عبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن رفضها لإعادة أي لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا إلى لبنان، إلى سوريا بموجب قرار المجلس الأعلى للدفاع في لبنان ويتعلق بترحيل اللاجئين الذين دخلوا إلى البلاد بطريقة غير شرعية بعد 24 نيسان/ ابريل 2019.
جاء ذلك، في رد للوكالة على ما جاء في مذكرة تقدمت بها رابطة الفلسطينيين المهجرين من سوريا الى لبنان يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، خلال اعتصام في بيروت أمام المقر الرئيسي لـ "أونروا"، وتضمنت طلباً بالحماية إزاء الوضع القانوني لعدد كبير من فلسطينيي سوريا المهجرين قسراً ودخلوا الى لبنان بشكل غير نظامي.
وأكّدت الوكالة في ردها على النقطة المتعلقة بالحماية، على حق اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا الى لبنان، في اتخاذ قرارات طوعية ومدروسة بالعودة الطوعية او عدمها.
ودعت الوكالة، جميع الدول إلى الالتزام بمبدأ عدم الإعادة القسرية، كمبدأ من مبادئ القانون الدولي العرفي، والقانون الدولي لحقوق الانسان.
يأتي ذلك، في وقت تواصل السلطات اللبنانية تنفيذ برنامج "الإعادة الطوعية" للاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم، وفق المرحلة الأولى من البرنامج التي بدأته يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.
وتنتاب مئات العائلات الفلسطينية السورية في لبنان، مخاوف كثيرة من شملهم في برنامج إعادة اللاجئين، ولا سيما أنّ مئات العائلات لديها موانع للعودة تتراوح بين أمنية ومعيشية.
وكانت تقارير دولية عدّة، حذّرت من انتهاكات تمارس بحق العائدين إلى سوريا، وأبرزها ما نشرته منظمة العفو الدولية بعنوان "أنا ذاهب إلى الموت" وثّقت فيه انتهاكات بحق 66 لاجئاً بينهم 13 طفلاً عادوا إلى سوريا منذ العام 2017 حتى ربيع العام الماضي، من دول عدة أبرزها لبنان وفرنسا وألمانيا وتركيا ومخيم الركبان عند الحدود السورية - الأردنية.
وقالت المنظمة حينها: إنّ "ضباط المخابرات السورية أخضعوا النساء والأطفال والرجال العائدين إلى سوريا للاعتقال غير القانوني أو التعسفي، والتعذيب، وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي، والإخفاء القسري".
وكان استبيان أجرته "رابطة الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان" ونشرت بوابة اللاجئين الفلسطينيين تقريراً على ضوء نتائجه عام 2021 الفائت، قد كشف أنّ 538 عائلة فلسطينية سوريّة، عالقة في لبنان ولا تستطيع العودة.
وأوضح الاستبيان، أنّه من بين تلك العائلات 350 أسرة لديها فرد من أفرادها أو أحد أقاربها مغيّب قسرياً في سجون النظام السوري، بينما تتلخص موانع العودة لدى النسبة المتبقية من المستبينين وتبلغ 188 عائلة، بمخاطر السوق للخدمة العسكريّة الإلزاميّة التي يُجبر اللاجئون الفلسطينيون على أدائها ويزجّ بهم في مناطق الصراع.
ويعيش في لبنان حاليا نحو 29 ألف لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا، بحسب آخر ارقام أعلنتها وكالة "أونروا" العام 2022 الجاري، وذلك في ارتفاع عمّا كانت عليه العام 2021 الفائت حيث بلغت 27 الفاً، ما يشير إلى ارتفاع معدلات خروج الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان.