قالت الجمعية البحرينيّة لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، في الذكرى السنويّة الأولى لاتفاقيّة التطبيع بين البحرين وكيان الاحتلال الصهيوني، إنّ اتفاق التطبيع سمعة سلبية للبحرين واساءة للشعب البحريني الذي وقف طوال العقود الماضية مع أشقائه الفلسطينيين ودافع عن حقهم في تحرير كامل ترابهم الوطني واقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.
وبيّنت الجمعيّة في بيانٍ لها، أنّ هذا الاتفاق جاء ليشكّل ضربة موجعة لذاكرة البحرينيين، الذين يقفون على النقيض تماماً من الاتفاق، مُؤكدةً أنّ تبادل السفراء بين حكومة البحرين والكيان الصهيوني وتعيين سفيراً للبحرين في الكيان يشكّل ألماً لكل بحريني وهو يراقب قوات الاحتلال ترتكب المجازر، في الوقت الذي يعلن السفير البحريني عن فرحته الغامرة بوصوله إلى دولة الاحتلال، وهذا هذا الفخر الذي أعلنه السفير البحريني هو جزء من إهمال وتجاهل للموقف الشعبي البحريني الرافض للتطبيع مع العدو، والرافض لاستقبال وفوداً صهيونية في بلادنا أو عقد مؤتمرات وورش عمل، كالورشة الاقتصادية التي عقدت في يونيو 2019 والتي كانت موجهة ضد الشعب الفلسطيني وضد كل مكوناته والتي رفضت منه شعبياً ورسمياً رفضاً قاطعاً ففشلت فشلاً ذريعاً.
وأشارت الجمعيّة إلى أنّه في هذه الأيام تمر الذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني بدفعٍ وتشجيعٍ من الولايات المتحدة الأمريكيّة إبان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك في إطار ما يدّعى أنه "اتفاق ابراهيمي"، في محاولة لمنح التطبيع مع العدو صبغة دينية وتصويره بأنه الطريق الصحيح لحوار بين أديان وثقافات يتطلب انجازها إرسال الوفود للكيان أطلق عليها وفوداً شعبية للحوار والتسامح، بينما هي في حقيقة الأمر اختراق صهيوني للمجتمع البحريني بمواطنيه ووافديه، وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني الذي يستحق منا كل دعم وتضامن وتآزر.
ورأت الجمعيّة أنّ اتفاق التطبيع مع العدو الصهيوني يغالط الحقيقة ويزعم أنه يسعى "لأجل التحول إلى شرق أوسط أفضل وزيادة الاستقرار والأمن والرخاء في المنطقة"، لكن الحقيقة عكس ذلك، و"الاتفاقات الابراهيمية" لم تجلب إلا المزيد من التعنت وزيادة العدوانية الصهيونية في التنكيل بالشعب الفلسطيني الذي يدافع عن شرف الأمة وعزتها وكرامتها، حيث أمعن الاحتلال في ارتكاب جرائم حرب الابادة الجماعية، ضاعفها بعد توقيع الاتفاق فاقتحم المسجد الأقصى عشرات المرات ونكل بأهل القدس وأحيائها ومارس عدوانه الغاشم على قطاع غزة في مايو 2021 فدمّر البنية التحتية المهترئة أصلاً بسبب الحصار الذي دام نحو ستة عشر عاماً، بينما استمر في هدم المنازل وطرد الفلسطينيين من أرضهم في القدس والضفة واستمر في بناء المستوطنات واقتحام المسجد الأقصى، فضلاً عن مضاعفة سياسة تهويد القدس، الأمر الذي يجعل من الادعاء الصهيوني بإيجاد الرخاء والاستقرار للمنطقة ليس سوى ضحكاً على الذقون، فهؤلاء لا يعرفون سوى القتل وسفك الدماء ومصادرة الأراضي واحتلالها.
ووجّهت الجمعيّة البحرينية التحيّة لنضالات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني في سبيل تحرير أرضه وتقف معه في نفس الخندق المواجه للاحتلال، ونضالات الحركة الأسيرة البطلة والخطوات الشجاعة التي تقوم بها وآخرها عملية الهروب الكبير من سجن "جلبوع" التي نفذها ستة من الأسرى الأبطال تمكّنوا فيها من انتزاع حريتهم من خلال عملية معقدة أحرجت أجهزة الكيان، رغم تمكنه من إعادة أسر أربعة منهم واخضاعهم لجولات من الارهاب والتعذيب الوحشي المدان من قبل كل القوانين والمعاهدات الدولية.
ورأت الجمعية أنّ الكيان الصهيوني هو نظام احتلال عنصري، وهو عدو تاريخي للأمة ومكوناتها، مُطالبةً الحكومة البحرينية إلغاء اتفاق التطبيع مع العدو الصهيوني الذي وقع قبل عام باعتباره اتفاق جاء ضد رغبة الشعب البحريني ويسهم في زيادة عذابات وآلام الشعب الفلسطيني ويشجّع الاحتلال على زيادة جرائمه وعدوانيته.
كما دعت الجمعيّة كافة مكونات الشعب البحريني إلى التمسك بالقيم والمقدسات والثوابت الوطنية والقومية ومقاومة كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقعّت مساء الثلاثاء 15 سبتمبر/ أيلول الماضي، كلّ من دولة الإمارات ومملكة البحرين، اتفاق ما وصفوه بـ"السلام" مع الكيان الصهيوني في حديقة البيت الأبيض برعاية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وجرت مراسم توقيع اتفاقيات التطبيع بحضور رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد والبحريني عبد اللطيف الزياني، فيما قوبلت هذه الاتفاقيات بعاليات شعبيّة رافضة لهذه الاتفاقيات التي وُصفت بـ"الخيانيّة".