يواصل الموظّف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزّة تامر الشاعر إضرابه عن الطعام لليوم الثاني على التوالي في أحد مقرات وكالة "أونروا" في رفح جنوب القطاع، وذلك حتى استجابة إدارة الوكالة إلى كافة مطالبه وأبرزها إعادته إلى رأس عمله، بعد أن فُصل تعسفياً على يد مدير عمليات "أونروا" السابق ماتياس شمالي في العام 2018.

قرار مع وقف التنفيذ!

الشاعر الذي قرّر الاضراب عن الطعام يمتلك حكماً من محكمة الأمم المتحدة للاستئناف بإسقاط  قرار الفصل الصادر من وكالة "أونروا" وإعادته إلى عمله منذ عام 2019، ومنذ ذلك الحين وهو يتجوّل بين أروقة مدراء الوكالة من أجل تنفيذ قرار المحكمة، إلّا أنّ كل محاولاته باءت بالفشل، إلى أنّ اضطّر أخيراً للدخول في إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام كنوعٍ من الرفض لهذه المعاناة المُستمرة.

يقول الموظّف الشاعر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: لقد فُصلت من عملي زوراً وبهتاناً وبشكلٍ تعسفي من قِبل مدير العمليات السابق ماتياس شمالي، إذ طبّق عليّ قانون التخلي عن الوظيفة 4/109 والذي ينص على أنّه "إذا تغيّب الموظف 3 أيّام متتالية أو أكثر عن العمل دون عذرٍ أو أسبابٍ مقنعة يحق للمدير فصل الموظف من الخدمة)، ولكن العجيب والغريب أنّني لم أتغيّب ولو ليومٍ واحد عن العمل، فقط تغيّبت يومين غير متتاليين ولأسبابٍ مرضيّة، أي لا ينطبق عليّ قانون التخلي.

ويضيف الشاعر أنّ ماتياس شمالي أخبره شخصياً أنّه أخطأ في قرار فصله، ولكنه لم يرجعه إلى العمل بعد كل المناشدات إلى مدراء وكالة "أونروا" ، فلجأ إلى النزاع في محكمة "أونروا" التي رفضت الاستجابة له، ما اضطّره إلى اللجوء إلى محكمة الأمم المتحدة للاستئناف، وهناك أنصفته المحكمة وأصدرت حكماً ببطلان قرار فصله، ولكن لم يُطبّق حُكم المحكمة حتى يومنا هذا.

طردوني عنوةً

 يعاني الشاعر من ظروفٍ اقتصاديّة صعبة بفعل هذا الفصل، ويعتاش على مساعدات أهل الخير ومساعدات بعض الزملاء، بحسب قوله بعد أن تعنّتت إدارة وكالة "أونروا" في تنفيذ قرار المحكمة رغم كل المراسلات والمناشدات التي أوصلها إليهم.

 ويوم الاثنين الماضي أخذ تصريحاً من الحكومة في غزّة للاعتصام في مبنى مخازن وكالة "أونروا" في رفح العمومية -تل السلطان، إلّا أنّ إدارة الوكالة اليوم استدعت الشرطة، وبالفعل جاء عناصر الشرطة وطردوه عنوةً من داخل مقر "أونروا"، وهو الآن في الشارع، لكنّه يؤكد بأنه سيمضي في إضرابه واعتصامه وصولاً إلى تحقيق كافة مطالبه الوظيفيّة والإنسانيّة.

ويوضح الشاعر لموقعنا، أنّ مطالبه بسيطة جداً وهي تنفيذ قرار المحكمة والعودة إلى العمل اليوم قبل الغد، خاصّة وأنّ لديّه طفلين اثنين بحاجة إلى مصروف واحتياجات عدة، فهما لا يستوعبان أنّه فصل من عمله، ويناشد كافة الفصائل واللجان الشعبيّة للاجئين من أجل التدخّل الفوري وحل هذه القضية بشكلٍ عاجل.

 أحداث لا تمت بأي صلة للعمل المؤسّساتي

نُشير إلى أنّ الموظّف الشاعر اعتصم في أوقاتٍ سابقة أمام مقر وكالة "أونروا" الرئيسي، وساءت حالته الصحيّة في مراتٍ عديدة ونُقل لتلقي العلاج في مجمّع الشفاء الطبي، فيما تجدر الإشارة إلى أنّه تم الاعتداء عليه عندما جاء لمؤازرة زميله المفصول سابقاً من عمله عبد السلام عوض الله.

10-1.jpg

وفي حينه، أعرب منسق اللجنة المشتركة للاجئين في قطاع غزّة محمود خلف، عن إدانته الشديدة للاعتداء الجسدي الذي وقع على الموظف تامر الشاعر الذي جاء متضامناً مع زميله عوض الله ويحمل ذات الهم، مُؤكداً أنّ الشاعر يحمل قرار محكمة بالعودة للعمل والتعويض، ولكن ترفض إدارة وكالة "أونروا" تنفيذه بقرار من مديرها في غزّة.

وحمّل خلف إدارة وكالة "أونروا" المسؤوليّة الكاملة عن هذه الأحداث التي لا تمت بأي صلة للعمل المؤسّساتي ولا لحقوق الانسان، داعياً إلى تنفيذ قرار المحكمة وإنصاف الموظفين والاقرار بحقوقهم الوظيفية وفقاً للقانون والنظام المعمول به.

"لن نترك الشاعر وحيداً"

وحول جهود اتحاد موظفي "أونروا" في قطاع غزّة إزاء قضية الموظّف الشاعر، قال عبد العزيز أبو سويرح نائب رئيس اتحاد الموظفين لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الاتحاد لن يترك الشاعر وحيداً، ويدعو باستمرار لتنفيذ حكم المحكمة سواء بإعادة الموظّف الشاعر إلى عمله كما كان في السابق أو من خلال تعويضه كما جاء في قرار المحكمة.

وأشار أبو سويرح إلى أنّ فُرص العمل قليلة بل تعتبر نادرة في قطاع غزّة، ولذلك فإن إدارة وكالة "أونروا" في القطاع مطالبة بالتحلّي بالحكمة إزاء هذا الأمر من أجل إنصاف الموظّف الشاعر.

أحمد حسين-صحفي فلسطيني/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد