زار مدير عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني ليل أمس الاثنين 10 كانون الأوّل/ يناير، خيمة الاعتصام التي نصبها لاجئون فلسطينيون مهجّرون من سوريا أمام مقر الوكالة الرئيسي في بيروت، واستمع إلى شكاواهم وأسباب اعتصامهم.
وشرحت بعض النسوة المعتصمات، معاناة عائلاتهنّ جرّاء القرار التي اتخذته الوكالة بالغاء معونة بدل الايواء، وأشرن إلى أنّ مستقبل 27 الف شخص سيكون الشارع في حال استمرّ القرار.
وأثار المعتصمون، كافة القضايا المتعلقّة بدعم وإغاثة وكالة "أونروا" سواء الماليّة أم الصحيّة ولا سيما لأصحاب الأمراض المزمنة، إضافة إلى القضايا القانونية بالنسبة لفاقدي الإقامات والداخلين خلسة ولم يجر تسوية أوضاعهم في لبنان.
من جهته، عبّر كوردوني عن تفهّمه لظروف اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا في لبنان، إضافة إلى أوضاع عموم اللاجئين في لبنان، مؤكّداً اعتماد "أونروا" على الدول المانحة وبذل الوكالة كافة الجهود لتأمين التمويل.
وقال كوردوني: إنّ الجهات الي كانت تمنح "أونروا" التمويل الخاص بفلسطينيي سوريا في لبنان توقّفت، والآن الوكالة تبحث عن تمويل بديل، وحصلت على منحة تغطي الـ 25 دولار لكل شخص والمعمول بها الآن، إضافة إلى الـ 75 دولار كدعم إضافي ونسعى لتكون مستمرّة.
وأشار مدير عام "أونروا" في لبنان للمعتصمين، إلى أنّ اعتصامهم أمام مقر الوكالة "لن يؤثّر" داعياً إيّاهم إلى نصب الخيام أمام سفارات الاتحاد الأوروبي والدول المانحة التي منحت الوكالة التفويض وعليها منحها التمويل.
كما أكّد كوردوني، سعي "أونروا" لتحصيل تمويل بديل، وتأمين المساعدات الشتوية، مؤكداً اصطدام الوكالة بعقبات سياسية من بعض البدان التي لا تريد دعم الفلسطينيين بحسب قوله. لافتاً إلى أنّ الوكالة وصلت إلى مرحلة كادت أن تتوقف بشكل تام في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، الّا أنّ المفوّض العام فيليب لازاريني قد زار 40 دولة لتأمين الدعم للاستمرار.
وكان عدد من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، قد افترشوا الأرض أمام مقر وكالة "أونروا" الرئيسي أمس الاثنين، عقب اعتصام غاضب، ضد تقليص المعونات، في حراك متواصل منذ نحو 3 أسابيع.
وفي خطوة اعتبرها نشطاء بـ " التسكينية" أعلنت وكالة "أونروا" أمس تقديمها دعماً لمرّة واحدة خلال شهر شباط\ فبراير المقبل، تبلغ قيمته 75 دولاراً للفرد الواحد، على أن يتبعه 75 دولاراً أخرى خلال الفترة اللاحقة.
وتعتمد 85% من أسر فلسطينيي سوريا المهجّرين إلى لبنان وعددهم 27 ألف لاجئ، على المساعدات النقديّة كرافد مالي أساسي لدفع أجرة المنازل وتأمين القوت اليومي، وذلك وفق الأرقام الصادرة عن "أونروا" في تقرير النداء الطارئ مطلع العام 2021 الفائت، وسط معطيات على تفاقم الأوضاع المعيشيّة لهذه الشريحة تأثراً بانعكاسات أزمة الانهيار الاقتصادي اللبناني.