عبَّرت شبكة الجالية الفلسطينيّة في الولايات المتحدة، عن إدانتها بأشد العبارات لما فعلته السلطة الفلسطينيّة من جريمةٍ بشعة في حق الشعب الفلسطيني على إثر اغتيال الناشط السياسي نزار بنات.
ورأت الشبكة في بيانٍ لها، أنّ السلطة من رأس هرمها الفاسد إلى أجهزة دايتون التي تعد في إطار المدافع عن الكيان الغاصب مسؤولة عمّا وصل إليه الحال الفلسطيني الذي هو خلاصة حتمية لنهج الاستسلام الذي اتبعته سلطة أوسلو، مُؤكدةً على أنّ حرية التعبير من الأركان الأساسيّة للتحرير وعلينا حمايتها وحماية الكلمة الحرة التي لا تشترى ولا تباع.
كما طالبت الشبكة بوقف كل عمليات القمع والتعذيب التي تقوم بها السلطة وبكف يدها عن أحرار ومناضلين الشعب الفلسطيني، لافتةً إلى أنّ نزار بنات تحدث باستمرار وشجاعة عن الفساد المتجذّر في السلطة الفلسطينية، ومن أحدث مظاهرها صفقة شراء لقاحات كوفيد الفاشلة، منتهية الصلاحية من "إسرائيل"، وانتقد السلطة الفلسطينيّة باعتبارها امتداداً للإمبرياليّة الأمريكيّة التي لا يمكن أن تحيا بدون مساعدة أجنبيّة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والتي أعيدت الشهر الماضي فقط، وتوفيرها كالعادة بشرط استمرارية السلطة في التعاون مع "إسرائيل" والولايات المتحدة.
وتابعت الشبكة في بيانها: وفي حديثنا عن نزار بنات، نحيي ذكرى جميع شهداء الوطن الأحرار، بما فيهم باسل الأعرج وعمر نايف زايد، والسجناء السياسيين الفلسطينيين في سجون السلطة، وسجون الاحتلال الذين تم أسرهم بسبب تسليمهم من قبل السلطة وتنسيقها الأمني، لأنّ عمليات الاغتيالات المستهدفة ليست جديدة، وتسعى لإسكات واضطهاد أفضل وأذكى المناضلين باسم الحريّة.
وأكَّدت شبكة الجالية على رفضها اتفاقية أوسلو والسلطة منذ تأسيس الشبكة في ٢٠٠٦، ليس فقط بسبب تآمر السلطة مع الاحتلال، بل لأننا أصحاب القضية، ولسنا في وقت بناء بلد، بل نحن الأن في مرحلة التحرير الوطني، وهذا ما أثبتته الانتفاضة الأخيرة في الشهر الماضي، لأنّ مرحلة التحرير الوطني تعني أننا بحاجة إلى هيئة سياسيّة قياديّة تمثل كل قوى المقاومة، وجميع القطاعات الاجتماعيّة، وكل المجتمع المدني، كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينيّة في الماضي، وكما اتضح من المشاركة الديمقراطية والجماعية لجميع الفلسطينيين في مقاومة الهجمات "الإسرائيلية" الشهر الماضي، نحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية من جديد والتي ستكون مرة أخرى الممثل الشرعي الوحيد لجميع الفلسطينيين في كل مكان في العالم.
وأشارت الشبكة إلى أنّ الحراك الفلسطيني والمقاومة التي أشعلت الشارع الفلسطيني الشهر الماضي في غزة، واللد، والقدس، وحي الشيخ جراح وسلوان، ورام الله، والأردن وجميع أنحاء الشتات الفلسطيني هي دليل آخر على أنّ السلطة الفلسطينيّة لم تكن من ذات صلة للمقاومة الفلسطينية من الأساس، ودليل أن حزبٌ واحد من الجسد السياسي الفلسطيني لا يستطيع أن يقود النضال لوحده، خصوصاً بعد ما خان وباع شعبه، فنحن نكون أقوى وأكثر فعالية عندما نتحد.
فجر الخميس الماضي، أعلنت عائلة الناشط الفلسطيني المُعارض نزار بنات، عن وفاته عقب اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنيّة والاعتداء عليه بالضرب المبرح.
وأوضحت العائلة في بيانٍ لها، أنّ ما حصل مع نزار هو اغتيال مع سبق الإصرار والترصّد عقب اقتحام مكان سكنه من قبل قوة أمنية مشتركة، مُشيرةً إلى أنّه تعرّض للضرب المبرح من قبل 25 عسكرياً من قبل أمن السلطة، وتم اعتقاله عارياً وهو يصرخ، ونقله لجهةٍ مجهولة قبل الإعلان عن وفاته.
ومنذ الإعلان عن اغتيال بنات وتتواصل التظاهرات الغاضبة في العديد من مدن ومُخيّمات الضفة الغربيّة المحتلّة تنديداً هذه الجريمة البشعة.