طفت على السطح مجدداً الخلافات بين اتحادات الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الأقطار الخمسة وبين إدارة، إذ قرّرت الاتحادات الخمسة الدخول في نزاع عمل مع إدارة الوكالة.
يوضّح مصدرٌ خاص في اتحاد موظفي "أونروا" رفض الكشف عن اسمه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنّ الخلافات طفت على السطح بعدما اجتمع المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني يوم أمس الأربعاء 27 أكتوبر/ تشرين أوّل مع رؤساء الاتحادات لتقييم الوضع والوقوف على التحديّات واتخاذ إجراءات لازمة من شأنها الحفاظ على حقوق الموظفين وتحقيق مطالبهم ، لكنّ الاجتماع كان سلبياً وطفح الكيل مع هذه الإدارة بمعنى الكلمة، بحسب ما قال المصدر.
الإدارة تمارس ضغوطاً كبيرة
ويضيف المصدر أنّ جميع اتحادات الموظفين في المناطق الخمس (غزة، الضفة، سوريا، لبنان، الأردن) تشعر بخيبة أمل لما آلت إليه الأمور بين إدارة وكالة "أونروا" من جهة وممثلي الموظفين من جهةٍ أخرى، إذ مارست إدارة الوكالة ضغوطاً كبيرة على الموظفين واللاجئين وتهضم حقوقهم وتعتدي على رواتبهم ومستحقاتهم التاريخيّة، وكل ذلك من أجل ما يُسمى فك الأزمة المالية، حيث ترى الوكالة في هذه الإجراءات طوق النجاة لإنقاذ المؤسّسة الأمميّة من الغرق بدلاً من أن تكون هي قارب النجاة لهؤلاء الموظفين في ظل الظروف القاهرة التي نعيشها جميعاً وفي كافة الأقطار، بحسب قوله.
إجراءات تصعيديّة صارمة
وبناءً على ذلك، أعلن المصدر لموقعنا، أنّ كل هذه الضغوطات أصبحت سبباً مباشراً لنفاد صبر الاتحادات واتخاذ إجراءات تصعيديّة صارمة وإعلان نزاع عمل "لمواجهة السياسة الجديدة المتّبعة والتي مسّت جيوب الموظفين وخدمات اللاجئين ومستقبل الطلبة في التعليم وهددت الصحة والمرضى، بل واعتمدت على قوت الفقراء من أبناء الشعب الفلسطيني".
ويُشير المصدر، إلى أنّ إدارة الوكالة دأبت بمختلف مستوياتها منذ توليها مهام عملها إلى خلق أزمات كبيرة مع الموظفين واللاجئين، والكل يُعاني اليوم بفعل هذه الأزمات، وكل اللاجئين يعانون من نقصٍ في الخدمة سواء التعليميّة أو الصحيّة أو على صعيد التوظيف.
وقال: إنّ مطالب الاتحاد واضحة وتم إبلاغها لإدارة الوكالة، وهي: إلغاء الاجازة الاستثنائية بدون راتب والتي تلوّح بها إدارة الوكالة في كل أزمة مالية لتوفير رواتب 28 ألف موظّف وتترك الموظفين في مهب الريح بلا رواتب، وتدفع بنصف مليون طالب وطالبة إلى الشوارع وتعرض الدول المضيفة إلى حالة من الإرباك.
رواتب الموظفين خط أحمر
وشدّد المصدر، على أنّ رواتب شهري تشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر لهذا العام هي خطوط حمراء لا يمكن تجزئتها أو تأخيرها عن موعدها حتى ليومٍ واحد، فهذا مرفوض لدى كافة الاتحادات، وبشأن العلاوة السنويّة فنؤكّد أنّها حق مكتسب ويجب أن تصرف قبل نهاية العام الحالي وبأثر رجعي لكافة الموظفين من أجل تحقيق العدالة، بحسب قوله.
وحول كافة المطالب، أكَّد المصدر أنّه جرى إبلاغ إدارة وكالة "أونروا" بضرورة تثبيت كافة العاملين على نظام "المياومة" أو العقود المؤقّتة في جميع الوظائف وفي كافة المناطق إلى نظام التثبيت على فئة (A)، كما طالبنا بوقف إلغاء الوظائف بحيث تم الغاء آلاف الوظائف خلال الفترة الماضية، ودعونا إدارة الوكالة أن تبقى راسخة في كوادرها ودورها الإنساني إلى حين عودة اللاجئين إلى أرضهم وقراهم التي هُجرّوا منها عنوةً.
مُخاطبة الدول المُضيفة
ويُشير المصدر لموقعنا إلى أنّ رؤساء الاتحادات قرروا منح إدارة الوكالة مهلة يومين واحد فقط لتلقي ردٍ خطّي مع مطلع الأسبوع حول كل هذه المطالب، وذلك بعد أن انتهت مهلة الشهر التي بدأت فور انتهاء مؤتمر عمّان الأخير.
وحول نزاع العمل، فإنه سيكون لمدّة 21 يوماً كبادرة حسن نية من طرف الاتحادات لإفساح المجال أمام إدارة وكالة "أونروا" للاستجابة لكافة المطالب الخاصة بالموظفين بدءاً من الأوّل من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ويضيف المصدر في اتحاد الموظفين أنهم قرروا إرسال رسالة للأمين العام للأمم المتحدة يحملون فيها إدارة الوكالة مسؤولية نزاع العمل والإجراءات التصعيديّة وحالة الاحتقان وعدم الاستقرار في صفوف الموظفين، بحسب قوله.
و كشف المصدر أن الاتحادات ستتواصل مع كافة ممثلي دوائر الشؤون الفلسطينيّة واللاجئين في الحكومات والدول المضيفة ووزراء خارجيتها لوضعهم في صورة كافة التحديات التي يواجهها كافة موظفي "أونروا"، كما أنهم سيعقدون اجتماعاً طارئاً لكافة أعضاء المؤتمر العام اليوم الخميس لكشف كافة الإجراءات التصعيديّة المنوي تطبيقها في كافة مناطق عمليات وكالة "أونروا".
يُشار إلى أنّ المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، قال في تصريحٍ سابقٍ له أنّه كمفوض عام للوكالة لا يعرف هل سيتمكن من دفع رواتب 28000 موظف في الوكالة في الشهرين القادمين أم لا، وعدا عن الرواتب فعلى الوكالة أن تبقي المدارس مفتوحة والمراكز الصحية فعالة وإجراءات الحماية الاجتماعية متواصلة.
لكنّ الاتحادات ردّت عليه في حينه بالتأكيد على أنّ رواتب الموظفين خط أحمر وحذّرت من الإقدام على وضع الموظفين في كافة مناطق العمليات في إجازة استثنائية بدون راتب بسبب العجز المالي القائم.
ويأتي هذا التوتر الجديد في ظل أنّ "أونروا" قامت بتوقيف العديد من الموظفين بحجّة "عدم الحياديّة" بناءً على التزامات الاتفاق المُسمى اتفاق "الإطار" الذي وقّعته إدارة الوكالة مع الإدارة الأمريكيّة كشرطٍ لإعادة التمويل لوكالة الغوث بعد أن أوقفتها بالكامل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.