كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الجمعة 14 أكتوبر/ تشرين أوّل، عن وجود وثائق تؤكّد رسمياً تنفيذ عملية كان هدفها تسميم آبار المياه الفلسطينيّة في عكا وغزة عام 1948، أي في عام النكبة.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ تقارير غير موثقة كانت تشير لمثل هذه العملية، لكن خلال بحث أجري مؤخراً تم الحصول على وثائق رسمية في أرشيف الجيش تؤكّد حقيقة تنفيذ العملية التي كانت تهدف لتسميم تلك الآبار.
وأوضحت الصحيفة، أنّه تم استخدام حقن جراثيم في مياه الشرب لكي تؤدي للإصابة بمرض التيفوس والزحار أو ما يعرف بالديزنطاريا، والعملية بدأت في أبريل/ نيسان 1948، وكان التركيز بشكلٍ أكبر على استهداف الآبار التي تزود قرى فلسطينيّة مهجورة لمنع عودة السكان إليها.
وبحسب الوثائق، فإنّ العمليات شارك فيها شخصيات "إسرائيلية كبيرة"، منهم دافيد بن غوريون، ويغئال يدين وموشيه ديان وافرايم كتسير، وبدأت في المحور بين القدس و"تل أبيب" واتسعت بعد ذلك إلى عكا في الشمال وإلى غزة في الجنوب.
كما اشتملت عمليات التسميم على مناطق أخرى مثل أريحا وبئر السبع وعيلبون في الجليل وبدو وبيت سوريا وبيت محسير قرب القدس، ولاحقاً شملت أهداف بالخارج مثل القاهرة وبيروت لكن بقيت على الورق دون تنفيذ، كما كانت ستستخدم في العملية مادة بيولوجية فيما يبدو أنها مسحوق أو سائل.
وبحسب البحث، تقول الصحيفة، إنّ القصد من العملية التشويس على الجيوش العربية، ولكنها لم تغير من وجه الحرب، وتسببت العملية بإصابة العشرات من الفلسطينيين والعرب بالمرض خاصة في عكا، فيما تلفت الصحيفة إلى أنّه حتى الآن لم يتم الكشف عن العملية بشكلٍ رسمي، ويتوقع أن تبقى سرية خاصة أن هناك المزيد من التفاصيل حولها.