انطلقت منتصف الليلة، مسيرات غضب في بعض مُخيّم ومدن الضفة المحتلة وقطاع غزّة، وذلك تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين خاصّة بعد إعادة اعتقال الأسيرين محمود العارضة ويعقوب قادري مساء أمس، وزكريا الزبيدي ومحمد العارضة لاحقاً.
وشارك مئات الشبان الذين خرجوا بمسيرة عفوية طافت مركز مدينة رام الله، حيث هتف الشبّان بعبارات التحية لأسرى نفق الحرية، مطالبين بالرد على الاحتلال.
وأكد المشاركون على كسر حاجز الخوف والرد على جرائم الاحتلال، والدعوة لتفعيل المواجهة في سبيل نصرة الأسرى، وعقب المسيرة، توجه مجموعة من الشبان ناحية مستوطنة "بيت ايل" وشرعوا بإشعال الإطارات المطاطية لتندلع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.
وفي جنين ومُخيّمها، شارك مئات الفلسطينيين في مسيرات غاضبة خرجت من مُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين وبلدة عرابة وقرية بئر الباشا، تنديداً بإعادة اعتقال الأسيرين محمود عارضة ويعقوب قادري في مدينة الناصرة داخل أراضي العام 1948، وذلك بعد 5 أيّام من انتزاعهما حريتهما من سجن "جلبوع" إلى جانب 4 أسرى آخرين.
وانطلقت المسيرة من مُخيّم جنين، وجابت شوارع المدينة، وردد المشاركون الشعارات التي تحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرين عارضة وقادري، قبل أن يتوجه المشاركون الى حاجز الجلمة، حيث اندلعت مواجهات بين المشاركين وقوات الاحتلال، كما خرج أهالي بلدة عرابة وقرية بئر الباشا، في مسيرتين توجهتا إلى منزل الأسير محمود عارضة في عرابة، ومنزل الأسير يعقوب قادري في قرية بئر الباشا.
وفي القدس، اندلعت مواجهات في مختلف أحياء مدينة القدس المحتلة، اعتقلت خلالها وحدة "المستعربين" خلالها شابين عند حاجز مخيم شعفاط، ففي سلوان جنوب المسجد الأقصى، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان في احياء راس العامود وعين اللوزة من البلدة، أطلقت قوات الاحتلال خلالها، القنابل الصوتية تجاه منازل السكّان.
وفي شعفاط استدعت قوات الاحتلال مركبة المياه العادمة خلال مواجهات مع الشبان بالبلدة، بالقرب من منزل الشهيد حازم الجولاني، الذي استشهد عصر أمس قرب باب المجلس أحد أبواب "الأقصى" برصاص شرطة الاحتلال.
وتصدى الشبّان في الطور والعيسوية لاقتحام قوات الاحتلال البلدتين، وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والغازية تجاه الشبّان في العيسوية، ولاحقتهم دون أن يبلغ عن اعتقالات.
إلى الخليل، حيث أطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية في مُخيّم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوب الخليل، في أعقاب مسيرة خرجت تضامناً مع الأسرى، كما اقتحمت قوات الاحتلال مُخيّم العروب شمال الخليل وسط إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية والغازية.
كما خرج مئات الشبّان في مُخيّم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوب بيت لحم نصرة للأسرى في سجون الاحتلال.
وفي قطاع غزّة، خرجت العديد من المسيرات الداعمة للأسرى كان أبرزها في شوارع مُخيّم جباليا للاجئين الفلسطينيين، وفي مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة.
مساء أمس، قالت وسائل إعلام عبرية، إن قوات من الشرطة اعتقلت اثنين من الأسرى الستة الذين حرروا أنفسهم من سجن "جلبوع" يوم الاثنين الماضي.
وذكرت أنّ الشرطة اعتقلت الاثنين في منطقة جبل القفزة بمدينة الناصرة، مشيرةً إلى أن الأسيرين هما محمود عبد الله عارضة (46 عاماً) من بلدة عرابة جنوب جنين، ويعقوب محمود قادري (49 عاماً) من قرية بئر الباشا جنوب جنين.
وتعقيباً على ذلك، حمّل رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، سلطات الاحتلال المسؤوليّة عن أي أذى يلحق بالأسيرين الفلسطينيين الذين أعيد اعتقالهما، وهما قادري والعارضة.
ودعا فارس خلال تصريحٍ لوكالة "الأناضول"، الصليب الأحمر الدولي على وجه الخصوص أن يزور هذين الأسيرين، وأن يطمئن أنهما لا يخضعان لتحقيق يتخلله تعذيب جسدي.
وشدّد على أنّ الأسيرين سيخضعان لتحقيق قاسٍ، لأن "إسرائيل" لديها مئات الأسئلة وتريد إجابات سريعة عليها، لافتاً "نعلم أن صراعنا مع هذا الاحتلال مؤقّت، وفي هذا الصراع معركة كر وفر، وفيه انتصار وفيه تراجع، وما جرى مؤسف ومؤلم لكنه متوقع ونتمنى السلامة لبقية الأسرى".
فجر اليوم، أعلنت قناة "كان" العبرية، عن اعتقال أسيرين آخرين من الأسرى المطاردين الذين حرّروا أنفسهم من سجن "جلبوع" الاثنين الماضي، مُبينةً أنّ قوات خاصة اعتقلت الأسيرين زكريا الزبيدي من سكّان مُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين والأسير محمد العارضة في موقف للسيارات قرب جبل الطور القريب من مرج ابن عامر شمال فلسطين المحتلة.
ويرتفع بذلك عدد الأسرى المعاد اعتقالهم إلى أربعة من أصل 6 استطاعوا تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" قبل عدّة أيّام، فيما تواصل قوات الاحتلال البحث عن أسيرين آخرين هما مناضل انفيعات وأيهم كممجي اللذين كانا ضمن مجموعة الأسرى الستّة.