تحت عنوان "اعتصام ثورة لقمة العيش لمعلم برتبة عاطل عن العمل" اعتصم عشرات المعلمين الفلسطينيين، الذين يندرجون تحت مسمى "معملو قوائم التعيين في الأونروا- إقليم لبنان".
تجمع المعتصمون أمام مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الإقليمي في بيروت، استنكاراً لعملية استبعادهم من التوظيف والتثبيت بأساتذة من قوائم أخرى لا علاقة لها بالوظائف المتاحة، بحسب قولهم.
شعارات مطلبية كثيرة رفعت خلال الاعتصام منها "روستر 2021 حتى تثبيت آخر شخص" "لا لتكرار الامتحانات للروسترات" "طلابنا بحاجة لنا، للكفاءة والخبرة وعدم الانتظار" "شواغر المتوسط حق الروسترات لا للمساس بها".
وتشتخدم وكالة "أونروا" كلمة (روستر – Roster) في إشارة إلى لائحة الموظفين الذين اجتازوا امتحانات التوظيف بنجاح.
وبحسب المعتصمين فإن وكالة "أونروا" في لبنان عملت على استبدال معلمي قوائم التعيين (الروستر) الذين من المفترض أن تثبتهم في الشواغر الوظيفية المتاحة، بأساتذة من لوائح آخرى، الأمر الذي وصفه المعلمون "بمخالفة قوانين الوكالة دون أيِّ رادعٍ يحمي لقمة عيشهم وأرزاق عائلاتهم".
نحن لا نريد أن نتعامل كفضلات ونتوظف بعد أن يتم الانتهاء من توظيف أشخاص لا علاقة لهم بالوظيفة
"آخر امتحان أجريناه للتقديم على الروستر كان عام 2015، 6 سنوات مضت ولم تطلب وكالة الأونروا إجراء امتحانات جديدة، بالتالي جميع الأسماء المدرجة على الروستر كانت تنتظر فرصة التثبيت لدى الوكالة. تفاجئنا أن غيرنا من الأساتذة قد تم تثبيته رغم أنهم أجروا امتحانات مخصصة لبرنامج دعم لمرحلة الابتدائي لا علاقة له بأي روستر لمرحلتي المتوسط والثانوي"، بهذه الكلمات تشرح إحدى المعلمات وهي الأولى على لائحة الروستر في مادة العلوم، انتظارها الطويل لفرصة التثبيت كونها حازت على أعلى درجة في التقييم.
تقول المعلمة التي فضلت عدم ذكر اسمها لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "كنا متأملين جداً بالحصول على فرصة العمل، درسنا جيداً للمقابلة ، وعشنا حالة توتر قبل ثلاثة أيام لدرجة أني بقيت بلا نوم، فالمقابلة هي عبارة عن شرح درس للطلاب ضمن مدة زمنية معينة يجب أن نضع خلالها الأهداف ونشرح المادة بشكل وافي ونجيب على جميع الأسئلة، وعلى هذا الأساس يتم تصنيفنا من بين مئات الأساتذة بالترتيب من المرتبة الأولى إلى آخر اللائحة".
وتؤكد أن المتعارف عليه أن الأول على الروستر يتم تثبيته فور توفر شاغر وظيفي، ولو لم يتم ذلك سيُطلب باستمرار ويكون أستاذاً موجوداً في مدارس الأونروا، إلا أننا تفاجئنا أن أساتذة الـ Remedial الذين تم وعدهم بتثبيتهم في نصف "بوست ابتدائي"، قد تم تثبيتهم مكاننا في بوست المتوسط.
تشرح المعلمة كيف تم تبديل مكانها الوظيفي، حيث أن هناك شاغرين قدمتهما وكالة "أونروا" لمدرس كان من أوائل روستر قديم، والثاني أستاذ من برنامج دعم الابتدائي، وهذا يعد اختراقاً لقانون الوكالة، بحسب قولها، فكيف لها أن تضعه في بوست المتوسط وهو مختص ببوست ابتدائي؟ والمسألة الأخرى أن هؤلاء الأساتذة انتهى برنامجهم ولو أرادت الوكالة تثبيتهم كان من المفترض أن يشاركوا معنا في الامتحان الذي أجريناه بتعب واجتزناه ونحن الأوائل".
تقول المعلمة: "نحن لا نريد أن نتعامل كفضلات، ونتوظف بعد أن يتم الانتهاء من توظيف أشخاص لا علاقة لهم بالوظيفة"، مطالبة وكالة "أونروا" بتمديد مدة لائحة الروستر من سنة لثلاث سنوات، وأن يعيد أساتذة بوست ابتدائي الامتحانات مثلما اضطررت هي أن تعيد، بعد أن فازت بالروستر عام 2015، لأن الوكالة لم تستدعيها للعمل فاضطررت لإعادة الامتحان.
خبرتنا في العمل بمدارس الأونروا لا تكفل لنا حقنا الوظيفي
المعلمة "م.أ" تعمل بنظام المياومة في مدارش وكالة "أونروا"، ومن سوء حظها بدلاً من أن يتم تثبيتها، تخضع لامتحانات الروستر للأونروا بعد انتهاء مدة كل لائحة، وتضطر للتقديم للامتحان لكي تستطيع التعليم في مدارس الوكالة بشكل ثابت دائم، وتقول: "لا أمان وظيفي في مدارس الأونروا قبل التثبيت"
تضيف لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "مشكلتنا الأساسية أن خبرتنا في العمل بمدارس الأونروا لا تكفل لنا حقنا الوظيفي بأن نبقى في هذه الوظيفة، أو نستطيع الحصول على التثبيت لنصبح في أمان وظيفي. نحن نخضع لحرق أعصاب وتوتر وتأخر بالنتائج ومماطلة حتى نعرف وضعنا إن كان يمكن أن نتوظف في الأونروا أم لا، لأننا كل فترة نخضع لامتحانات توظيف".
وتدعو المعلمة "م.أ" وكالة "أونروا إلى الرد على مطالب الأساتذة عن طريق تحقيق الأمان الوظيفي لهم، بعد أن خضعوا لأكثر من امتحان توظيف، بالتالي أصبح من حقها أن لا تخضع له من جديد، حسب قولها.
لا يعقل أن نبقى في بيوتنا ووظائفنا تستباح بغير وجه حق
بدوره، يقول الأستاذ "أ.س" لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: "لسنا ضدَّ أحدٍ، ولكن لا يُعقل أن نبقى في بيوتنا من دون رواتبَ في ظل أوضاعٍ صعبةٍ بينما وظائفنا تُستباح وتوهب وهبًا بكل سهولة ومن غير وجه حق".
وطالب وكالة الأونروا "بالإسراع في مَلءِ الشّواغر بمعلمينَ من قوائمِ التّعيينِ في المرحلةِ المتوسطةِ والثانويةِ، اليومَ قبل الغدِ، خصوصًا أنه لم يُستدعَ إلّا أستاذٌ واحدٌ لكلٍّ من منطقتَي صيدا وصور على الرغم من الشواغر الموجودة"، متسائلاً: "لمن خُصِّصت هذه الشواغر مسبقًا؟ ولمَ المماطلة في مَلئها؟ ولمصلحةِ من يُترك الطّـلاب بلا معلّمين في الصّف؟".
يرى هذا المعلم الفلسطيني أن على إدارة "أونروا" الالتزام بما تم الاتفاق عليه مع اتحاد المعلمين بأن يُحوّل أساتذة الدعم إلى الموازنة العامة بنصف بوست، وحصر المرحلة المتوسطة والثانوية لمعلّمي قوائم التعيين فقط، مؤكداً الوقوف إلى جانب الاتحاد في أي خطوة حتى تحصيل حقوق المعلمين الناجحين بامتحانات التوظيف، معتبراً أنهم لم يلتحقوا بالعمل بعد نتيجةَ ما وصفه بالتّخبّطات الحاصلة والإهمال من قائمة التوظيف والتثبيت في الوكالة، كما طالب "بتمديد مدة الروستر حتى تثبيت آخر معلم عليه، ولن نتهاون هذه السنة بحقنا في التثبيت".
وأشار المعلم إلى إمكانية تصعيد التحركات "مطالبنا أصلًا تشكل أبسطَ حقوقنا، لن نتهاون في الدفاع عنها بكل ما أوتينا من وسائل، حتى لو أُجبرنا على الصعود إلى مكاتبكم وقرع أبوابها، إضافةً إلى الاعتصام أمام مكتب المدير العام للأونروا مع كافة الوسائل الإعلامية والمنظمات الحقوقية. لن نسمحَ لأحدٍ بأن يستسيغ لقمة عيشنا، ويستهين بأرزاقنا لأن العدد الذي تم استدعاؤه منا للعمل خجول جدًّا ولا يليق بسير العملية التعليمية بشكلها الصحيح".
لم تستجب وكالة الأونروا لجميع المطالب التي صدحت في أرجاء مقرها الإقليمي في بيروت، إنما توصل المعلمون المعتصمون إلى وعود قد لا تبصر النور بتمديد مدة لوائح الروستر من سنة لثلاث سنوات، لكن ماذا عن بقية المطالب؟