أكَّدت الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة "إسرائيل" BDS على ضرورة مناهضة كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني رسمياً وشعبياً، مطالبةً الجهات المصرية المعنية بالتحرّك العاجل لاِستعادة رُفات شهداء مصر الأبطال، وتنظيم مراسم جنازة تليق بما قدموه من تضحيات، وتصعيد الأمر للمحكمة الجنائية الدولية باعتبار الواقعة جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
ولفتت الحملة الشعبيّة في بيانٍ لها، إلى أنّ الأخبار المتداولة في صحافة العدو الصهيوني بشأن الكشف عن مقبرة جماعية في القدس المحتلة، تضم رفات أكثر من سبعين شهيداً من الجنود المصريين الأبطال الذين صمدوا لآخر لحظة حتى قصفهم بالقنابل الحارقة بعد معارك دامية مع جنود الاحتلال ودُفنوا على أرض فلسطين في حرب 1967؛ كان لها وقع الفاجعة على قلوبنا وفتحت جراحاً غائرة في صدور الشعب المصري.
وشدّدت الحملة على أنّ هذه الأخبار جاءت لتُنشّط الذاكرة الشعبية والوعي العام للشعب المصري، بأننا نحن الشعب المصري لسنا مجرد متعاطفين مع الشعب الفلسطيني ولكننا جميعاً أصحاب قضية واحدة ولنا عدو واحد، وثأرنا متوارث من جيل إلى جيل ومقاومتنا باقية ما بقي العدو.
وحثت الحملة جموع الشعب المصري والشعوب العربية وأحرار العالم على انتهاج المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني لمحاصرته اقتصادياً وثقافياً وسياسياً ومنعه من التوسّع في المنطقة على حساب مواردنا وخيرات بلادنا.
وقبل أيّام، قام الصحفي الصهيوني يوسي ميلمان، بعملٍ استقصائي بالتعاون مع صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" العبريتين، خلص إلى أنّه جرى دفن عشرات الجنود المصريين الذين أحرقوا أحياء في حرب 1967، بمقابر جماعية لا تحمل أي علامات بمخالفة لقوانين الحرب ودون الإعلان عن قتلهم.
ورداً على ذلك، أصدرت الخارجية المصرية بياناً ذكرت فيه أنه رداً على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة "الإسرائيلية اتصالًا" بوقائع تاريخيّة حدثت في حرب عام 1967، تم تكليف السفارة في "تل أبيب" بالتواصل مع السلطات "الإسرائيليّة" لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً، فيما طالبت الخارجية بتحقيق حول الواقعة من دون أن تحددها، لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات، وإفادة السلطات المصرية بشكلٍ عاجل بالتفاصيل ذات الصلة.
ونشرت الصحيفتان روايات لشهود تشير إلى وجود مقبرة غير مميزة قرب اللطرون، وهي منطقة بين مدينة القدس و"تل أبيب" حيث دارت المعارك بين جيش الاحتلال والجنود المصريين.
وشنّ كيان الاحتلال عدوناً في العام 1967 ضد دول عربية واحتل بسببها أراضي منها شبه جزيرة سيناء المصريّة، قبل أن تحررها مصر في حرب أكتوبر عام 1973، وبعد الحرب وقّع الكيان ومصر اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979، وكانت تلك أوّل مرّة توقّع فيها اتفاقية لتطبيع العلاقات مع دولةٍ عربيّة.