كشفت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين، أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني تواصل احتجاز جثمان 358 شهيداً فلسطينياً.
ولفتت اللجنة في بيانٍ لها بمُناسبة اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة، الذي يصادف السابع والعشرين من آب من كل عام، إلى أنّ الاحتلال يحتجز 102 جثمان في الثلاجات، و256 جثماناً محتجزة فيما يسمى مقابر الأرقام، و74 مفقوداً، فيما أشارت إلى أنّ محكمة الاحتلال العليا، شرعنة سياسة احتجاز الجثامين وأجازت اعتبارها رهائن للمقايضة والتبادل، وهو ما ينطبق عليه تعريف المتاجرة بجثامين الموتى، بكل ما يعنيه من سقوط ليس فقط قانونيا وسياسيا بل أخلاقي.
وبيّنت اللجنة أنّ هذه الذكرى تأتي وحكومة الاحتلال وأذرعها الدموية كافة، تزداد غطرسة وتطرفاً وصلفاً تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، فالاقتحامات والاغلاقات والاعتقالات والمصادرات والتفجيرات واغلاق المؤسسات وإرهاب المستوطنين تزداد وتيرتها، وبشكل لا يسلم منها شيخ في طريقه للمسجد ولا طفل يلهو مع أقرانه، ولا راع مع أغنامه أو مزارع في حقله.
كما دعت اللجنة الجماهير الفلسطينيّة إلى مُساندة أهالي الشهداء والتضامن معهم والمشاركة في فعاليات المطالبة باسترداد جثامين أبنائهم، والمشاركة الجماهيرية في تشييع من يتم تحريرهم، مُطالبةً بتدويل قضية الشهداء المحتجزة جثامينهم بالتحرّك بصورةٍ أفضل، واتخاذ خطوات جادة نحو التدويل.
وجدّدت اللجنة مطالبتها للجنة الدولية للصليب الأحمر بالخروج عن صمتها، باعتبارها الراعية لاتفاقيات جنيف الأربع ولقواعد القانون الدولي الإنساني، وتمكين أهالي الشهداء من معاينة جثامين أبنائهم وزيارتها وأداء الصلوات عليها إلى أن يتم تحريرها.
وفي ختام بيانها، شدّدت اللجنة على ضرورة متابعة الشكاوى التي تم تقديمها إلى المقررين الخواص والآليات الخاصة في الأمم المتحدة، علماً أن نسبة كبيرة ممن أعلنت سلطات الاحتلال استشهادهم يمكن تصنيف حالاتهم كمختفين قسراً، في ظل غياب أي أدلة أو شهود عيان، لا سيما وأن بعضهم شوهدوا أحياء وهم يسيرون على أقدامهم لحظة القبض عليهم، واستكمال إعداد ملف قانوني لمحكمة جرائم الحرب باعتبار احتجاز الجثامين يشكّل خرقاً للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب.
وقبل أيّام، نظّمت الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وقفة أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت، احتجاجاً على احتجاز الاحتلال جثامين شهداء فلسطينيين ولبنانيين وعرب في الثلاجات ومقابر الأرقام.
وجاءت الوقفة بمناسبة "اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين" بمشاركة عدد من اللاجئين الفلسطينيين والناشطين الحقوقيين، وممثلين عن فصائل منظمة التحرير والقوى والأحزاب والمؤسسات اللبنانية، وذلك أمام مقر المنظمة الدولية وسط بيروت.