التقى سفير السلطة الفلسطينية في بيروت أشرف دبور، بقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون اليوم الثلاثاء 25 تشرين الأول/ أكتوبر، في مقر وزارة الدفاع اللبنانية في منطقة اليرزة شرق بيروت، وذلك بعد اقتحام مفاجئ نفذه الجيش لمخيم نهر البارد باستخدام قطع حربية ميدانية ثقيلة.
وخلال اللقاء، واكد العماد عون على "ضرورة استمرار التنسيق بين الجيش اللبناني والفصائل الفلسطينية لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين في إطار التنسيق والحوار والتعاون الأخوي، وعدم السماح لأي جهة كانت تعكير صفو العلاقات الأخوية." حسبما ورد في بيان الزيارة المقتضب الذي نشره الجيش اللبناني وصفحات إعلامية تابعة للسفارة في بيروت.
كما أكّد الطرفان "الالتزام الفلسطيني بالحفاظ على أمن المخيّمات وتوفير بيئة مستقرة وآمنة بما يحفظ كرامة سكّان المخيّم على قاعدة احترام القانون وسيادة الدولة اللبنانية وتلافي استغلالها من أي جهة كانت وبخاصة المطلوبين بمذكرات قضائية."
وكان الجيش اللبناني قد أعلن أنّ " قوة من الجيش بدعم من القوات الجوية والبحرية عمليات دهم في مخيم نهر البارد، وأوقفت 9 مطلوبين بموجب عدة مذكرات توقيف بجرائم ترويج المخدرات وإطلاق النار والقتل."
وأثارت طريقة اقتحام الجيش للمخيّم، باستخدام الطيران الحربي والزوارق الحربية وعدد كبير من الملالات، حالة من الغضب والاستنكار الواسعين في مخيم نهر البارد وعموم المخيمات الفلسطينية في لبنان، نظراً لما تضمنته من حالة ترويع للأهالي، وانتهاكات تمثلت باقتحام المنازل وإطلاق الرصاص، والاعتداء لفظياً على السكان والنساء.
واستنكرت الفصائل الفلسطينية في الشمال اللبناني عملية الاقتحام، واعتبرها أمين سر الفصائل في الشمال فراس ميعاري، في تجمّع شعبي في المخيّم، مرفوضة بالنسبة للأهالي، و "أن يعامل المخيّم كمنطقة إرهابية خارجة عن القانون". علماً انه يعيش تحت سيطرة الجيش اللبناني منذ 2007 وينعم بحالة من الاستقرار.
واعتبرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان " شاهد" عملية الاقتحام بأنها غير متناسبة، وقالت إن "الجيش اللبناني يعتبر مخيم نهر البارد منطقة عسكرية منذ العام 2007 وهو مخيم منزوع السلاح وتستطيع وحداته العسكرية الوصول إلى أي منزل بسهولة، فضلاً عن وجود آليات تنسيق وتعاون بين قيادة الجيش في منطقة الشمال واللجنة الشعبية في المخيم لتبليغ المطلوبين للأجهزة الأمنية أو القضاء وفي متابعة القضايا الحياتية لأهالي المخيم عموماً ولاستكمال إعادة إعمار المخيم القديم.