استضافت بلدة "ماريا دي ويرفا María de Huerva" في مقاطعة "أرغون" شمال شرق إسبانيا، اليوم الأحد 27 آذار\مارس فعالية لإحياء يوم الأرض الفلسطيني، نظّمها "البيت الفلسطيني" بالتنسيق مع "حزب اليسار الموحد"، أعربت خلالها عن تضامنها مع حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وبدأت الفعالية بحفل استقبال للمشاركين، في قاعة مبنى البلدية، التي عبّر رئيسها توماس دياث ألباريس Tomas Díaz Álvarez، باسمه وباسم سكان بلديته، والبالغ عددهم حوالي 6 آلاف نسمة، عن كامل تضامنهم مع حقوق الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين.
وقال في حديث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إنّه " ككل شيوعي و شخص يفكر بطريقة تحررية، يؤمن بالعدالة، رغم أنّه من الصعب الإيمان بالعدالة الدوليّة، لذلك هو يتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع اللاجئين الفلسطينيين."
وانتقد ألباريس، النفاق الدولي في تعاطي العالم مع القضية الفلسطينية، وقال: " اليوم هناك حرب في أوروبا، وهناك دول تدعم حرية الشعوب، وانا أدعم هذه الحرية، ولكن لا أريد ان يكون هناك نفاق، و من الضروري الاعتراف بحقوق شعوب تقع تحت الاحتلال، لذلك انا اتضامن مع الشعب الفلسطيني، وانا كرئيس بلدية أمثل سكانها أعلن تضامننا مع حقوقكم في يوم الأرض."
وبعد كملة رئيس بلدية "ماريا دي ويرفا" تحدث السفير الفلسطيني، الذي دعي إلى الفعالية حسني عبد الواحد، عن خلفيات يوم الأرض، ورمزية الزيتون في الهوية والثقافتين الفلسطينية والإسبانية واستمرار الشعب الفلسطيني في النضال من أجل حقوقه العادلة.
زيتون من فصيلة "أربيكينا – Arbequina" رسالة تضامن
وسار المشاركون، من مبنى البلدية وسط البلدة، رافعين الأعلام الفلسطينية، باتجاه إحدى المساحات الزراعية في البلدة، وقاموا بزراعة 3 شجرات زيتون من فصيلة "أربيكينا – Arbequina"، التي تعود جذورها الأمّ إلى أرض فلسطين، كان أحد النبلاء من شعوب شبه الجزيرة الأيبيرية قد جلبها معه من فلسطين خلال إحدى الغزوات " الصليبية" للمشرق العربي خلال القرن 11 الميلادي، حسبما تشير بعض المصادر.
من جهته، عبّر رئيس دائرة البيئة في بلدية " ماريا دي ويرفا" بابلو بويرتولاس بيلتران Pablo Puértolas Beltrán، عن سعادته وتشرّفه، بإشرافه على تنظيم الفعالية باسم البلدية بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني.
وأشار بيلتران في حديث لموقعنا، إلى أنّ تنظيم الفاعلية الفلسطينية يتزامن مع يوم الشجرة في إسبانيا الذي تحتفل به كامل البلاد، وجرى زراعة 3 شجرات زيتون من فصيلة "أربيكينا – Arbequina".
وأضاف: " إننا بزارعة هذه الأشجار نتضامن معكم بلا شروط أو حدود، نتمنى أن تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني ولاجئيه، وأن يعم السلام قريبا". كما عبّر عن ترحيبه بالاجئين الفلسطينيين في بلديته.
عبيّات: في يوم الأرض نقرّب الثقافة الفلسطينية للآخرين
وحول أهمية إحياء مناسبة يوم الأرض في إسبانيا ودول الشتات الأوروبية والعالم، قال مؤسس "البيت الفلسطينيي" في مقاطعة "أرغون" الإسبانية ابراهيم عبيات لموقعنا: إنّه "من بين الإنجازات المهمّة، هي علاقتنا مع الشعوب التي نعيش معها، وتقريب الثقافة والحضارة الفلسطينية لهذه الشعوب، من خلال زراعة الشجر ومعانيه للانسان والطبيعة، ومشاركتهم بثقافتنا و ولباسنا و عاداتنا ومأكولاتنا وجوانب ثقافتنا."
وأشار عبيات وهو مناضل فلسطيني من المبعدين إبان حصار الاحتلال لكنيسة المهد عام 2002 إلى أسبانيا، إلى أهمية إحياء يوم الأرض بالنسبة للفلسطينيين، "لما يعكسه من تمسك الفلسطيني بأرضه رغم بعده عنها في بلاد اللجوء والشتات البعيدة."
منسقة حزب "اليسار الموحد" في محافظة سرقسطة الأسبانية، مارتا أبينغوتشيا أورينسانث Marta Abengochea Aurensanz أكّدت استمرار حزبها في دعم القضية الفلسطينية، وبذل ما بوسعه لتوعية الناس بالحقوق الفلسطينية والنضال من أجل إحقاقها.
يجب توعية الناس في هذا الوقت أكثر من أي وقت سابق، إلى أنّه لا يوجد نزاع نخب أوّل وآخر نخب ثاني
وقالت أورينسانث في حديث لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ حزبها منذ تأسيسه كحزب سياسي وحركة اجتماعية، "يقف مع الشعبين الفلسطيني وشعب الصحراء الغربية، لأنها قضايا عادلة وقابلة للحل، الّا أنّ المجتمع الدولي لا يريد ذلك."
وأشارت، إلى ضرورة "توعية الناس في هذا الوقت أكثر من أي وقت سابق، إلى أنّه لا يوجد نزاع نخب أوّل وآخر نخب ثاني، والوضع في فلسطين مستمر منذ أكثر من 70 عاماً، هناك تركيز على صراعات معينة ولكن لا يجب ان ننسى نزاعات تاريخية فيها ظلم كبير والتي يمكن أن تحل."
واختتمت الفعالية، بوليمة غداء على شرف المشاركين، وإقامة حلقات الدبكة على وقع الأغاني والاناشيد الوطنية الفلسطينية التي حملت معاني الأرض والنضال الفلسطيني.