أكَّد المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، أنه لا يوجد اليوم ما يكفي من الأموال لدفع كامل رواتب الموظفين لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي وفي الوقت المحدد، على الرغم من الاتصالات والمتابعة الحثيثة مع المانحين خلال الأسبوع الماضي لتسريع صرف الأموال التي تم الإعلان عنها قُبَيل المؤتمر الدولي في بروكسل وخلاله.
وأضاف لازاريني في رسالةٍ وجّهها إلى الموظفين، أنّ معظم المانحين قالوا إنّهم سيقومون بصرف أموالهم في شهر كانون الأول. مشيراً إلى أنّ إدارة "أونروا" تدرك تماماً أن هذه الأوقات صعبة ومقلقة للغاية لكل الزملاء وعائلاتهم، ونعلم أنّ وراء النقاشات التقنية حول النقص في الميزانية وإجراءات ضبط التكاليف، أشخاص يخشون كل لحظة على وظائفهم أو حياتهم أو قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الحيوية والأساسية.
وأوضح المفوّض أنّه ملتزم بالكامل بدفع رواتب شهري تشرين الثاني وكانون الأول، مُؤكداً أنّ أولويته هي حماية جميع وظائف العاملين جنباً إلى جنب مع المحافظة على كافة الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.
وكشف لازاريني أنّه وجّه رسالة إلى جميع أعضاء اللجنة الاستشارية لوكالة "أونروا" لحثهم على الإسراع قدر الامكان بدفع التعهدات المعلنة للعام 2021 وتغطية المبلغ المتبقي البالغ 60 مليون دولار والمطلوب لتغطية كل النفقات حتى نهاية العام الجاري، متوقعاً الحصول على مزيد من المعلومات حول المبالغ المتوقع قبضها وتواريخ صرفها خلال اجتماع اللجنة الاستشارية الذي سيعقد في عمان يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع المقبل.
وتابع لازاريني: أعلم أن هذا ليس ما كنت تأملون سماعه وأدرك تماماً أن التأخر في دفع الرواتب يشكّل مصدر قلق عميق لأن العديد منكم لديه قروض للسداد وتدعمون عائلات وأقارب لكم في ظلِ أوضاع اجتماعية واقتصادية متفاقمة بشكل عام، كما حدث في العام الماضي، سوف أطلب من مدراء الأقاليم توجيه رسائل إلى البنوك المركزية في جميع أقاليم العمليات للتعاون ومساندة العاملين في موضوع تسديد دفعات القروض والتزاماتهم المالية الأخرى وطمأنتهم بأن الرواتب سوف تُدفع بالكامل في أقرب وقت ممكن.
ولفت إلى أنّه لم يفكر بأي حال من الأحوال في موضوع الإجازة الاستثنائية، وبالنسبة إلى قرار تجميد الزيادة السنوية فسيتم رفعه في أقرب وقت ممكن وكحد أقصى 31 آذار 2022، وسيتم تطبيقها بأثر رجعي إذا ما كان الوضع المالي أكثر استقراراً.
وفي ختام رسالته، قال لازاريني: أعلم بأنه تم إعلان الإضراب المفتوح وأشعر بقلق شديد حيال تأثير ذلك على التعليم والخدمات الصحية وتوزيع الغذاء والمساعدات النقدية على اللاجئين الأكثر حاجة، كما أن هذه الخطوة ستقوِض جهودنا لجمع الأموال وتؤذي سمعتنا وتؤثر سلباً على ثقة مانحينا، لذلك أناشدكم أخيراً ألا تنسوا بأن هدفنا المشترك هو خدمة اللاجئين الفلسطينيين، الذين يحتاجون إلينا اليوم أكثر من أي وقت مضى.