تستمر تداعيات الأنباء التي كشفت خلال الأيّام الماضية حول محاولات الكونغرس الأمريكي التحضير لمشروع قانون يمس بتفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين، حيث أصدرت عدد من الجهات مواقف رافضة لهذه التوجهات الموصوفة بأنها تسعى لطمس قضية اللاجئين الفلسطينيين والانقضاض على حقوقهم التاريخيّة.
أحد أهداف صفقة القرن المساس بوجود اللاجئين
في هذا الصدّد، يقول منسّق اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزّة محمود خلف لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ هذه التوجهات خطيرة جداً، لذلك نؤكّد على التمسّك بحق العودة لكافة اللاجئين الفلسطينيين حول العالم.
وعبَّر خلف عن رفض اللجنة المشتركة لكافة المشاريع الأمريكيّة والصهيونيّة التي تحاول الانقضاض على اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم، لا سيما وأنّ اللاجئين الفلسطينيين هم ضحية حملات الإرهاب والقتل والتنكيل والتهجير الذي مارسته العصابات الصهيونية عام 1948 وتهجير سكان ما يزيد عن 513 قرية ومدينة فلسطينيّة في أكبر عملية تهجير ونزوح شهدها القرن الحادي والعشرين.
ويُشير خلف خلال حديثه: "صفقة القرن" في العام 2018 جاءت لمحاولة طرح مشروع قرار على الأمم المتحدة لإعادة تعريف "من هو اللاجئ الفلسطيني"، حيث تريد من خلاله الإدارة الأمريكية شطب حق العودة باقتصار اللاجئين الفلسطينيين على من ولدوا قبل 15/5/1948 وهؤلاء لم يتجاوز عددهم 40 ألف فلسطيني، وهم اليوم في أحسن الأحوال من كبار السن.
الإدارة الأمريكية تريد إسقاط صفة اللجوء عن أبناء اللاجئين
ورأى خلف أنّ الإدارة الأمريكية تريد إسقاط صفة اللجوء عن أبناء اللاجئين ما بعد 15/5/1948 وإقرار قانون مفاده أنّ "اللجوء لا يورث" ويترتّب على ذلك إلغاء وكالة "أونروا" كمؤسسةٍ دوليّة ترعى شؤون ستة ملايين لاجئ فلسطيني، مُؤكداً أنّ ذلك يعني شطب حق العودة وإزاحته عن الطاولة كأحد أهم الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطيني.
ويتابع خلف: تحاول الإدارة الأمريكية إحياء "صفقة القرن" بالتحضير لهذا القانون الذي يمس حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها وفقاً للقرار الأممي 194 فقرة 11 الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1949، لكنّ محاولات الكونغرس هذه تتقاطع مع برنامج حكومة اليمين المتطرف في كيان الاحتلال، والتي تحمل كل صفات الفاشية والعنصرية والإرهاب.
وأشار إلى أنّ الشعب الفلسطيني إلى جانب جميع القوى والفصائل الفلسطينيّة يعتبر أن حق العودة لأكثر من 6 مليون لاجئ هو حق مقدس فهو حق فردي وجماعي ولا يحق لأحد التلاعب أو المساس به، لا سيما وأنّه مكفول بالقرار الأممي 194، فيما رأى أنّ أي محاولة من الإدارة الأمريكية أو غيرها لشطب حق العودة ينذر بتفجر الأوضاع في كل أرجاء المنطقة.
وحمّل خلف الإدارة الأمريكيّة وغيرها مسؤوليّة ما ستؤول إليه الأوضاع إذا حاولوا تقويض حق العودة أو التلاعب به، فلا عودة عن حق العودة، وكل محاولات التحضير لمثل هذه القوانين لشطب هذا الحق فهي مرفوضة جملةً وتفصيلاً.
يوم أمس، قالت دائرة شؤون اللاجئين في الجبهة الشعبيّة: إنّ المخطّطات الأمريكيّة وصلت إلى مستوى التصفية الكاملة لقضية اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها الشاهد الرئيسي على مأساة ونكبة الشعب الفلسطيني، وإلغاء صفة اللاجئ عن الأحفاد اللاجئين، وإعادة تعريف للصراع الفلسطيني الصهيوني.
ولفتت الدائرة في بيانٍ لها، إلى أنّ الأنباء الواردة بأنّ مجلس الشيوخ الأمريكي بصدد إصدار مشروع قانون يلغي من خلاله أي مزايا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، هي بمثابة تصعيد أمريكي خطير يمس ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني وجوهر قضيته اللاجئين.
ويُشار إلى أنّ هذه التوجّهات تأتي مع استمرار التحريض الصهيوني ضد وكالة "أونروا"، وتجدر الإشارة إلى أنّه ومنذ استئناف المساعدات المالية الأمريكيّة لوكالة "أونروا" ازدادت الانتقادات "الإسرائيليّة" والتحريض المباشر الذي يدعو إلى شطب وكالة الغوث.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم الأربعاء 7 نيسان/ أبريل 2021، عن استئناف تمويلها لوكالة "أونروا" بمبلغ 150 مليون دولار أمريكي، بعد ثلاث سنوات على وقف مساهمتها بموازنة الوكالة.