شدّد المفوّض العام لوكالة غوص وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الاثنين 14 نوفمبر/ تشرين ثاني، على أنّه في ظل غياب حل عادل للقضية الفلسطينية ستبقى وكالة "أونروا" هي الوحيدة التي لا يمكن الاستغناء عنها ولا بديل لها لأنّها هي أكبر استثمار للاجئين الفلسطينيين، لكنّ هذه الوكالة قد تكون غير قادرة على تنفيذ ولايتها حال استمرار أزمة التمويل.
وأوضح لازاريني خلال مؤتمر صحفي على هامش انعقاد اجتماع اللجنة الاستشارية في العاصمة الأردنيّة عمَّان، أنّ وكالة "أونروا" تحتاج بين 50 مليون و80 مليون دولار حتى نهاية 2022، ووكالة "أونروا" لا يمكنها أن تفي بولايتها في السنوات المقبلة في حال استمرار التمويل ذاته.
ولفت إلى أنّ الوكالة تحتاج 200 مليون دولار لدعم التحوّل الرقمي ودعم الأصول المستنفدة، فيما طالب بدعمٍ أكبر من الدول الأعضاء وبشكلٍ مستدام.
وكشف لازاريني، أنّ معدلات الفقر وصلت بين اللاجئين الفلسطينيين إلى مستويات غير معهودة بنحو 90% في سوريا ولبنان وغزة، ومعدلات الفقر في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين تصل إلى نسبة 90%، مُؤكداً أنّ اللاجئين يعتمدون بشكلٍ كاملٍ على مساعدات الوكالة.
وأشار لازاريني، إلى أنّ الأوضاع في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة صعبة للغاية، ومجتمع اللاجئين يعيش فترة أمنية صعبة للغاية، لافتاً إلى أنّ 40% من الأطفال في غزة لا يحصلون على الفطور.
كما شدّد على أنّ وكالة "أونروا" فريدة من نوعها ومطلوب منها تقديم الخدمات الشبيهة بخدمات القطاع العام، وأنّ سياق عملياتها صعب جداً، مُشيراً إلى أن هناك زيادة في الاحتياجات بالنسبة لمجتمع اللاجئين، ومطلوب من "أونروا" تلبية كل هذه الاحتياجات.
وتابع لازاريني: قدمت تقريري السنوي للجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذه اللجنة أوصت بتجديد تفويض "أونروا"، حيث كان هناك تصويت ودعم ساحق للوكالة مقارنة مع المرة السابقة قبل 3 سنوات، ووجهت نداءً للمجتمع الدولي بأن مسألة تجديد ولاية "أونروا" لا يجب أن تقتصر على أن تكون فقط مجرد إجراء روتيني اعتيادي، ويجب أن يقترن مع هذا التصويت والتجديد مسؤولية كبيرة جداً من خلال دعم "أونروا" لتستمر في تقديم خدماتها.
ويُذكر، أنّ وكالة "أونروا" تعاني عجزاً مالياً مزمناً، ومن تراجع للدعم المقدّم من دول مانحة عدة، مما دفع وكالة "أونروا" لتعلن أنها تُعاني من أزمة وجوديّة.
وتبلغ ميزانية الوكالة التي تضم حوالي 30 ألف موظف، قرابة 1,6 مليار دولار (1,5 مليار يورو)، وتقدّم الوكالة الخدمات الأساسية (التعليم والصحة) لـ 5,7 ملايين لاجئ فلسطيني موزعين على لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربيّة وقطاع غزّة.