منذ نحو 4 أشهر، وأزمة المياه داخل مخيم الضبية للاجئين الفلسطينيين شرقي بيروت، تزداد شيئاً فشيئاً.
أزمة دفعت أهالي المخيم وسكانه، إلى البحث عن وسائل أخرى للحصول على المياه، إلّا أنّ المسألة ليست بالشيء الهيّن، حيث لم يجد اللاجئون الفلسطينيون سوى الاعتماد على شراء المياه.
ولكن شراء المياه ليس بحلّ ناجع ودائم، يقول اللاجئون في المخيم، بل إنّها أزمة جديدة تضاف على أزماتهم، وسط انهيار مادي ومالي يعانون منه، جراء انخفاض قيمة العملة اللبنانية وارتفاع أسعار المواد من بينها كلفة شراء المياه، التي بلغت حدود الـ 12 ألف ليرة مقابل غالون مياه الشرب الواحد، فيما يكلّف ملأ خزان مياه نحو 600 ألف ليرة لبنانيّة، ما يعادل 400 دولاراً قبل انهيار العملة اللبنانية، وهو لا يكفي أكثر من نصف الشهر، فيما الحدّ الأدنى للأجور ما يزال لا يتجاوز حدود الـ 700 ألف ليرة.
غياب الكهرباء أبرز أسباب الأزمة
مسؤول اللجنة الأهلية في المخيم، وسام قسيس يقول: إنّ غياب مادة المازوت والتقنين الكهربائي الحاصل من قبل شركة كهرباء لبنان من جهة، والمولدات الخاصة من جهة ثانية ساهم في ازدياد حدّة أزمة المياه في المخيم.
ويضيف قسيس لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: انهالت الأزمات واحدة تلو الأخرى، إذ حصل عطل في المحطة، بالإضافة إلى حريق في المضخة، ما ساهم في تأزيم المشكلة، ودفع بالناس إلى شراء المياه بهدف الاستحمام وتنظيف المنازل.
تواصلت اللجنة الأهلية في المخيم مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وسفارة السلطة الفلسطينية في بيروت، من أجل أن يتواصلا مع منظمة اليونيسف، لحلّ الأزمة، وهو ما حصل، لتقوم اليونيسف بدورها بشراء مضخة جديدة وتركيبها، إلا أن أزمة الكهرباء تحول دون عمل المضخة الجديدة.
وبحسب قسيس فإنهم يحصلون على تغذية كهرباء متقطعة ومتفاوتة، وهو أمر لا يساهم كثيرًا في ضخّ المياه من الآبار باتجاه الخزانات، إذ إنّ المضخة بحاجة إلى تغذية لمدّة 5 ساعات متواصلة، كي تعمل بالشكل السليم، وهو ما لا يحصلون عليه، إذ لا تستمر التغذية لأكثر من ساعة أو اثنتين كحدّ أقصى.
ويؤكد قسيس أنّ اللجنة الأهلية في المخيم تعمل من أجل حلحلة مسألة انقطاع المياه، وتأمينها، وهي تتابع عن كثب مسألة المخالفات التي جرّت في الأسابيع الأخيرة، وعلى تواصل مع شركة المياه اللبنانية، من أجل إعادة ترتيب الوضع.
أزمة في ظل فقر وانهيار اقتصادي
اللاجئ الفلسطيني في مخيم الضبية ربيع الأسعد يصف الحال في المخيم بـ"الكارثي".
ويقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن عدداً كبيراً من ابناء المخيم في وضع اقتصادي صعب، ولا يقوون على تأمين قوت يومهم، ومنهم من لا يستطيع شراء المياه للاستحمام وتابع: "لو كنّا نسكن في صحراء لوجدنا المياه فيها".
ويضيف: "المياه موجودة إلّا أنّه لا يمكننا استخدامها أو حتى الوصول إليها بسبب غياب الكهرباء".
من جهته، اللاجئ الفلسطيني، محمد خالد، وهو من قاطني مخيم الضبية، يؤكد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين وجود أزمة حقيقية وكبيرة في المخيم ومحيطه.
ويطالب بالبدء في التفكير لإيجاد حلّ جذري لهذه المسألة، لربما تكون عبر حفر بئر خاص للمياه، يستفيد منه سكان المخيم، على حد قوله.
ويقع مخيم الضبية للاجئين الفلسطينيين على بعد 12 كيلو متراً من العاصمة بيروت باتجاه الشرق،وقد تم تأسيسه عام 1956 بهدف إيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين جاؤوا من منطقة الجليل في شمال فلسطين، لا سيما من مدينة حيفا وقرية البصة.
وبحسب وكالة "أونروا" يقطن فيه نحو 4 آلاف لاجئ فلسطيني، إلا أنهم يعيشون في ظل صعوبات اقتصادية شديدة، والعديد منهم عاطلون عن العمل. ويعمل عدد قليل من الرجال كعمال مياومين فيما يعمل بعض الشباب في المحال أو كعمال نظافة.