حطّت طائرة رئيس الكيان "الإسرائيلي" إسحق هرتسوغ اليوم الأربعاء 9 آذا/ مارس، في مطار أتاتورك الدولي، في زيارة رسمية إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، و "تفقد أوضاع الجالية اليهودية" بحسب وسائل إعلام عبرية.

واحتفى الإعلام العبري بالزيارة، التي وصفها بـ "التاريخية" لكونها تأتي بعد فتور في العلاقات بين الطرفين، حيث تعتبر هذه الزيارة هي الأولى لرئيس "إسرائيلي" منذ العام 2007، و تهدف إلى " وضع العلاقات على المسار الصحيح" بحسب محللين.

ردود فعل فلسطينية وتركيّة، رصدت تعليقاً على الزيارة، أولها صدر عن حركة "حماس" التي قالت في بيان لها إنّها: "تابعت بقلقٍ بالغ زيارات مسؤولي وقادة الكيان الصهيوني لعددٍ من الدّول العربية والإسلامية، وآخرها زيارات رئيس الكيان الصهيوني "يتسحاق هرتسوغ" لعددٍ من دول المنطقة."

ولم تشر الحركة إلى زيارة تركيا بعينها، لكنها عبّرت عن أسفها "من تلك الزيارات لأشقائنا في الدّول العربية والإسلامية، التي تعدّها عمقاً استراتيجياً لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، داعيةً إلى عدم إتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لاختراق المنطقة والعبث بمصالح شعوبها."

الجهاد: استقبال هرتسوغ انحياز للعدو الصهيوني في مواجهة جهاد الشعب الفلسطيني

من جهتها، أدانت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين زيارة الرئيس الصهيوني إلى تركيا. واعتبرت في تصريح نقلته وكالات أنباء، أنّ "استقبال الرئيس الصهيوني في تركيا، في ظل تصاعد العدوان والارهاب الصهيوني بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني ومقدساته أمر مرفوض ومدان."

كما استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الزيارة، واعتبرتها انحيازاً للعدو الصهيوني في مواجهة جهاد الشعب الفلسطيني.

وجاء في بيان لها : "إنّ هذه الزيارة التي تأتي على وقع التصعيد العدواني الصهيوني ضد أهلنا في القدس، ومخططات العدو لتهويد المقدسات واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وتمثل انحيازاً للعدو في مواجهة جهاد الشعب الفلسطيني."

لا مكان لهم في بلادنا ولن يكون لهم وجود

تركيّاً، واجه حزب "السعادة" التركي، زيارة الرئيس الصهيوني بتنظيم احتجاجات في أكثر من 81 مقاطعة تركية، رفضاً لزيارة اسحق هرتسوغ.

وصرّح الأمين العام لحزب السعادة، عمر فاروق يازجي، قائلاً: "ندين بشدة دعوة رئيس إسرائيل الإرهابية لزيارة تركيا، نحن نرفض التطبيع، أولئك الذين يلقون بالقنابل على القدس وغزة، ويدوسون الأقصى بأحذيتهم القذرة، ويذبحون المظلومين، بغض النظرعما إذا كانوا أطفالًا أو نساء أو كبار سن، لا مكان لهم في بلادنا ولن يكون لهم وجود."

ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها : "لا نريد رءيس كيان محتل في بلادنا".

وغرّد ناشطون وصناع رأي أتراك، مؤكدين رفض استقبال رئيس كيان الاحتلال، وكتبت الناشطة التركية "توبا شينشيك" منتقدة استقبال هرتسوغ قائلةً : " نحن من الذين يتكلمون مثل موسى ويعيشون مثل فرعون."

 

مقدمة لتحسين العلاقات بين الجانبين

المحلل السياسي الفلسطيني حسن عبدو، اعتبر أنّ استقبال الرئيس التركي أردوغان للرئيس الإسرائيلي هرتسوغ اليوم الأربعاء، "بداية لمرحلة تحسين العلاقات الإسرائيلية التركية بعيداً عن المصلحة الفلسطينية، التي توقفت لفترة محددة ولم تنقطع بشكل كامل، منذ عام 2008."

وأضاف في حديث لوكالة " APA"  أنّ هذه الزيارة، "تمهد لعودة أقوى للعلاقات الإسرائيلية مع تركيا، وذلك يخدم المصلحة الإسرائيلية بشكل مباشر."

وأكّد عبدو على وجوب "أن يدفع الاحتلال الإسرائيلي ثمن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، من خلال إبقائه منعزلاً عن الدول العربية والإسلامية، بعيداً عن تعزيز علاقاته مع أي دولة منهم".

ووصف تعزيز العلاقات بين الدول العربية والاسلامية، "مكافئة للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني". مشيراً إلى أنّ "هذه العلاقات تُشجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب مزيد من الجرائم، والاستمرار في الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، والمقدسات الإسلامية، ونشر التطبيع العرقي."

واعتبر أنّ انفتاح "إسرائيل" على الدول الإسلامية والعربية ضد الموقف الفلسطيني "جريمة بحق القضية الفلسطينية، خاصة أن الدول الغربية تدعم الاحتلال الإسرائيلي بجرائمه الذي يرتكبها بشكل مستمر على الأرض المحتلة".

وشهدت العلاقات التركية "الإسرائيلية" توترات منذ العام 2008، وازدادت تفاقماً إثر قتل الجيش الإسرائيلي،  10 مواطنين أتراك عام 2010، بعد اعتداء قوات بحرية الاحتلال على سفن اسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة. لتعاود العلاقات الدبلوماسية فاعلياتها عام 2016، وإعادة قطعها عام 2018 إثر الموقف التركي الداعم لمسيرات العودة على حدود قطاع غزّة عام 2018.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد