أكّد مصدر محلّي في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، استمرار عمليات النهب و "التعفيش" لأساسات البناء في المخيّم، ولا سيما الحديد وبقايا البنى التحتية والتأسيسية للمنازل، من قبل مجموعات محترفة، بالتنسيق مع حواجز " الفرقة الرابعة" التابعة لجيش النظام السوري.
وأوضح المصدر، أنّ التنسيق يتم من خلال السماح للمجموعات التي معظمها ممن يعرفون بـ "النور" بالدخول إلى المخيّم، وتسهيل دخول سيارات النقل الخاصة بإخراج المسروقات عبر حواجزها، مقابل أجر يومي لها، فيما يجري بيع المسروقات لصالح عناصر الفرقة.
وأشار المصدر، إلى قيام تلك المجموعات اللصوصية، بهدم أسقف المنازل وسحب الحديد منها، فيما شوهدت مجموعات تقوم بتحميله ونقله عبر شاحنات إلى خارج المخيّم، أمام أنظار عناصر الحواجز التابعة للفرقة الرابعة، وكذلك العناصر التابعة لفصائل فلسطينية.
وبحسب المصدر، فإنّ الحديد المسروق، يجري إعادة تعديله وتأهيله، لبيعه كحديد مُعاد تدويره، لافتاُ إلى الطلب المرتفع على هذا النوع من الحديد، بسبب ارتفاع الأسعار الكبير لمواد البناء في سوريا، وبالتالي تزداد ورش استخراج الحديد من الأبنية المهدّمة.
ويشكّل استمرار عمليات النهب في مخيّم اليرموك، عامل عدم أمان للعائلات العائدة إلى المخيم حديثاً، وسجّل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق، عن أحد العائدين قوله: إنّ اللصوص استهدفوا المعدات التي جلبها لتنظيف منزله في منطقة شارع صفد، وشملت مكانس ومجارف "كريكات"، إضافة إلى باب حديدي كان ينوي تركيبه بعد الانتهاء من تنظيف منزله.
وأضاف اللاجئ الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ ما حدث لمنزله علامة غير مشجّعة للاستمرار في ترميم المنزل وجلب معدات ومستلزمات، مشيراً إلى أنه كان ينوي تحصيل موافقة أمنية لإدخال شبابيك وأدوات صحيّة للحمامات والمطبخ.
تجدر الإشارة، إلى أنّ عمليات النهب والسلب التي تعرف بـ" التعفيش" قد بدأت منذ إعلان قوات النظام السوري وحلفائه من تنظيمات وفصائل فلسطينية " القيادة العامة- فتح الانتفاضة- حركة فلسطين حرّة" وميليشيات تُعرف بالرديفة كـ"لواء القدس"، "تحرير" مخيّم اليرموك من تنظيم "داعش" في 21 من أيّار/ مايو 2018، بعد عمليات عسكريّة استمرّت قرابة شهرين، أحدثت دماراً واسعاً في معظم عمران المخيّم، قبل أن تنتهي بإخراج تنظيم "داعش" بموجب صفقة إلى مناطق جنوب سوريا.
وطالت عمليات "التعفيش" كافة مقتنيات الأهالي المنزلية، إضافة إلى تجهيزات البنى التحتية ككابلات الكهرباء ومواسير المياه، والمعادن الخاصة بالشبابيك والأبواب وكل ما يمكن نهبه وبيعه.