أطلق لاجئون فلسطينيون من أبناء مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السورية دمشق، مبادرة لكفالة العائلات الفقيرة داخل المخيم، وتقوم على ربط الأسر المتعففة بكفيل من أبناء المخيم المغتربين في دول اللجوء الأوروبية وسواها خارج سوريا.
أحد النشطاء القائمين على المبادرة ومقيم في تركيا، تحدث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن فكرتها، والقائمة على حس المبادرة التكافلي للناس تجاه بعضهم، والربط المباشر بين المحتاج والشخص العاطي، دون أي إطار مؤسسي ينظم العملية.
وقال الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه، إنّ المبادرة تسعى لحصر العائلات الفقيرة التي ليس لديها معيل، ولا تمتلك مصادر دخل، وغير قادرة على استيفاء حاجياتها الأساسية اليومية، ليجري ربط كل عائلة بكفيل، يقدم لها ما باستطاعته سواء كل شهر او شهرين.
وشدد، على سريّة العملية، حيث يتم جمع أسماء العائلات وتنظيمها بملف مخصص، والتواصل مع أبناء المخيم المنتشرين في أوروبا، وحثهم على القيام بواجباتهم تجاه الأهالي الفقراء.
وأكد الناشط، على أنّ المبادرة لا تقوم على جمع الأموال، وانما تتبع فكرة " الكفالات" وهي الربط المباشر بين الكفيل والمكفول. مشيراً إلى أنّه في حال تمكنت المبادرة من تحقيق كفالة لعائلة واحدة بمبلغ 100 يورو شهرياً فهذا يعتبر نجاح لها.
وأضاف، أنّ سير المبادرة يمشي بشكل هادئ، عبر بناء العلاقات بين العائلة والكفيل، وذلك من خلال العلاقات الاجتماعية والمعارف التي تربط أهالي المخيم ببعضهم. لافتاً إلى أهمية لفت الأنظار إلى هكذا مبادرات باعتبارها إحدى الأمور التي تخفف من وقع الفقر والحاجة على الأهالي.
ويوفر هذا النوع من المبادرات، فرصة للأهالي الذين ليس لديهم أبناء او أقارب خارج البلاد، في وقت باتت تحويلات المغتربين، الرافد المعيشي الأساسي للكثير من الأسر السورية والفلسطينية اللاجئة في سوريا.
وكانت عدة مبادرات إغاثية أهلية شهدتها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال السنوات القليلة الفائتة، للتخفيف من وقع الانهيار الاقتصادي والمعيشي، ولا سيما خلال فترة الحجر الصحي خلال جائحة "كورونا" عام 2020، واستفاد عدد من أهالي مخيم جرمانا وخان دنون، من مبادرات لدفع ايجارات منازل المتعثرين، إلى جانب توفير المستلزمات الاغاثية الأساسية، فيما تشكل تحويلات المغتربين لأهالي مخيم حمص نحو 70% حسبما أفادت احدى الناشطات المغتربات لموقعنا في وقت سابق.
يأتي ذلك، على وقع مطالب لم تتوقف منذ أعوام، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالتصدي لمسؤولياتها الاغاثية، لتتناسب مع حجم الانهيار الاقتصادي والمعيشي، بعد أن وصلت الأوضاع المعيشية عتبة الفقر المطلق، وانعكست على اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم وخارجها بنسبة 91% يعيشون على اقل من دولارين في اليوم، في وقت لا يتجاوز الحد الأدنى للمداخيل عتبة 25 دولاراً.