انطلاق أعمال المنتدى السنوي لفلسطين في الدوحة

بشارة: الرد على التحريف "الإسرائيلي" يكون عبر تثبيت السردية الفلسطينية بالوقائع

الأحد 29 يناير 2023

انطلقت أعمال المنتدى السنوي لفلسطين، السبت 28 كانون الثاني/ يناير، في العاصمة القطرية الدوحة، بدعوة وتنظيم من قبل  المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية وتستمر حتّى 30 من الشهر الجاري.

وبحسب المركز العربي، فإنّ المنتدى "يشكّل فضاءً أكاديمياً يقدّم فيه باحثون فلسطينيون، وغير فلسطينيين، من أنحاء العالم كافة، أوراقاً بحثية تتعلق بفلسطين وتاريخها، والقضية الفلسطينية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ظل الاحتلال، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، والصهيونية وحركات التحرر الوطني، وفلسطين في العلاقات العربية، وفلسطين في العلاقات الدولية، وقضايا الرأي العام وغيرها من القضايا ذات الصلة".

 
الكلمة الافتتاحية - المنتدى السنوي لفلسطين 2023

الكلمة الافتتاحية - المنتدى السنوي لفلسطين 2023 "كلمة افتتاحية من تقديم د. طارق متري رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ومحاضرة افتتاحية من تقديم د. عزمي بشارة المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وتدير الجلسة: الباحثة في المركز العربي د. آيات حمدان #منتدى_فلسطين"

Posted by ‎بوابة اللاجئين الفلسطينيين‎ on Friday, January 27, 2023

المحاولات "الإسرائيلية" لتحريف الخطاب ودسّ قوالب تفكير ترافقت مع اتفاقيات التطبيع

وخلال المحاضرة الافتتاحية، حلّل مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات د.عزمي بشارة، بإسهاب الواقع الفلسطيني الراهن، مشيراً إلى ما يجسده المنتدى، بناء على 3 اعتبارات أساسية.

الاعتبار الأول وفق بشارة، يتعلق بغزارة الأبحاث المتعلقة بفلسطين وبالتالي إمكانية انعقاد المؤتمر، وثانيها يتعلق بالفراغ المؤسساتي على مستوى الشعب الفلسطيني، أمّا الاعتبار الثالث فيتمثل في ضرورة تضافر جهود الباحثين الفلسطينيين والعرب لمواجهة المحاولات المتواترة لتسلل أفكار صهيونية إلى مقاربة عامة الناس لتاريخ فلسطين عموماً، وتاريخ الصراع على أرضهم، وتشويه قيم التحرر ومقاومة الاستعمار في الثقافة العربية.

وأشار بشارة إلى المحاولات "الإسرائيلية" لتحريف الخطاب ودسِّ قوالب تفكير، وكل ذلك ترافق مع سياسات تطبيع مع الاحتلال، دون حلٍّ عادل للقضية الفلسطينية.

ودعا بشارة، إلى التصدي للتحريف "الإسرائيلي" عبر تثبيت السردية الفلسطينية بالوقائع، وإثبات واقع الاحتلال الاستيطاني بالتحليل العقلاني كأساس لتدعيم الموقف الأخلاقي الرافض له ولواقع الأبرتهايد المتولد عنه.

وأوضح مدير المركز العربي لدراسة السياسيات رؤيته المتمثلة بعدم اضطرار الباحثين للرد على هذا التشويه بالمزايدات واستدرار العواطف، بل بخطاب عقلاني وأخلاقي يمكن توجيهه إلى العرب واليهود والشرق والغرب، ولا تُخشى ترجمتُه إلى أي لغة.

وتحدث بشارة عن التطبيع المجاني الذي يجري بين دول عربية و"إسرائيل"، فيما يتواصل توطيد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، مشيراً إلى علاقة مباشرة تربط بين نجاحات وصعود اليمين المتطرف الانتخابي في كيان الاحتلال، والتطبيع المجاني مع الدول العربية.

WhatsApp Image 2023-01-28 at 4.53.47 PM.jpeg

وافتتح فعاليات المؤتمر، رئيسُ مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية الدكتور طارق متري، وفي كلمته أكد على أهمية الشراكة بين المركز العربي ومؤسسة الدراسات، على اعتبار أنها علاقة طبيعية تتوثق يوماً بعد يوم، وقائمة على مداميك ثابتة، على رأسها الاهتمام بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني ولأنهما مؤسستان عربيتان، وتربطان قضية فلسطين بالانتماء العربي، ولأنهما مؤسستان مستقلتان وتنجزان أعمالهما البحثية دون تحيز حزبي أو أيديولوجي، حسب قوله.

دراسة الواقع تحمل على النظر إلى المستقبل بعينين اثنتين

وأشار متري، إلى  تنوّع حضور المشاركين وأوراقهم البحثية في المنتدى والتي تطرح الكثير عن القضية الفلسطينية والصراع العربي/الإسرائيلي، واصفاًبأنها أوراق تستحق قراءةً جديدة أو إضافات، ومنها ما لم يدرس بعد وما دُرسَ، ولكنها بحاجة إلى المزيد من البحث.

وبحسب متري فإنه مهما كان من أمر الأولويات البحثية التي يمليها الواقع الحالي على الباحثين، إلا أنّ دراسة الماضي، فضلًا عن الاهتمام بحفظ الذاكرة والحفاظ على الهوية، تفتح أمام الأعين بعض ما انغلق عليها بالحاضر.

وأضاف: بأن دراسة الواقع والحاضر تحمل على النظر إلى المستقبل بعينين اثنتين، عين التطلعات المشروعة وعين حُسن التقدير لما هو قابل للتحقيق.

المواقف الشعبية المعادية لإسرائيل لم تتبدل كثيراً

وتحدث عن التقاء مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على توكيد عروبة قضية فلسطين، باعتبارهما مشغولتان بالبحث والتأليف بين حقوق الشعب الفلسطيني، وحرية الشعوب العربية، وبين التزام هذه الحرية للشعب العربي، والتزام حقوق الشعب الفلسطيني.

 وأشار متري إلى وصف البعض للتأليف بين حرية فلسطين وحرية الشعوب العربية بانه متعذر "لأن تلك الثورات في البلاد العربية كما قال البعض دفعت الشعوب للاهتمام بقضاياها المحلية، عوض القضايا العربية وفي مقدمها فلسطين، وبأن العداء لإسرائيل لم يعد طاغياً على رفض الخضوع للأنظمة"، ما جعل بعض الفلسطينيين يميلون لانتهاج سياسة تقوم على اختيار جانب الأنظمة، بغض النظر عن سياساتها التسلطية باسم المقاومة الممانعة.

لكنه فند هذه الاعتبارات بالقول: إن "المواقف الشعبية المعادية لإسرائيل، لم تتبدل كثيراً بخلاف كل ما قيل، ويظهر ذلك على سبيل المثال بنتائج استطلاع المؤشر العربي عاماً بعد عام، والتي تُظهر أن أكثرية العرب ينظرون الى إسرائيل بوصفها تهديداً لهم بوصفهم عرباً".

IMG-20230128-WA0006[12785].jpg

وشهدت أعمال اليوم الأول، ورشة العمل الأولى، من ""المنتدى السنوي لفلسطين 2023"، بمشاركة: الدكتور شبلي تلحمي، ومدير المؤشر العربي محمد المصري، بإدارة مهدي مبروك.

 
ورشة عمل (1) - المنتدى السنوي لفلسطين 2023

ورشة عمل (1) - المنتدى السنوي لفلسطين 2023 "ورشة عمل (1) من ""المنتدى السنوي لفلسطين 2023""، بمشاركة: شبلي تلحمي، ومحمد المصري. ويدير الجلسة مهدي مبروك. #منتدى_فلسطين"

Posted by ‎بوابة اللاجئين الفلسطينيين‎ on Saturday, January 28, 2023

ويشكل هذا المؤتمر الأكاديمي، الذي سيُعقد في مسارات متوازية، فرصة للمهتمين بقضية فلسطين وسياقاتها الإقليمية والعالمية للالتقاء وتبادل وجهات النظر، ويمكنه أن يكون أيضاً رافداً مهماً للبحث العلمي بشأن فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها، في سياق تعزيز مركزية قضية فلسطين والاهتمام العربي والدولي بها.

وستُقدّم في دورة المنتدى الأولى لهذا العام نحو 62 ورقة علمية محكّمة اختيرت من ضمن 375 طلباً للمشاركة (قُبل منها 140 مقترحاً) تُعرض في ورش عمل متخصصة، إضافة إلى عدد من ورش العمل العامة التي تخص الشأن الفلسطيني.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد