أصدر بطاركة ورؤساء الكنائس في مدينة القدس المحتلّة، بياناً أدانوا فيه الاعتداء الذي وصفوه بالإرهابي، ونفذه صهاينة متطرفون، بحق المقبرة البروتستانية في المدينة، وحطموا على إثره عدداً من القبور، مع حلول السنة الميلادية الجديدة.
ووضع البيان الهجوم، في إطار "هجوم وحشي على الوضع التاريخي الراهن" في الأماكن المقدسة، والذي أسفر عن "تدنيس" أكثر من 30 قبراً.
واكتشف الاعتداء، يوم الثلاثاء الفائت الموافق 4 كانون الثاني/ يناير الجاري، حيث اظهرت كاميرات المراقبة، رجلين يرتديان الزي اليهودي، ويقومون بتخريب المقبرة.
وجاء في بيان رؤساء الكنائس "المزعج بشكل خاص اللقطات التي وثقتها كاميرات المراقبة من ظهر يوم الاعتداء، والتي تكشف عن شابين يرتديان زي اليهود المتدينين يحطمان بحقد حجرًا منحوتًا لأسقف القدس البروتستانتي الثاني والعديد من الصلبان الحجرية وشواهد قبور ضباط شرطة مسيحيين في فترة الانتداب البريطاني".
وأكد البيان على انّ الاعتداء مدفوع بكراهية المسيحيين، وقال: "يشير اختيار هذه الأهداف المحددة لنا إلى أن مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية كانوا مدفوعين بوضوح بالتعصب الديني وكراهية المسيحيين"،
وأشار البيان إلى أنّ هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه على هذه المقبرة، "ولكنه جزء من نمط متكرر من الهجمات ضد المواقع المقدسة المسيحية والمقابر في جبل صهيون وأماكن أخرى والتي ازدادت خلال العقد الماضي".
ودعا البيان "الجهات المعنية إلى ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم بلا كلل والقبض عليهم ومقاضاتهم إلى أقصى حد يسمح به القانون، بما في ذلك تلك القوانين المتعلقة بجرائم الكراهية".
وأكد البيان أنّ الحوادث تلك ليست معزولة، “ولكن كمحاولة واضحة وممنهجة لتحقيق التفرد لصالح جانب واحد، وهجوم شرس على الوضع التاريخي الراهن المتجسد في أرضنا المقدسة الحبيبة والذي يدعمه القانون الدولي، والذي يضمن حماية الاحترام المتبادل والحقوق الدينية.
ودعا البيان القادة الدينيين والسياسيين في منطقتنا وحول العالم على حد سواء، " للانضمام إلينا في إدانة ومناهضة هذه الأعمال العنيفة وغيرها من أعمال الإساءة للأماكن المقدسة، وإلى إعادة التأكيد والالتزام بتعزيز البيئة الآمنة والاحترام المتبادل والتسامح الديني في هذه الأرض المقدسة التي تحظى باحترام جميع الديانات الإبراهيمية الثلاثة".
الجدير بالذكر، أنّ الانتهاكات المشابه إزاء المقدسات الفلسطينية، ارتفعت وتيرتها مع صعود اليمين الصهيوني المتطرف الى السلطة، وتولي ما يسمى " وزير الان القومي الصهيوني" ايمتار بن غفير مهامه، والتي استهلها بعملية اقتحام للمسجد الأقصى يوم الثلاثاء 4 كانون الثاني/ يناير، ما اثار ردود فعل محلية ودولية منددة.