شهد مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوب لبنان، صباح اليوم الخميس 27 تشرين الأول/ أكتوبر، اعتصاماً حاشداً نفذه أهالي طلبة ثانوية الأقصى، استنكاراً للاعتداء الذي تعرض له الطلبة يوم أمس، خلال اعتصام مطلبي لهم في باحة المدرسة.
وتجمّع المئات من الأهالي والطلاب أمام مدخل المخيّم، استنكاراً للاعتداء على الطلاب، وللمطالبة ببناء مدرسة ثانوية في مخيّم برج الشمالي. كما طالبوا بفتح تحقيق بالاعتداء الذي شهدته مدرسة الأقصى يوم أمس وشارك فيه اشخاص من خارج المدرسة ويحملون أسلحة، حسبما أكّد الطلاب، ونفت إدارة المدرسة.
وخلال الاعتصام، شرحت إحدى طالبات ثانوية الأقصى، ما حصل خلال اعتصام الطلبة يوم أمس، وأكّدت حصول اعتداء على الطلاب المعتصمين شارك فيه الأساتذة، واشخاص من خارج المدرسة أحدهم يحمل سلاحاً.
وقالت الطالبة: إنّ الطلبة توجهوا للاعتصام في ساحة المدرسة، بعد أن قابلوا مديرة قسم التعليم لدى "أونروا" في صور ابتسام خلف، للمطالبة بصرف بدل المواصلات للطلاب، إلّا أنّ خلف أجابتهم بأنها لا تستطيع فعل شيء لهم وعليهم الاعتصام داخل المدرسة.
وتابعت الطالبة، أنّ الطلبة توجهوا للاعتصام داخل المدرسة، إلّا أنّ المدير والمعلمين طلبوا منهم الذهاب الى الصفوف، وجرى منع الطلبة من تنفيذ الاعتصام وطلب أحد المدرسين منهم الذهاب والاعتصام في منازلهم.
وأكّدت الطالبة، أنّ "مدير المدرسة استدعى شخصاً من خارج المدرسة يحمل سلاحاً، وقام برفع السلاح في وجهها وتحدثت عن 7 حالات اغماء اصابت طالبات بسبب الرعب جراء رفع السلاح في وجوههن"
وأكّد أهالي مخيم برج الشمالي، استنكارهم للاعتداء على أبنائهم، وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق سريعة وعاجلة، ومحاسبة المعلمين المشاركين في الاعتداء على الطلبة، وتوقيفهم إلى حين انتهاء التحقيق.
ولوّح الأهالي، برفع دعوى قضائية بحق قسم التربية والتعليم لدى الوكالة، من خلال عريضة موقعة من أكثر من 150 عائلة من أبناء المخيم، خلال اجتماع جرى مساء أمس الأربعاء.
وحمّل الأهالي، قسم التربية والتعليم كامل المسؤولية لما حصل لطلبة مخيم برج الشمالي، وذلك لتجاهله مطالب إنشاء مدرسة ثانوية داخل المخيم منذ سنوات، وهو ما أجبر طلاب المخيم على الالتحاق بمدارس مخيم الرشيدية والبص، ما يكبدّهم مصاريف المواصلات في ظل حالة الفقر، ويعرضهم إلى مشاكل عديدة.
وحمّلت العائلات مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له الطلبة أمس الأربعاء، لمدير مدرسة الأقصى حسن الجمل وبعض المدرسين "الذين حرضوا" بعض المتنمرين للدخول الى المدرسة والاعتداء على طلاب مخيم برج الشمالي" كما جاء في نص العريضة.
يذكر، أنّ نحو 95.5% من طلبة الثانوية في مدرسة الأقصى بمخيّم الرشيديّة يسكنون في مخيّم برج الشمالي، يستعمل معظمهم وسائل النقل للوصول إلى مدارسهم، الأمر الذي يكلّفهم مبالغ كبيرة في ظل شحّ الأجور وانخفاض قيمتها بفعل انهيار العملة اللبنانية، في حين أنّ معظم أولياء الأمور من الطبقة العاملة والمياومين ومحدودي الدخل حسبما فصّلت الدراسة التي نشرها " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق.
وكانت عدّة احتجاجات، نفذها طلبة مخيّم برج الشمالي داخل ثانوية الأقصى، لمطالبة وكالة "أونروا" بإنشاء مدرسة ثانوية في مخيميهم، وآخرها في أيلول/ سبتمبر الفائت، حيث نفّذ مئات من طلاب المرحلة الثانوية وقفة في باحة المدرسة.