قضى 55 فلسطينياً جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب سوريا وجنوبي تركيا فجر أمس الاثنين. وقال المستشار السياسي لوزير خارجية السلطة الفلسطينية السفير أحمد الديك في بيان اليوم: إنه تم تأكيد وفاة الفلسطيني محمد باسل السيد وزوجته وابنتهما وحفيدتهما تحت الأنقاض في أنطاكيا بتركيا، ليرتفع عدد الفلسطينيين الذين قضوا في تركيا إلى 15، بالإضافة إلى 40 في سوريا.
وفي تصريحات رسمية لسفير السلطة الفلسطينية في تركيا فايد مصطفى فإنّ العدد الكلّي للضحايا ارتفع، بعد انتشال 19 جثماناً تعود للاجئين فلسطينيين في مناطق شمال سوريا، ليضافوا إلى 21 ضحية جرى انتشالهم من مخيم النيرب في حلب ومخيم الرمل في اللاذقية و محافظة جبلة السورية.
حصيلة مرشحة للارتفاع شمال غرب سوريا
في مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وتحديداً في ناحية "جينديرس" بريف عفرين وسلقين بريف إدلب الشمالي، سجّل قضاء عائلات فلسطينية بأكملها تحت الأنقاض، وسط ترجيحات بارتفاع الأعداد نظراً لصعوبة عمليات الإحصاء والتوثيق وتعثّر عمليات الإنقاذ.
وأكد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين شمالي سوريا أنّ عائلة اللاجئ أبو ناصر الأبطح، قد قضت بكاملها تحت الأنقاض، وبينهم ابنته أماني الابطح، واثنان من أحفاده، هما الطفلان عبد الرحمن وجودي العائدي، إضافة إلى جدتهم سلمى بهلول.
وأشار مراسلنا، إلى أنّ العائلة بقيت حتّى وقت متأخر من الليل تحت الأنقاض، وسط تعثر عمليات الإنقاذ وذلك لنقص المعدات الثقيلة، واعتماد فرق المتطوعين على معدات بسيطة، ما أخّر إخراج ناجين من المحتمل وجودهم.
كما قضى اللاجئ عبد الله عارف أحمد، وزوجته و4 من أبنائه، وهم (حبيبة، فاطمة، عبد الرحمن وحمزة عبد الله عارف)، ووثّق ناشطون قضاء اللاجئ يوسف سليمان محمد غازي وزوجته واثنتين من بناته، واللاجئ إسماعيل عبد الرازق موسى وبناته الاثنتين، إضافة إلى اللاجئ جهاد يوسف الموعد، وجلّهم مهجرون من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري.
وتتواصل جهود الإنقاذ في مناطق الشمال السوري، وسط العثور على المزيد من الناجين، رغم مرور أكثر من 35 ساعة على وقوع الزلزال، فيما ناشد الدفاع المدني السوري " الخوذ البيضاء" من أجل مساعدات عاجلة من المنظمات الدولية لمساعدة السوريين المنكوبين والعالقين تحت الأنقاض.
في النيرب والرمل.. صعوبات في عمليات إنقاذ ترفع أعداد الضحايا
وأعلن المستشار في الخارجية الفلسطينية السفير احمد الديك، ليل أمس الاثنين، انتشال 13 جثة من مخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية ليرفع العدد الكلّي إلى 18 ضحيّة في محافظة اللاذقية، بالإضافة إلى قضاء 3 لاجئين في مخيم النيرب بمدينة حلب شمال سوريا.
وفي تصريحين منفصلين، الثلاثاء، أكد الديك إن عائلة المواطن محمد وليد أبو كاشف وابنه وابنته قضوا في مدينة عنتاب التركية، وقبل ذلك وفاة عبد الكريم أبو جلهوم وعائلته المكوّنة من 6 أشخاص في مدينة أنطاكيا التركية وهم لاجئون فلسطينيون من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وأشار إلى أنّ هناك أنباءً أولية تفيد بوفاة فلسطينيين آخرين في أنطاكيا، وأن هناك صعوبة في الاتصال مع المدينة، ما يعني أن أرقام الضحايا مرشّحة للارتفاع.
وحول الأوضاع وعمليات الإنقاذ في مخيم الرمل الفلسطيني، أشار السفير الديك إلى صعوبات في دخول الاليات الثقيلة الى أزقة المخيم، إضافة الى الصعوبات التي يفرضها سوء الأحوال الجوية والعواصف في تلك المناطق المنكوبة.
وهناك صعوبة في عمليات الإنقاذ بسبب الأحوال الجوية الصعبة، وصعوبة دخول الآليات إلى أزقة المخيم.
أحد أبناء المخيم "جلال العمري" وصف لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، عمليات الإنقاذ بشديدة الصعوبة، حيث تتضافر الجهود الأهلية مع فرق الهلال الأحمر والمتطوعين.
وعبّر العمري عن مخاوفه، من اكتشاف مزيد من الضحايا تحت الأنقاض، حيث ما تزال عدد من العائلات الفلسطينية مجهولة المصير، مشيراً إلى أشخاص من عائلة الكردي وآخرين من عائلة "رنو" مازالوا تحت أنقاض بناء "الرنو" إضافة إلى عائلات أخرى، لم يتسنّ إخراجها حتّى اللحظة.
ونوّه العمري بالجهود الأهلية في عمليات الإنقاذ، حيث تبرعت إحدى عائلات المخيم لجلب معدات للمساهمة في عمليات إزالة الأنقاض، فيما عبّر عن مخاوفه من قضاء العالقين تحتها بسبب البرد، نظراً للظروف المناخية وتأخر عمليات الإنقاذ.
ومساء أمس الإثنين أعلن سفير السلطة الفلسطينية في سوريا سمير الرفاعي، إنقاذ 21 شخصاً من أبناء مخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية، من تحت أنقاض مبنيين دمرهما الزلزال.
وأضاف الرفاعي، أنّ فرق الهلال الأحمر الفلسطيني نقلت المصابين إلى المستشفيات، 6 منهم أدخلوا إلى العناية المركزة، فيما وصفت حالة 15 آخرين بالطفيفة الى متوسطة.
وأشار الرفاعي، إلى أنّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، تقوم بالعمليات اللازمة، وإقامة مراكز إيواء للعائلات التي تصدعت منازلهم، وتقديم الخدمات اللازمة.
وضرب زلزال مدمر فجر الإثنين 6 شباط/ فبراير، مناطق جنوبي تركيا، بلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر، ونتج عنه أكثر من 5 آلاف ضحيّة وآلاف الجرحى، في تركيا وسوريا، فيما تجاوز الرقم في سوريا وحدها 2800 بين ضحية وجريح.