حذّرت منظمة " كير" الدولية للإغاثة الإنسانية العاملة في سوريا، من مخاطر انتشار وباء "الكوليرا" في مناطق الشمال السوري، بعد تسجيل تفشياً للمرض في أكثر من منطقة سوريّة.
ونبّهّت المنظمة على لسان مديرتها جوليان فيلدفيك، لخطورة انتشار الوباء نظراً لكون 70% من سكان مناطق الشكال السوري، يعتمدون على مصادر مياه غير آمنة، ما يولّد خطراً مرتفعاً لـ " الانتشار السريع والواسع للمرض".
وأكّدت مديرة "كير" أنّ الأوضاع الاقتصادية والتحديات المعقدة التي يعاني منها سكّان مناطق شمال سوريا، ستعرض الملايين لخطر الإصابة ويزيد من ضعف السكان. ولفتت إلى أنّ الإصابة قد تكون قاتلة بسرعة في حال لم تتم الاستجابة السريعة للعلاج.
تحذيرات، اثارت مخاوف المئات من العائلات الفلسطينية التي تسكن مناطق مختلفة من الشمال السوري، ولا سيما سكان مخيمي دير بلّوط والمحمديّة للمهجّرين، والتي يسكنها مئات الفلسطينيين.
مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" شمال سوريا، أشار إلى حالة من الحذر لدى الأهالي ومخاوف عميقة من مغبّة انتشار الوباء، ولا سيما في ظل واقع مائي وصحّي معدم، وخصوصاً في مخيّمات المهجّرين.
وأشار مراسلنا، إلى الواقع المائي في المخيمات، ولا سيما مخيّم دير بلّوط، حيث ما زالت المياه تصل عبر صهاريج تعبئة، دون التأكّد من صلاحيتها ونظافتها، حيث سبق للأهالي أن لاحظوا تلوّث المياه وعدم نقائها، وفي بعض الأحياء جرى اكتشاف أسماء صغيرة داخلها.
وضاف مراسلنا، أنّ العديد من الحالات التي فاجأت الأهالي بعد تعبئة المياه من الصهاريج مؤخراً، بإيجاد ديدان داخل المياه، وذلك في معظم المناطق في ناحية جندريس وريف حلب، حيث تنتشر مخيمات المهجّرين ويقطن النسبة الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين.
كما تتواصل أزمة الصرف الصحّي في المخيّم منذ سنة تأسيسه عام 2018، حيث تنتشر مستنقعات آسنة على أطراف المخيّم، ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، في ظل واقع صحّي متردي مع استمرار غياب نقطة صحيّة مجهزّة للحالات الطارئة.
ولفت مراسلنا، إلى أنّ التقارير التي حذّرت من انتشار الوباء، ومخاطر "الموت السريع" تطال المخيمات بشكل كبير، نظراً لعدم وجود نقطة طبيّة تقوم بالمهام الاسعافية بشكل محترف، في حين يبعد أقرب مستشفى مسافة 10 كيلومتر عن مخيّم دير بلّوط في ريف مدينة عفرين.
وتزيد حدّة التحذيرات، من قلق الأهالي، ولا سيما تنبيه مديرة منظمة "كير" في تركيا شيرين إبراهيم، التي قالت بوجوب "دق ناقوس الخطر"، وعبّرت عن قلقها بشكل أخص على سكان المخيّمات.
وتسجّل العديد من المناطق السوريّة، العديد حالات إصابة بمرض "الكوليرا" وسط مخاوف من تحوّله إلى وباء. وكانت الأمم المتحدة قد عبّرت عن قلقها من انتشار المرض، على لسان المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك، الذي دعا الدول المانحة إلى "تأمين المزيد من التمويل العاجل لاحتواء تفشي الكوليرا ومنعه من الانتشار."
ويعيش في مخيمي دير بلوط والمحمدية أكثر من 200 عائلة فلسطينية مهجّرة عن مخيمات اليرموك وخان الشيح ومناطق جنوب دمشق، منذ العام 2018، تعاني حرماناً وتهميشاً شاملاً، وسط غياب أي حديث عن حلّ لمشكلتهم، وغياب أي أفق لتغيير واقعهم نحو الأفضل.
وتضم مناطق الشمال السوري بحدود 1500 عائلة فلسطينية مهجّرة، بحسب أرقام غير رسمية، وتعود معظمها لمخيّمات اليرموك وخان الشيح وجنوب دمشق وحلب والغوطة وسواها، تقيم في مخيمات وبلدات شمالي سوريا الخارجة عن سيطرة النظام السوري، وتعيش أوضاعاً مأساوية وسط تهميش من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وفصائل منظمة التحرير.