عشية عيد الأضحى المبارك ومع وصول سعر صرف الدولار الأمريكي إلى أرقام خيالية يقابله تدهور لا يحمد عقباه لليرة اللبنانية، طغى ذلك على مظاهر العيد التي غابت تماماً عن المخيمات الفلسطينية في لبنان، كونها بطبيعة الحال تتأثر بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ عام ونصف العام تقريباً.
في خضم هذه الظروف المأساوية التي تعكر صفو حياة اللاجئين الفلسطينيين، صار هناك ضرورة قصوى لتعزيز حالة التكافل الاجتماعي بين أبناء المخيمات.
معرض للتخفيف من عبء مستلزمات العيد
لذا افتتح "مركز التراث العربي" معرض الصيف للملابس والأحذية في مخيم عين الحلوة بأسعار مدروسة جداً نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وتخفيفاً عن كاهل أرباب الأسر في تأمين مستلزمات عيد الأضحى المبارك.
في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تقول مديرة "مركز التراث العربي"، آمنة عوض: "افتتحنا معرض الصيف للألبسة بهدف مد يد العون ومساعدة الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، وهو من تنظيم مركزنا الذي صار معروفاً بمثل هذه الأنشطة".
وتضيف عوض: كل منا يعرف كيف ارتفعت أسعار الملابس والأحذية في الأسواق بشكل كبير، وبات عبئاً كبيراً على العائلات، خاصة إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيراً، لذا أردنا من خلال المعرض التخفيف من عبء الأهل لناحية مستلزمات عيد الأضحى المبارك".
وتؤكد "أن الملابس جديدة وهي مقدمة من الأيادي البيضاء، وبهدف التخفيف من أعباء الناس الاقتصادية وضعنا أسعاراً رمزية جداً تناسب الجميع، حيث وجهنا نحو فكرة بيع الملابس بثمن رمزي ولم نقم بتوزيع هذه الثياب مجاناً لنتمكن من تشغيل النساء في المركز وتأمين الأجور لهن من خلال الربح الذي نجنيه، خاصة الأرامل والمطلقات. وكذلك نتمكن من إقامة مشاريع أخرى خيرية لأنه كما هو معلوم إذا وزعت الثياب بالمجان فقد يأخذ بعض الناس ثياباً لا يحتاجون إليها، فقط لكونها مجانية ويكون غيرهم بحاجة إليها".
"المعرض افتتح أولاً في منطقة سبلين "في 1 تموز/ يوليو الحالي واستمر لـ 3 أيام، كما تم تنظيم المعرض الثاني في مخيم عين الحلوة بدءاً من 13 الجاري وهو مستمر لمدة شهر ولن يقتصر فقط على فترة العيد"، بحسب عوض.
وحول التحديات التي يواجهونها خلال تنظيم المعرض، توضح عوض: "بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها كثير من الناس في لبنان، فإن البعض رغم أسعارنا الرمزية جداً فإنه يعدل عن شراء لبس جديد باستعمال القديم أو ترقيع الممزق. جل اهتمامهم يكون في تأمين الطعام وإيجار البيت والكهرباء، وهؤلاء نحن مطالبون أيضا بمساعدتهم ولو بتأمين مبلغ من المال لهم. أما في ما يخص التحديات الخاصة بنا فهي في تأمين مكان لعرض الثياب وتوفير الكهرباء للمحل مع وجود أزمة كبيرة في هذه الأيام".
وتختم بالقول إنه "من خلال معرض الألبسة يساهمون في إدخال فرحة العيد إلى قلوب كثير من الناس في عين الحلوة لا سيما الأولاد الأيتام، وإلى مد يد العون إلى كثير من الناس".
من فاعل خير لأهل الخير
إلى مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت، وتحت شعار #عيدي_عيدك يواصل فريق الطوارئ حملة "من فاعل خير لأهل الخير" نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية للاجئين تزامناً مع حلول عيد الأضحى المبارك، وهي تتضمن التبرع بمبلغ من المال، ثياب وأحذية جديدة أو مستعملة، أضاحي العيد، مؤن غذائية.
في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تقول ليليان سمراوي، منسقة فريق الطوارئ في مخيم برج البراجنة: "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان ككل والمخيمات الفلسطينية خصوصاً، ومع تزايد معدلات الفقر وغياب وكالة الأونروا والفصائل الفلسطينية عن أداء مهماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، قررنا كفريق طوارئ أن نطلق حملة اسمها "من فاعل خير لأهل الخير". وهي امتداد لحملة أطلقناها في شهر رمضان هذا العام وبفضل الله تكللت بالنجاح، لذا أكملناها في عيد الفطر تحت شعار عيدي عيدك وقد لاقت إقبالاً كبيراً جداً من الناس".
وتضيف: "من هذا المنطلق استمرت الحملة إلى عيد الأضحى كون الناس تحتاج لكل شيء أي مؤن وثياب وطعام لكي تعيل نفسها. تستهدف الحملة جميع الفئات بدون استثناء، أي الفلسطيني والسوري واللبناني، حيث نقوم بالتوصيل إلى صبرا ومارالياس وطريق الجديدة، فأي عائلة محتاجة نساعدها بالمال أو المونة أو أي شيء نجمع منه تبرعات. بشكل مباشر نتواصل مع العائلة ونذهب إليها ونقوم بالكشف عن المنزل وما الأشياء الناقصة لديها، بعدها ننشر على الفيسبوك أن هذه العائلة في حالة عوز. عندها تأتي التبرعات من أصحاب الأيادي البيضاء ونقوم بمساعدة العائلة".
تجدر الإشارة إلى أن "فريق الطوارئ في مخيم برج البراجنة ليس مدعوماً من أي جهة، وهو فريق مستقل يعتمد على الأشخاص نفسها، أي أن صاحب الفريق لديه مولد كهرباء ويدعم الفريق من دخله الخاص، أما التبرعات فتأتي من قبل العالم أي الناس العادية مثل أهل المخيم والناس من الخارج"، بحسب سمراوي.
وحول أهمية مثل هذه المبادرات، تعتبر منسقة فريق الطوارئ في مخيم برج البراجنة: "لها عدة جوانب، أولاً الجانب الديني حيث نأخذ حسنات ودعوات من قبل الناس التي استهدفتها المبادرة. أما الجانب الاجتماعي فإنها تقوي الشخصية وتحث الفرد على المسؤولية فنصبح نشعر بجيراننا والآخرين ونساعدهم قدر المستطاع. كما أن لها أهمية كبرى كونها تخفف أعباء العالم، فعندما يكون شخص ما لديه إيجار منزل ولا يستطيع الدفع ونقوم بتأمينه له من خلال الحملة فهذا يخفف العبء عليه".
وتختم سمراوي أن "الحملة تستهدف أيضاً القيام بجميع طقوس العيد، فقام فريق الطوارئ بتنظيف المقبرة في مخيم برج البراجنة قبل زيارة الناس لموتاهم صبحية العيد".