سجّل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جملة من الشكاوى حول عملية التوظيف في مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وأقسامه في محافظة درعا جنوب سوريا، حيث توصف مؤسسات الوكالة هناك بأنها خاضعة للمحسوبيات واعتبارات القرابة.
ورصد مراسلنا في درعا، عدّة إفادات للاجئين طلبوا عدم ذكر اسمائهم، مطالبين وضعها برسم إدارة الوكالة في سوريا، والمفوض العام في عمّان فيليب لازاريني، نظراً لكون شكاواهم ومطالبهم تندرج ضمن مهام الوكالة في تشغيل اللاجئين الفلسطينيين فضلاً عن إغاثتهم وتقديم الخدمات لهم، بموجب تعريف الوكالة وميثاقها.
وأشارت الشكاوى، إلى حاجة الكثير من العائلات الفقيرة، لتوظيف فرداً من أفرادها، نظراً لكون المرتب لذي تمنحه الوكالة للموظف الواحد، كفيل بتدبر معيشة عائلة فقيرة في ظل الظروف الاقتصادية المتردية اتي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سوريا.
وعليه، طالبت الشكاوى، بضرورة اتباع سياسة توظيف عادلة، و "الكف عن حصر عمليات التوظيف بأصحاب الواسطات، والقادرين على دفع رشاوى وشراء الوظيفة" حيث يظهر بشكل واضح لكل مطلع على مؤسسات "أونروا" في درعا، حضور واسع لبعض العائلات في المواضع الوظيفية، التي تعرف بأنها مرتاحة مادياً. بحسب ما ورد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين."
وأشارت الشكاوى، إلى وعود أطلقتها الوكالة سابقاً، بتفعيل نظام المداورة في الوظائف، واعطاء الأولوية لأبناء الأسر الفقيرة. فيما أكّدت أنّ معظم الوظائف الصغيرة كـ "حارس مدرسة او عامل عادي او موظف مستوصف او سايق .. الخ" تخضع للواسطات والرشاوى، فيما تحرم العائلات الفقيرة من الحصول على توظيف لأحد أفرادها.
وأكّدت الشكاوى، أن التغييرات التي جرت في إدارة الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، وتغيير مدير "أونروا" في درعا مؤخراً، لم ينعكس تحسناً في سياسات التوظيف، رغم انعكاسه نوعاً ما على بعض الخدمات التي تخص المخيّم، الّا أنّ سياسة التوظيف ما تزال على حالها.
وطالت الشكاوى، الكف عن مبدأ الواسطات والمحسوبيات، وانشاء لجنة تنظر في عمليات التوظيف، واتباع مبدأ التوزيع العادل، بدلاً من توظيف أقارب وأخوة من نفس العائلة، وهو ما يسود في مكاتب ومؤسسات "أونروا" حاليا في درعا.
ووصف أحد اللاجئين سياسة التوظيف بـ "الظالمة" موضحاً أنّه " من لديه أخ أو أب موظف في الوكالة، يقوم بتوظيف أخوه أو أحد أقاربه أو معارفه وكل ذلك يتم ويجري عن طريق تقديم الملايين من أجل التوظيف والمنفعة الشخصية، وذلك لكون موظف الاونروا حاليا يتقاضى أجر كبير، مقارنة بالحد الأدنى للأجور المعمول به في مؤسسات الدولة السورية".
وتأتي هذه الشكاوى، في وقت تواصل " أونروا" تقليص معوناتها في سوريا، و في وقت كشفت فيه، بتقرير النداء الطارئ للعام 2020 الجاري، أنّ 82 % من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، يعيشون تحت مستوى خط الفقر، بدخل لا يتجاوز 1.9 دولار باليوم الواحد.