أكَّد المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، ظهر اليوم الثلاثاء 8 حزيران/ يونيو، على أنّه وبالرغم من الظروف الصعبة في قطاع غزّة، فقد تمكّن مكتب إقليم غزّة من بدء جولة توزيع المساعدات الغذائية الحالية قبل أسبوع واحد من الموعد المخطط له.
ووفق لازاريني، فإن ذلك يعني أنّ أكثر من 20,000 أسرة ستتلقى مساعدات غذائية في وقتٍ أقرب مما كان متوقعاً، وهناك مركز توزيع جديد ومبتكر سيخدم ما يزيد عن ثلاثة آلاف أسرة شهرياً من داخل مركز التدريب في غزّة.
وشدّد لازاريني خلال بيانٍ له على أنّ الأولوية اليوم لدى الوكالة تتمثل في تقديم أقصى قدر من الدعم للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة الذين ما زالوا نازحين لأن منازلهم تعرّضت لأضرار جسيمة وأصبحت غير صالحة للسكن.
وبيّن لازاريني، أنّ أحد مكونات المساعدة ستتمثل في توفير المعونة النقدية لتأمين المسكن المؤقت لمساعدتهم وأسرهم على مواجهة المصاعب الهائلة التي يواجهونها الآن، ومن المتوقع الانتهاء من التقييمات بهذا الخصوص خلال هذا الشهر، كما تم الانتهاء من تقييم الأضرار وإصلاح ما يقرب من 100 من مرافق "أونروا" التي تضررت إما نتيجة الأعمال العدائية أو خلال استضافة النازحين داخلياً، وعملية شراء وتأمين مستلزمات الطوارئ جارية، وفي بعض الحالات، اكتملت، وقد بدأت كذلك أعمال الإصلاح والتأهيل، بما في ذلك مبنى الرئاسة العامة في غزّة.
وأشار المفوّض العام إلى أنّه ومع انتهاء الفصل الدراسي هذا الأسبوع وإغلاق المدارس، ستكون الأنشطة الصيفية القادمة للأطفال من أولويات مكتب إقليم غزّة، لأنّ إبقاء التواصل مع الأطفال قائماً (مع مراعاة قيود كوفيد-19) سيسمح للأخصائيين النفسيين الاجتماعيين التابعين لوكالة "أونروا" بمساعدة الفتيات والفتيان على التغلب على تجربتهم المؤلمة الأخيرة وسيوفر لهم إحساساً بالحياة الطبيعية أثناء متابعتهم دراستهم، ويجري العمل على إعداد أكثر من 80 موقعاً لهذه الأنشطة وهذا سيتطلب تضافر جهود أكثر من 2500 موظف وعامل يعملون لفترات قصيرة لدعم الأنشطة لأكثر من 100,000 طفل في قطاع غزّة.
وتابع لازاريني: اعتباراً من الأسبوع الماضي، طلبت من نائب المفوض العام ليني ستينسيث أن تقوم بقيادة مكتب إقليم غزّة، مع الاشارة إلى أن ماتياس شمالي في إجازة، ونائبه ديفيد دي بولد يعمل من القدس، وحالياً يتواجد ويعمل العديد من المديرين في الرئاسة العامة من مكتب إقليم غزة وسوف يتناوبون لتوفير القيادة المستمرة في مجالات تخصصهم من هناك.
وأكَّد لازاريني على أنّ وكالة "أونروا" حريصة على استئناف جميع خدماتها الحيوية للمساعدة في إعادة غرس الإحساس بالحياة الطبيعية في حياة اللاجئ الفلسطيني، لأنّ الحياة الطبيعية مؤلمة للغاية لأولئك الذين رحل أحباؤهم، لأن لا شيء يمكن أن يحل محل هذه الخسارة، إلّا أنّنا نعتزم محاولة مساعدة البيئة المحيطة باللاجئين الفلسطينيين على العودة إلى طبيعتها من خلال استئناف الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها.
ونوّه المفوّض العام إلى أنّه ومن خلال تواصله مع نظرائه السياسيين والدبلوماسيين، فإنّه يواصل الدعوة إلى ضرورة ايجاد "سلام طويل الأمد" بدلاً من تثبيت لوقف إطلاق النار بين كل نزاع ونزاع، لأنّ السماح بتحسين الأوضاع في غزّة، وخاصة الظروف الاقتصادية، هو مفتاح الاستقرار على المدى الطويل، ومنح الناس، ولا سيما الشباب منهم، فرص عمل ستعطيهم أفقاً وستعمل على احتواء يأسهم.
كما شدّد لازاريني على أنّه ما زال مستمراً في التواصل مع المانحين والشركاء لتعبئة الأموال التي ستساعد "أونروا" في المحافظة على جميع خدماتها حتى نهاية العام، بعد أن ساعد استئناف المساعدات الأمريكيّة على تقليص فجوة التمويل لكنه لم يقض عليها، مُشيراً إلى أنّ الأموال الواردة من النداء العاجل ونداء الطوارئ الحالي ستغطي الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للاجئين الفلسطينيين في غزّة، وهي توفر النقد والغذاء وإعادة تأهيل المأوى والإسناد النفسي الاجتماعي، وكل هذه الأموال ستوجّه إلى غزّة.
ودعا المفوّض العام كافة موظفيه للوقوف بقوة خلف وكالة الغوث في الوقت الذي نستعد فيه للمؤتمر الدولي حول "أونروا"، لأنّ لدينا الكثير من الدعم، ولكن لدينا أيضاً الكثير من الخصوم الذين يسعون إلى نزع الشرعية عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وعن تفويض وكالة "أونروا".