من المقرّر أن تعقد محكمة الاستئناف في لاهاي يوم الثلاثاء المقبل 7 ديسمبر/ كانون الأوّل، جلسة النطق بالحكم في الاستئناف بالقضية المرفوعة من قبل الفلسطيني إسماعيل زيادة ضد قائد أركان الجيش "الإسرائيلي" السابق ووزير الجيش الحالي بيني غانتس، وقائد سلاح الجو السابق ومدير عام وزارة الجيش الحالي أمير إيشل، لقصفهما منزل عائلته في العدوان على قطاع غزة عام 2014.
وكانت المحكمة قد عقدت جلسة الاستماع للطعون يوم 23 سبتمبر/ أيلول 2021 حيث فند زيادة وفريقه القانوني قرار المحكمة الابتدائية الذي منح الحصانة للمتهمين وبالتالي حرمانه من الوصول الى العدالة، حيث يسعى زيادة لمحاسبة المتهمين بإصدار قرار القصف المتعمد الذي تعرض له منزل عائلته في مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة بتاريخ 20 تموز/ يوليو 2014، ويؤكّد أنّ الهجوم يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ولمبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها دولياً.
ورُفعت الدعوى في المحاكم الهولندية لأن زيادة ومثل كثير من الفلسطينيين لا يستطيعون الوصول للعدالة في كيان الاحتلال، نتيجةً للممارسات التمييزية التي يواجهها الفلسطينيون الساعون لمحاسبة مرتكبو جرائم الحرب بحقهم.
وأوضحت حملة العدالة من أجل فلسطين في بيانٍ لها، أنّ المحكمة الابتدائية في لاهاي كانت قد أصدرت بتاريخ 29 كانون الثاني/ يناير 2020 قرارها بأن غانتس وإيشل يتمتعان بالحصانة من الملاحقة القضائية أمام المحاكم الهولندية، وأن ما قام به المدعى عليهما قد تم أثناء قيامهما بمهامهم الرسمية، في حين أكد زيادة في طلب الاستئناف أن المحكمة قد أخطأت في قرارها الاعتداد بـالحصانة الوظيفية للمتهمين، مُؤكداً أنّ الحصانة الوظيفية لا تُمنح للمتهمين بارتكاب جرائم حرب، وأن هذا القرار يمثل انتهاك لحق زيادة في الوصول إلى العدالة ويساهم في تعزيز سياسة الإفلات من العقاب.
وبيّنت الحملة أنّ زيادة قدّم الدعوى وفقاً للقانون الهولندي، والذي يقر مبدأ الولاية القضائية الدولية في القضايا المدنية المتعلقة بأفراد لا يستطيعون الوصول للعدالة في مكان آخر، فيما تعد هذه القضية فريدة من حيث كونها المرة الأولى التي يتمكن فيها فلسطيني من رفع دعوى مدنية في قضية تتعلق بجرائم حرب للوصول إلى العدالة على أساس مبدأ الولاية القضائية الدولية.
يُذكر أنّ الاعتداء "الإسرائيلي" على منزل عائلة زيادة كان يوم الأحد 20 تموز/ يوليو عام 2014، حيث قصف جيش الاحتلال المنزل الكائن في مُخيّم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد والدة إسماعيل البالغة من العمر (70) عاماً وثلاثة من أشقائه وزوجة أحد اخوته وابن أخيه البالغ من العمر (12) عاماً، وزائر صادف وجوده في منزل عائلة زيادة لحظة الهجوم.