نظّم تجمع قبائل البادية في قطاع غزّة، اليوم الثلاثاء 10 يناير/ كانون ثاني، وقفة تضامنية مع أهالي النقب المحتل عام 1948.
وجاءت هذه الوقفة في الذكرى السنوية الأولى لـ"هبة النقب"، وذلك لرفض مشاريع الاحتلال الهادفة لتهجير واقتلاع أهالي النقب من أرضهم.
وخلال الوقفة، احتشد ممثلون عن قبائل البادية من وجهاء ومخاتير في مُخيّم ملكة شرق غزة تحت عنوان "من غزة إلى النقب شعب واحد"، وسط مشاركة واسعة من الفلسطينيين في القطاع.
بدوره، أكَّد المتحدّث باسم التجمّع محمود أبو غياض في كلمة ممثلة عن تجمع قبائل البادية في غزة، أنّ الشعب الفلسطيني يقف اليوم مسانداً ومؤازراً لأهلنا في النقب، ونقول لهم أنتم لستم وحدكم، ونحن في ظهركم وندعمكم في مقاومتكم للمحتل، وشعبنا من غزة للنقب والقدس والضفة وكل مدننا هو شعب واحد مهما حاول المحتل من تمزيق وحدته وتشتيت شمله.
كما شدّد أبو غياض، على رفض شعبنا التام لكافة الأعمال العنصرية بالنقب من اعتقالات وهدم للبيوت، والتهديدات "الإسرائيلية" والوزير بن غفير وعصاباته لن تخيف أهلنا في النقب المحتل، لافتاً إلى أنّ ذكرى هبة النقب هي فرصة لتذكير بن غفير في ذلك.
وبيّن أبو غياض، أنّ العدو سعى لتفريغ النقب من سكانه الأصليين؛ فبدأ بتهجيرهم منذ النكبة الفلسطينيّة، لكن أهل النقب حافظوا على وجودهم ليتجاوز عددهم اليوم 300 ألف، حيث باتوا يشكلون هاجسًا للاحتلال وعقبة أمام مشروعه "الإسرائيلي" الرامي لتهويد النقب.
كما أشار إلى أنّ الاحتلال يزعم أن له حقاً تاريخياً ودينياً في النقب وفلسطين، والوقاع يؤكّد أنهم مغتصبون لأرضنا، وليس لديهم أي حق فيها، ومحاولات الاحتلال المتكررة هي لتلميع صورته، بزعم أنه يسعى لتشجير أرض النقب وزراعتها ومقاومة التصحر فيها.
ولفت أبو غياض، إلى أنّ هناك مسؤولية تقع على وسائل الإعلام من خلال فضح أكاذيب الاحتلال فيما يحدث بالنقب المحتل، وليس كما يزعم أن هناك مخططات لتشجيره، إنّما يوجد مخططات تهجير هدفها طرد أصحاب الأرض الأصليين.
وتشهد البلدات والقرى الفلسطينيّة المسلوبة الاعتراف في النقب، كارثة إنسانية، إذ تُحرم من أبسط مقومات الحياة بفعل سياسات وممارسات الظلم والإجحاف والتقصير من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة.
وكانت المنسقة الإداريّة لمنظمة "بدو بلا حدود" هند هاجر سلمان من النقب المحتل قد قالت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقتٍ سابق: إنّ سياسات الاحتلال ضد أهل النقب ليست بجديدة، بل تأتي في سياق السياسات المرتكبة بحق كل السكّان في فلسطين، لكنّ قرى النقب تتعرّض للهدم بمعدّل يومين في الأسبوع "اثنين وأربعاء" ويتم هدم البيوت ومصادرة الأراضي وتدمير المحاصيل الزراعيّة للسكّان بشكلٍ دوري.
وأردفت هند: صمودنا في أراضينا وعدم تركها والرحيل عنها هو كلمة السر، فمثلاً قرية العراقيب تهدم دائماً من قِبل سلطات الاحتلال، ولكنّ ماذا يفعل أهالي هذه القريّة بعد كل عملية هدم؟ يعودون لبناء مساكنهم البسيطة من جديد، وفعلاً كما نقول بيننا في النقب: "همّا بيهدموا وإحنا بنرجع نبني".