قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّ 57 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا تضرروا من الزلزال الذي ضرب مناطق تركية وسورية فجر أمس الاثنين 6 شباط/ فبراير.

وأطلقت الوكالة اليوم الثلاثاء 7 شباط، نداءً دولياً للحصول على مبلغ 2.7 مليون دولار، لإغاثة المنكوبين في سوريا و"المناطق التي يمكن الوصول إليها من دمشق."

وجاء في النداء الذي تقدمت به مديرة العلاقات الخارجية والاعلام لدى "أونروا" تمارا الرفاعي، أنّ "هناك حوالي 438,000 لاجئ من فلسطين في اثني عشر مخيما في أرجاء سوريا، باستثناء أولئك الذين لا يمكن الوصول إليهم من دمشق (يمكن الوصول إليهم من تركيا إلى شمال غرب سورية)."

وأشارت الوكالة، إلى أنّ 90% من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات النيرب، اللاذقية، عين التل، وحماة، التي يسكنها 26 ألف لاجئ، بحاجة إلى المساعدة بسبب الزلزال.

 وتابعت: “هناك تقارير مؤكدة عن ستة لاجئين من فلسطين لقوا حتفهم – أربعة من نفس العائلة في مخيم اللاذقية (الأم والأب والابن والابنة) وفتاتان صغيرتان من مخيم النيرب (9 و11 عاما) بالقرب من حلب، واللتان كانتا طالبتين في مدارس تابعة للأونروا."

وتوقعت الوكالة ازدياد أعداد الضحايا بشكل كبير مع تقدم عمليات البحث والإنقاذ. وأشارت إلى تقارير عن وفيات بين اللاجئين الفلسطينيين في تركيا وفي شمال غرب سوريا، " لم يتم تأكيد ذلك بعد من قبل الأونروا." حسب قولها.

وتحدث بيان الوكالة عن "حوالي 700 لاجئ أمضوا ليلتهم في منشآت الأونروا باللاذقية، بما في ذلك المدارس." مشيرة إلى أهمية توفير “الإمدادات الطبية والمواد غير الغذائية (البطانيات والقماش المشمع والفرشات ومستلزمات النظافة الشخصية، ويشمل ذلك مستلزمات النساء والفتيات)."

كما أشار البيان، إلى أولوية الاستجابة لإصلاح أو إعادة إعمار منازل اللاجئين المتضررة والمباني، بما فيها منشآت الوكالة.

استثناء فلسطينيي شمال غرب سوريا

وأوردت الوكالة في بيانها، إشارات واضحة على استمرار استثنائها لفلسطينيي الشمال السوري من تقديماتها الإغاثية، عبر تأكيد النداء على "المخيمات التي يمكن الوصول إليها من دمشق."

واكتفت "أونروا" بالإشارة إلى فلسطينيي الشمال الغربي، في ختام بيانها وقالت: “لا شك في أن هناك المزيد من لاجئي فلسطين من بين المتضررين بشكل مأساوي في الشمال الغربي والذين لا يمكن الوصول إليهم إلا من خلال تركيا."

والجدير بالذكر أن وكالة "أونروا" تحرم الفلسطينيين المهجرين من معوناتها وخدماتها منذ تهجيرهم عن مخيماتهم في العام 2018، وجرى تصنيفهم على أنهم "في مناطق يصعب الوصول إليها" في نداءاتها الطارئة التي صدرت في إطار الاستجابة للازمة السورية خلال السنوات السابقة.

وأثار تهميش الوكالة لنحو 1500 عائلة فلسطينية مهجرة في مخيمات ومناطق الشمال السوري، حراكاً مطلبياً واسعاً، على مدى سنوات، انتقد مبررات الوكالة، وذكّرها بواجباتها وعمل العديد من هيئات الأمم المتحدة في تلك المناطق التي تعجر "أونروا" عن ولوجها.

وكانت "مديرية شؤون الفلسطينيين" في الشمال السوري، المشرّعة من قبل " الحكومة السوريّة المؤقتة" في مناطق الشمال، ورابطة الفلسطينيين المهجّرين في الشمال السوري قد وجهوا رسالة للوكالة، في حزيران يونيو من العام 2020 الفائت، شرحوا فيها أوضاعهم المعيشية، وطالبت الوكالة القيام بمسؤولياتها وإغاثتهم.

وأشاروا فيها لأوضاع اللاجئين المهجّرين في تلك المناطق، بوصفهم عالقين غير قادرين على العودة إلى مخيماتهم التي هجّروا منها في دمشق وريفها وحلب ودرعا وسواها، في المستقبل القريب، وهو ما زاد من معاناتهم.

مدير "مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينيين" في الشمال السوري محمد بدر، كان قد أكد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق مسؤولية الوكالة عن إغاثة اللاجئين المهجّرين في مناطق الشمال، نظراً لكون هذه الشريحة من اللاجئين لم تخرج من سوريا، وما تزال ضمن نطاق عمل الوكالة.

وأضاف، أنّه على وكالة "أونروا" ألا تكون طرفاً بالنزاع، وتعتبر أنّ المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السوريّة خارج نطاق عملياتها. مشيراً إلى أنّ الوكالة قامت في أوقات سابقة بالدخول إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في جنوب دمشق قبل العام 2018، وقامت بتوزيع معونات في تلك المناطق.

الجدير ذكره، أنّ أكثر من 19 لاجئاً مهجراً في مناطق الشمال، قد لقي حتفه بينهم عائلات بأكملها، جراء كارثة الزلزال، فيما تشردت غالبية الأسر من منازلها، في مناطق جنديرس وسلقين وريف حلب الشمالي التي أعلنت مناطق منكوبة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد