نظّمت اللجنة الشعبية في مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين حفل تكريم حمل عنوان "الوفاء للأوفياء" وذلك لتكريم المعلمين والمعلمات في المُخيّم في ذكرى يوم المعلم الفلسطيني.
وحضل الحفل الذي أقيم في صالة قرية النخيل في مُخيّم البريج، رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية في مُخيّمات المحافظة الوسطى، والأستاذ خليل الطويل مدير مخيمي البريج ودير البلح في دائرة شؤون اللاجئين، والعديد من الشخصيّات الهامّة والهيئات التدريسيّة في مدارس مُخيّم البريج التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والحكومة.
وبيّنت اللجنة الشعبيّة في بيانٍ لها، أنّ الحفل التكريمي جاء بالتزامن مع يوم المعلم الفلسطيني تكريماً للمعلمين والمعلمات على جهودهم المبذولة خلال المسيرة التعليمية في مدارس مُخيّم البريج، وتقديراً ووفاءً لأصحاب الرسالة السامية، حيث استهدف التكريم جميع الهيئات التدريسيّة في المُخيّم.
وخلال كلمةٍ له، استذكر عضو اللجنة التعليميّة الفرعية في اللجنة خالد القريناوي المواقف الوطنية للمعلمين والمعلمات وبطولاتهم ومواقفهم الوطنية في المُخيّم على مر التاريخ منذ احتلال فلسطين عام 1948.
من جهته، قتل حاتم قنديل رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في مُخيّم البريج، إنّ المعلم الفلسطيني قاد حركات وطنيّة وشارك في كل المحطات التي مر بها الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 حتى يومنا الحاضر، مشيراً إلى أنّ العديد من الشهداء والقادة كانوا أساتذة وقادوا الثورة الفلسطينيّة.
كما أكَّد قنديل أنّ للمعلم الفلسطيني فضل على بعض الدول العربية سابقاً وحالياً، واليوم تبقى مساحة التكريم مفتوحة للجميع بتقديم كل الاحترام والدعم للمعلمين ومنحهم حقوقهم التي يستحقونها، لأنّ جميعَ الدول المتقدمة والمجتمعات الراقية تنظر إلى المعلّم بأنّه في أعلى الرتب، فمهنة المعلم ليست مجرّد مهنة عاديّة، بل هي إعدادٌ للأجيال والمجتمعات، وتأسيسٌ للعقول البشرية، لذلك فإنّ مسؤولية الأفكار التي يتبناها أبناء المجتمع تقع بشكلٍ أساسي على عاتق المعلم، لأنه مربٍ وصانع أجيال ويستحق أن يكون كل يومٍ يومًا للاحتفال به.
وفي السياق، أكَّد زياد الحلو أمين سر الاتحاد العام للمعلمين بالمحافظة الوسطى خلال كلمته، أنّ المعلم الفلسطيني انطلق من وحي المعاناة والألم إلى فضاء المعرفة والتميز ليبني وطنه ودولته وليرفع اسم فلسطين عالياً في كافة أماكن تواجده.
وفي كلمةٍ باسم المعلمين، قال الدكتور ناصر اليافاوي المشرف التربوي بوزارة التربية والتعليم بالمحافظة الوسطى، إنّ يوم المعلم ترتبط جذوره بمحطة نضالية انطلقت منذ عام 1972، عندما تعرض عشرات المعلمين للقمع والتنكيل على أيدي سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، وذلك لدورهم الوطني المتمثل بحماية العملية التعليمية من تدخل المحتل، ومحاولاته فرض الوصاية عليها، إضافة إلى مطالبتهم بحقوقهم النقابية العادلة، وصولاً إلى يوم الرابع عشر من كانون الأول من العام 1982.
وبيّن اليافاوي أنّ المعلم الفلسطيني سطّر تضحيات عظيمة لمنع تمرير مخططات سلطات الاحتلال في تهويد التعليم وتزوير التاريخ والجغرافيا الفلسطينيّة، وكل محاولات التدخل في العملية التربوية، وسجل مواقف وتحديات جسام خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى، أثناء إغلاق سلطات الاحتلال المستمر للمدارس والجامعات الفلسطينية، باللجوء إلى التعليم الشعبي، من أجل الحفاظ على سير العملية التعليمة الوطنية، متحدياً جبروت الاحتلال الذي حاول قمعه بشدة وبشكل وحشي.