أكدّ رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل حسن، أهميّة دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في حفظ تماسك الشعب الفلسطيني، ودورها في حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأوضح حسن في كلمته خلال اجتماعات اللجنة الاستشاريّة للوكالة التي انعقدت يومي 29 و 30 تشرين الثاني\ نوفمبر الفائت في العاصمة الأردنية عمّان برئاسة الجمهوريّة اللبنانية، أنّ الوكالة حققت نجاحات بحفظ تماسك الشعب الفلسطيني "من خلال التمايز التي شكلته مدراسها ونجاحاتها التربوية التي ولّدت مفكرين ومخترعين وأدباء وشعراء وقادة رأي وشخصيات عالمية معروفة ساهمت في التقدمين الإنساني والبشري، عبر اندماجهم في المجتمعات العالمية بعد تخرجهم من مدارس الأونروا التي أهلتهم للتفوق والنجاح في أرفع الجامعات العالمية."
التحديات المعروفة التي تواجه الوكالة تحتم علينا الإقلاع عن النمط القديم في التعامل مع وظيفتها
كما أكّد حسن أمام المجتمعين، على ضرورة أن تبقى الوكالة على قيد الحياة "بأي ثمن" وفق تعبيره، لأنّ "عدم الاكتراث وتجاوز أهميّة أن لا تعاني الأونروا من العجز المالي وعدم قيامها بدورها في خدمات التعليم والصحة والمساعدة الاجتماعية وتنمية قدرات مجتمع اللاجئين الفلسطينيين بصورة خاصة، سيكون له تداعيات خطيرة على الامن والاستقرار الإقليمي والدولي." حسبما أضاف.
واعتبر حسن، أنّ التحديات المعروفة التي تواجه الوكالة "تحتم علينا الإقلاع عن النمط القديم في التعامل مع وظيفتها، بعد عقود من تعثر قيام الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة، ولم شمل أبنائها ونخبتها في فلسطين وفي الشتات، وأن نذهب الى تجديد ثقافة النخبة الفلسطينية التي تخرجت في مدارس الأونروا، نخبة قادرة على مواكبة التحوّل والتحديات الدقيقة في المنطقة وفي العالم."
وأشار رئيس لجنة الحوار، إلى أنّ "أونروا" يجب أن تُكافأ، لكونها "النموذج الأممي الأوّل في التصدّي لآثار الحروب والنزعات في الشراكة عبر التعليم، لتصبح المؤسسة الأم المتخصصة بتنمية قدرات الشعوب المشردة والمهجرة والمتروكة لقدرها، وتعميق الشراكة معها باعتبارها نموذجاً مميزاً بين كل التجارب الدولية والإنسانية."
ولفت حسن إلى ضرورة "تعديل المفاهيم الخاطئة في المعجم القديم غير المتلائم، الذي مازال موجوداً في خطاباتنا، وفي خطابات مؤسساتنا حين نخاطب الأونروا، أو حين نعمل لجمع الأموال لـ " مساعدة الأونروا".
ودعا حسن الحاضرين، إلى "تخطي الآليات والذهنيات التي لا تقدم للشعوب الدعم الذكي الذي يغنيها عن طلب المساعدة بصورة دائمة" وقال: إنّ " الشعب الذي نحن نعمل من إجله – أي اللاجئين الفلسطينيين – نريده ان يشعر بالكرامة وأن لا نشعر نحن بالإهانة لأننا لا – أو- لن نستطيع القيام بواجباتنا."
وتوجّه حسن إلى المجتمعين، وطالبهم بتوفير الدعم المالي لوكالة "أونروا" التي "تواجه اليوم صراعاً للبقاء وتحدياً صعباً في الاستمرار في تقديم خدمات الحد الأدنى للاجئين الفلسطينيين في هذه المنطقة الملتهبة."
ونوّه حسن إلى دور العاصمة اللبنانية بيروت، في احتضان اللاجئين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين والتي تعيش الآن أزمات اقتصادية حادّة، وقال :" لقد احترفت بيروت وظيفة احتواء النزاعات واستوعبت هذه الوظيفة كل مكوناتها الوطنية، والآن مع تحولات المنطقة من النزاع الى الانتظام، فإن بيروت تعاني من أزماتها الاقتصادية وتصدع بنية المؤسسات الوطنية والقادرة على إرساء الاستقرار السياسي والاجتماعي."
داعياً إلى الخروج "بمقررات هادفة لدور بيروت والأونروا معاً في تقديم نموذج الانتظام الديموقراطي والاقتصادي والاجتماعي الاول في مرحلة ما بعد النزاع."
يذكر أنّ اللجنة الاستشاريّة، تضم 28 دولة، إضافة إلى 3 أعضاء مراقبين من جامعة الدول العربيّة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى "دولة" فلسطين، وناقش اجتماعها على رأس جدول أعماله، تقييماً لمخرجات مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم 16 نوفمبر الفائت، والتشاور حول الخطوات التاليّة.