أدان مرصد " Aegean Boat Report" المعني بمراقبة حركة الهجرة في بحر ايجة في اليونان ورصد انتهاكات الحكومات بحق المهاجرين، قيام خفر السواحل اليوناني بإعادة 21 طالب لجوء فلسطيني، إلى السواحل التركية، بعد نهب مقتنياتهم.
وبحسب المرصد، فإنّ مركب يحمل عائلات فلسطينية، وصلوا صباح يوم 17 آب/ أغسطس إلى جنوب غرب جزيرة "اغاثونيسي"، فيما كان المركب مشتعلاً بعد إطلاق صيادون محليون النار باتجاههم.
وبعد وصول المركب، بدأ ركابه بتسلق التلال شديدة الانحدار في المنطقة، للوصول الى ارض يستطيعون الابحار منها مجدداً، بحسب المرصد، الذي قال انّ المهاجرون الواصلون قاموا بالاتصال به وابلاغه بوصولهم.
وأشار المرصد، إلى أنّ شخصاً من المهاجرين قد أصيب بكسر في عموده الفقري، بسبب سقوطه على ظهره، فيما تتواجد المجموعة في جزيرة ليس فيها أي منظمة إنسانية عاملة، ويبلغ سكانها 185 شخصاً فقط.
وتابع المرصد، أنّ الشرطة المحليّة قبضت على المجموعة أثناء سيرها في الجزيرة، وأخبرتهم أن خفر السواحل سيأخذهم إلى مخيم اللاجئين في ليروس، نظراً لعدم وجود مخيمات في "أغاثونيسي."
ونقل المرصد عن سكان محليين، أن المجموعة المكونة من 21 شخصًا، بعضهم أطفال صغار، تم اصطحابهم على متن السفينة من خفر السواحل اليوناني، ونقلهم إلى البحر، مع اعتقاد أنّه سوف يجري نقلهم إلى "ليروس" الّا أنّ ضباط خفر السواحل اليوناني بدأوا بجمع المتعلقات والحقائب والأموال والأوراق والهواتف، وتفتيش الاغراض بدقّة، وترك المركب ينجرف باتجاه السواحل التركية.
ولفت المرصد، إلى أنّ أحد المهاجرين كان لديه هاتف يخفيه، وأرسل مقطع فيديو من القارب، وهو ينجرف، ومدى المخاطر التي تعرض لها المهاجرون.
وبعد ساعات، عثر خفر السواحل التركي على 21 شخصًا وأنقذوها، جميعهم فلسطينيون، وبعضهم أطفال صغار، على بعد 26 كم من جزيرة "أغاثونيسي." اليونانية.
ودعا المرصد، المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول العالم، إلى الوقوف "ضد هذه الأعمال المروعة والمتهورة." كما دعا الحكومة اليونانية الحالية "للمساءلة عن سلوكها المشين وغير القانوني تجاه الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الذين يسعون إلى الأمان من الحرب والفوضى والإرهاب."
يأتي ذلك، في سياق مواصلة خفر الحدود اليوناني، تشديده على وصول اللاجئين الى الأراضي اليونانية، وسط انتهاكات واسعة تتمثّل باعتداءات مباشرة على طالبي اللجوء، ونهج إعادة المراكب إلى تركيا. وسجّل خلال السنوات الفائتة العديد من عمليات الإعادة لمراكب بعد تخريب محركاتها، وتركها تنجرف باتجاه المياه التركية.
وتثير عمليات الطرد للاجئين التي يمارسها حرس الحدود اليوناني، ردود فعل واسعة من قبل المنظمات والهيئات الحقوقية، وهو ما عبّرت عنه منظمة "Legal Centre Lesvos" اليونانية، العام الفائت، عبر رفع دعوة قضائية ضد الحكومة اليونانية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بسبب إجبارها اللاجئين الراغبين في العبور إلى أوروبا عبر بحر إيجة، على العودة إلى تركيا.
وطالما تسببت عمليات الإعادة القسريّة لقوارب المهاجرين بوفيات بين طالبي اللجوء، نظراً للطريقة المتبّعة والقائمة على تعطيل المراكب ونزع محركاتها وترك ركّابها لمصيرهم في عرض البحر او الأنهر الفاصلة بين البلدين.
وسُجّل يوم 8 نيسان 2021، انتهاكاً غير مسبوق راح ضحيّته شاب فلسطيني من قطاع غزّة وآخر سوري الجنسيّة قشوا غرقاً في نهر " ايفيروس" في عملية اعادة قسريّة لقارب على متنه أكثر من 65 طالب لجوء من جنسيات متعددة، بعد الاعتداء على قاربهم من قبل فرقة "كوماندوس" يونانية وسرقة مقتنياتهم الشخصية قبل اعادتهم قسراً.