اعتصم مئات المؤيدين للقضية الفلسطينيّة في مدينة بازل السويسرية، وذلك بالتزامن مع مؤتمر الصهيونية العالمية (الهستدروت) الذي يقام هذا الأسبوع في ظل إجراءات أمنية مشددة.
واحتشد الآلاف من أنصار فلسطين لإيصال رسالة خلال عقد المؤتمر، وذلك احتجاجاً على استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني وانتهاكاته بحق الفلسطينيين.
من جهتها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية: إنّ ما يُقارب ألف متظاهر وصلوا إلى الجسر على نهر الراين في بازل، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات مؤيدة لفلسطين وتُندد بالاحتلال.
وجاء هذا الاعتصام على بعد خطوات قليلة من قاعة ميسي التي انعقد فيها مؤتمر إحياء الذكرى 125 للمؤتمر الصهيوني الأول في بازل، فيما عطّلت الشرطة السويسرية المواصلات العامة في محيط قاعة المؤتمرات، وشددت الحراسة على القاعة التي تواجد فيها 1300 يهودي قدموا من 38 دولة "لمناقشة التحديات التي تواجه دولة إسرائيل".
وفي تصريحٍ له، قال رئيس الصهيونية العالمية يعقوب حجوئيل، إنّ "الفعالية ستتواصل حسب ما تم التخطيط له، وفي شكله الذي يتضمن محتوى ثرياً من أجل التخطيط لمستقبل أفضل لدولة إسرائيل. لقد جئنا إلى بازل لأنه في هذا المكان ولدت الصهيونية"، على حد قوله.
إماراتي يُشارك في مؤتمر الصهيونية
ويُشارك في هذا المؤتمر الإماراتي أحمد عبيد المنصوري الذي يُدير متحفاً في دبي "لتاريخ الصهيونية وإحياء ذكرى الهولوكوست"، حيث يحتفظ فيه برسالة مكتوبة بخط يد ثيودور هرتزل، زعيم الصهيونيّة الأوّل.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في نسختها الصادرة أمس الإثنين، تقريرًا حول المنصوري ومتحفه، خلال مشاركته في مؤتمر الصهيونية العالمية الذي ينعقد هذا الأسبوع، بمناسبة الذكرى 125 للمؤتمر الصهيوني الأول.
وبحسب الصحيفة، فقد كشف المنصوري عن الرسالة التي اشتراها بأمواله الخاصة لعرضها في متحف في إمارة دبي، ليشكل بذلك "مفاجأة مؤثرة" على حد وصف "يديعوت"، لافتةً إلى أنّ المنصوري افتتح المتحف في منزله عام 2006، ثم بعد خمس سنوات قررت الحكومة الإماراتية بشكلٍ مفاجئ نقل المتحف إلى مجمع "أكثر احتراماً"، وهو المجمع التاريخي في دبي، وتم افتتاحه للجمهور، بينما حصل المنصوري على قطع نادرة ووثائق وعملات معدنية وصور لصالح المتحف.
وأوضحت الصحيفة، أنّه وعشية ذكرى الهولوكوست في عام 2021، فجر المنصوري مفاجأة مرة أخرى بافتتاح جناح في المتحف مخصص للمحرقة، يرتاده حشود من الطلاب والسياح والوفود. علاوة على ذلك، أنشأ مركزاً سياسياً تجري فيه مناقشات لتعزيز التفاهم بين الأديان الثلاثة، واشترى في عام 2016 الرسالة المكتوبة بخط هرتسل من فيينا، وكانت تعتبر اكتشافاً نادراً، كتب فيها هرتسل لشخص مجهول الهوية أنه كان عليه أن يرفض طلبه للانضمام إلى نادٍ اجتماعي روج له. وتعود الرسالة إلى الزمن الذي روج فيه هرتزل لرؤيته التي أدت إلى قيام "دولة إسرائيل".
كما نقلت "يديعوت" عن المنصوري قوله: "كان هرتزل قائداً مهماً جداً، ليس رجل أحلام بل رجل ذو رؤية. أنا أنظر إليه من وجهة نظر تاريخية وليست سياسية. وشرف عظيم لي أن أقدم هرتزل في متحفي"، على حد زعمه.
وعلَّق رئيس المنظمة الصهيونية العالمية يعقوب هاغويل على كلام المنصوري قائلاً: "لم يحلم هرتزل يوماً بأن يأتي يوم يشارك فيه زعيم عربي شجاع في المؤتمر الصهيوني".