من شماله إلى جنوبه، امتداداً لاحتفالات مشابهة في قطاع غزة المدمر ومخيماته، وفي الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل، ربما هي رسالة اللاجئين الفلسطينيين في كل حدث، أننا هنا امتداد لفلسطين، وأن واقع اللجوء لا يعني عدم انتمائنا إلى الكل الفلسطيني الذي بدا أكثر من أي مرة واحداً في فلسطين التاريخية وأماكن وجود الفلسطينيين.
نحن شاركنا في مظاهرات سابقة من أجل غزة واللية نشارك من أجل فرح أهل غزة
يعبر عن ذلك صراحة اللاجئ الفلسطيني عماد عيد من مخيم برج الشمالي، الذي شارك في احتفالات مخيمه بوقف العدوان على قطاع غزة وسط إنجازات نوعية للمقاومة الفلسطينية، ويقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: حينما انتشر خبر انتصار المقاومة اتصلت بأصدقائي في المخيم، ونزلنا إلى الأزقة والشوارع لنعبر عن فرحنا، نحن شاركنا في مظاهرات خلال الأيام الماضية من أجل غزة، واليوم نشارك من أجل فرح أهل غزة بوقف العدوان عليهم ومن أجل ما حققته المقاومة سنشارك أيضاً في مظاهرات الانتصار والفرح".
وأشارعيد إلى أن فرحته بالانتصار هي من دفعته للخروج من المنزل بوقت متأخر لأن غزة تستحق الاحتفال، مؤكداً أن هذه المظاهرة لن تتوقف بل هي مستمرة وهم سيتجهون إلى مدينة صور، ويبقون حتى الصباح.
لم تهدأ المخيمات الفلسطينية في #لبنان الليلة الاحتفالات عمت أرجائها من شمالي البلاد إلى جنوبها امتداداً للاحتفالات داخل #فلسطين #فلسطين_تنتصر
Posted by بوابة اللاجئين الفلسطينيين on Thursday, May 20, 2021
"شعور لا يوصف" هكذا قالت اللاجئة الفلسطينية في تجمع وادي الزينة شمال صيدا هبة عثمان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، تضيف أنها نزلت في وقت متأخر من الليل مع بدء وقف إطلاق النار وانتشار أهالي غزة في الشوارع لتكون معهم ولو من بعيد.
شكرت عثمان المقاومة الفلسطينية في غزة: "أقول للمقاومة أنهم وعدوا ووفوا بوعدهم، اليوم أشعر أن فلسطين باتت قريبة جداً أكثر من أي وقت مضى"
وتتحدث كيف أن صوتها بُح من كثرة الزغاريد متمنية أن تطلق هذه الزغاريد يوم تحرير فلسطين والعودة.
وزغاريد اللاجئات الفلسطينيات في لبنان صدحت في قت متأخر من الليل في المخيمات كافة، كما أنهن نثرن الأرز على المتظاهرين وكذلك وزعن الحلوى.
ما رأيته من المقاومة خلال الأيام الماضية منحني شعوراً بأن ما يجري تمهيدٌ للتحرير
فاتن الصالح صحفية فلسطينية تقيم في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، تقول إنها شاركت في مظاهرات الاحتفال الليلية لأن ما رأته من إنجازات للمقاومة منحها شعوراً بأن ما جرى تمهيد لتحرير فلسطين.
وأيضاً الصالح وجهت الشكر للمقاومة على "الضربات التي وجهتها للاحتلال" ولأهالي غزة على "صمودهم وتضحياتهم على مدار 11 يوماً"
حسن جانا لاجئ فلسطيني في مدينة صيدا ، خرج في مظاهرة سيارات جابت شوارع المدينة في وقت متأخر يقول : احتفل مع شعبي وجيراني بهذا النصر، كانت لحظات جميلة وانت تهتف بأعلى الصوت "لقد انتصرت غزة".
يضيف: تعمد ت بالمسيرة الهتاف والصراخ عالياً لإيقاظ اهل الحي حتى يخروجوا من منازلهم ويشاركوا في الفرح، لا شيء يدفعني للخروج في هذا الوقت سوى حبي لفلسطين وأمنيتي أن اراها محررة"
يتمنى حسن أن تبقى المقاومة الفلسطينية بتلك العزيمة "الجبارة" التي ظهرت فيها حتى تحرير فلسطين من البحر الى النهر.
#شاهد احتفالات تعم المخيمات الفلسطينية في #لبنان الآن بانتصار المـ قاومـ ـة الفلسطينية في #قطاع_غزة #غزة_تنتصر #فلسطين_تنتصر pic.twitter.com/3WDPFE6LJD
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) May 20, 2021
ولعل من يرصد الأجواء في مخيمات الفلسطينيين خلال الأيام الماضية، يستشعر إيماناً معلناً لدى اللاجئين بأن التحرير اقترب، فعلى خلاف السنين الماضية التي شهدت اعتداءات صهيونية على قطاع غزة، امتزج تضامن الفلسطينيين في الشتات مع غزة هذه المرة أكثر من أي وقت مضى بالفرح للضربات التي كانت توجهها المقاومة لمستوطنات الاحتلال.
وحدة مواجهة الاحتلال على امتداد فلسطين التاريخية أعطى دفعة تفاؤل للاجئين
يعلل الناشط والصحفي الفلسطيني هادي قاسم من مخيم الرشيدية هذا الشعور بالقول: إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لأول مرة رؤوا كيف أن صواريخ المقاومة لم تصل فقط إلى تل أبيب عاصمة الاحتلال بل ظلت تستهدفها حتى آخر لحظة، وكيف أن الصواريخ شملت مستوطنات الاحتلال ومواقعه العسكرية كافة، بالإضافة إلى أن الفصائل العسكرية الفلسطينية عملت بتنسيق تام طيلة الأيام الماضية، وهي وحدة في العمل المقاوم يتوق إليها اللاجئون الفلسطينيون الذين تأثروا عملياً بواقع الانقسام السياسي في العقدين الماضيين.
يضيف قاسم : أن وحدة مواجهة الاحتلال في كافة أراضي فلسطين التاريخية إضافة إلى مشاركة الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 – وهي فعلياً الأراضي الأصلية لهؤلاء اللاجئين – في المواجهة أعطى دفعة كبيرة من التفاؤل في نفوس الفلسطينيين ليس فقط في لبنان حيث خرج بعضهم يريد اجتياز الحدود والمشاركة، بل في كافة أماكن وجودهم، بأن من الممكن للفلسطينيين أن يتحدوا في المجابهة من أجل تحقيق إنجاز سياسي حقيقي، لطالما لم يتحقق بفعل الأداء السياسي السابق لمنظمة التحرير والفصائل.