ناشدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، حصولها على مبلغ 12 مليون دولار أمريكي، لتتمكن "من تقديم المساعدات النقدية التي تشتد الحاجة إليها، ومواصلة تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وإبقاء مدارسنا مفتوحة حتى نهاية العام".
وقالت الوكالة في بيان صادر عن مفوضها العام فيلي لازاريني اليوم الجمعة، إنّ معدلات الفقر في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بلغت 93%، واصفة الحال بـ "الوصول إلى الحضيض." وسط ارتفاع درجات اليأس، حيث يقول عدد متزايد من اللاجئين أنّ كل شيء أصبح أفضل من حياتهم اليوم، فيما يواصل اللاجئين البحث عن حياة أفضل.
وجاء في البيان: “يعيش كل لاجئ من فلسطين في لبنان تقريباً في فقر. لقد ارتفع متوسط تكلفة السلة الغذائية ستة أضعاف في العام الماضي، وهي احدى أعلى الارتفاعات التي سجلها العالم هذا العام. كما أن تكلفة المياه والوقود والكهرباء والغاز والنقل والرعاية الصحية ارتفعت من ثلاث إلى خمس مرات."
ولفت البيان، إلى النقص المتزايد في الأدوية، حتّى "باتت العائلات غير قادرة على دفع ثمنها منذ رفع الدعم الحكومي. لم يعد عدد كبير جداً من عائلات لاجئي فلسطين قادر على دفع مقابل الرعاية الصحية الثانوية. ويفقد اليوم بعض من تلك العائلات العلاج المنقذ للحياة فقط لتجنب تراكم الديون."
ونقل البيان عن اللاجئة "إيمان"، وهي أم لثلاثة أطفال من مخيم مار الياس: "إن الموت من الفقر لن يختلف كثيراً عن الموت في البحر. لقد أصبحت الحياة في لبنان لا تطاق مع وقوع أزمة تلو الأخرى. الشباب هم أولئك الذين يسعون بالعادة إلى الهجرة هرباً من هذا الواقع لكن اليوم عائلات بأكملها اصبحت تبيع كل شيء وتخاطر بحياتها لمجرد الحصول على حياة كريمة".
وتابعت: "في حين دأبت الأونروا على المساعدة وتقديم المعونات النقدية وغيرها من الخدمات الأساسية، فإن مساعدتنا ليست سوى قطرة في محيط من اليأس. ومع النقص الشديد الذي نواجهه في تمويل المناشدات الإنسانية الطارئة، فإن لاجئي فلسطين غالبا ما يكونون غير قادرين حتى على العيش بكفاف. هناك حاجة فورية إلى أكثر من ذلك بكثير لتجنب المزيد من المآسي."
يأتي ذلك، في وقت تشهد فيه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حراكاً مطلبياً واسعا، للمطالبة بفتح ملف التسجيل ضمن برنامج العسر الشديد " الشؤون".
وكانت، مديرة الإغاثة والخدمات في وكالة "أونروا" دوروثي كلاوس قد كشفت أنّ 40 % من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يفكّرون بالهجرة، بعد ارتفاع معدلات الفقر.