الحكومة تبرر مشروع توسعة شارع الرشيد..

مناشدات متواصلة لعائلات من مخيم الشاطئ: مشروع "عنق الزجاجة" نكبة جديدة

الأربعاء 01 مارس 2023
جرافات وزارة الأشغال خلال هدم بعض المنازل غرب مخيم الشاطئ لتوسعة شارع الرشيد
جرافات وزارة الأشغال خلال هدم بعض المنازل غرب مخيم الشاطئ لتوسعة شارع الرشيد

تتواصل التخوّفات لدى عدد من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في مُخيّم الشاطئ غربي مدينة غزة، وذلك بعد تسلّمهم إخطارات من قبل وزارة الأشغال العامة والإسكان التابعة لحكومة غزة بإخلاء منازلهم لصالح توسعة "شارع الرشيد" الساحلي أو لإكمال ما يُعرف بمشروع "عنق الزجاجة"، وذلك مقابل بعض التعويضات المالية.

وأصدر عدد من اللاجئين مناشداتٍ عديدة وجّهوها إلى الحكومة في غزّة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أجل التدخّل وحل هذه القضية بأقل الأضرار التي ستقع على هذه العائلات التي تقطن في هذه المنطقة منذ الهجرة إبان النكبة الفلسطينيّة في العام 1948.

وفي السياق، ناشد اللاجئ الفلسطيني سمير العوضي من خلال "بوابة اللاجئين الفلسطينيين كافة الجهات للتدخّل الفوري من أجل وقف قرار تهجيريهم من المنطقة الواقعة غرب مُخيّم الشاطئ، لأنّه كما أفاد لموقعنا بأنّ عائلته المكوّنة من 70 فرداً وأكثر لن يُغادروا منازلهم مطلقاً، إلّا في حال توفير تعويضات عادلة لهم.

"منازلنا بعيدة عن الشارع كلياً"

يقول العوضي المهجّر من مدينة بئر السبع المحتلّة: نحن نسكن في مُخيّم الشاطئ منذ أكثر من 70 عاماً، ووزارة الأشغال تريد بعد كل هذه السنوات توسيع شارع "الرشيد" أو شارع البحر الرئيسي، وهذه التوسعة تبعد عن منزلنا المكوّن من 5 طوابق 32 متراً، والشارع المقصود يحتاج فقط إلى 27 متراً، أي باستطاعتهم توسيع هذا الشارع دون المساس بمنزلنا لأنّه لا يُشكّل أي عائق أمام مشروعهم.

ويُضيف العوضي: في كل طابق من منزلنا تسكن عائلة كاملة، ولدينا أيضاً أشخاص من ذوي الإعاقة ومرضى كلى، ورغم كل ذلك يريدون تهجيرنا وتشتيتنا وهدم العمارة بأكملها، كما يتحجّجون بأنّهم يريدون على هذه المساحة من الأرض إقامة متنزّه للأطفال، لكنّهم فعلياً يريدون إقامة مشاريع خاصّة وشاليهات وجلسات خاصّة تدر عليهم الأموال.

"لا نُمانع المشروع.. ولكن!"

ويؤكّد العوضي خلال حديثه لموقعنا، أنّ العائلات لا تمانع توسعة الشارع، ولكن ليس على حساب هذه العائلات الموجودة في ذات المنطقة وبعيدة كل البعد عن مكان توسعة الشارع المقصود.

العائلات المهددة منازلها بالهدم إلى جانب منزل عائلة العوضي هي: عائلة عايش، وعائلة بكر، وعائلة الشريف، وعائلة أبو سيف، وعائلة جواد هنية، وعائلة نبهان، إلى جانب صالة الهنا.

ويُتابع العوضي: جميعنا نبعد عن الشارع أكثر من 30 متراً، لماذا يصرّون على هدم منازلها وتهجيرنا؟، ونحن لا نستطيع الخروج من هذه المنطقة التي ولدنا وتربيّنا فيها بعد أن سلّمتنا إياها وكالة "أونروا" بشكلٍ مجاني إبان النكبة الفلسطينيّة لنسكن فيها إلى حين العودة إلى بلادنا، وهذا حال جميع سكّان مُخيّم الشاطئ، أي لا يحق لأحد إخراجنا من هذه المنطقة سوى الوكالة التي أخبرتنا أنّه لا أحد يستطيع إخراجنا بالقوّة.

عرضوا علينا تعويضات مميتة.. كفى نكبات.. أعيدونا إلى بلادنا

وحول مطالب هذه العائلات، يُشير العوضي: إذا أرادوا إخراجنا فليُوفروا لكل فرد من أفراد العائلة شقّة سكنيّة، أو يوفرون لنا قطعة أرض نبني عليها مبنى جديد، وغير ذلك مستحيل أن نخرج ولو على "موتنا"، خاصّة وأنّهم عرضوا علينا تعويضات "مميتة" لا تكفي لأي شيء ولا لشراء منزل، فنحن نطالب بعودتنا إلى بلادنا التي هُجرنا منها، أو توفير شقة لكل فرد من العائلة، فبدلاً من إعادتنا إلى بلادنا يفعلون بنا كل ذلك، كفانا نكبات جديدة.

ويُضيف العوضي: الجهات المختصة تقول إنّها أخرجت نصف سكّان هذه المنطقة بعد توفير تعويضات لهم، وخرجوا من المكان دون أي مشاكل، ولكن الحقيقة أنّ غالبيّة هذه العائلات التي خرجت وأخذت تعويضات هي متعديّة على الأرض من الأساس، ولم تستلم هذه الأراضي أو المنازل من وكالة "أونروا"، بل قاموا ببناء منازل لهم على أراضٍ حكوميّة أو على أراضي البحر، واليوم تم تعويضهم بحوالي (30 إلى 50) ألف دولار وإخراجهم من المكان مع أنّهم ليسوا أصحاب الأرض وأخذوا هذه الأراضي "وضع يد"، وليس مثلنا أصحاب حق وضعتنا وكالة "أونروا" في هذا المكان، لذلك نرفض بشكلٍ قاطع الخروج من منازلنا.

وفي ختام حديثه، يُشدّد العوضي: لن نخرج من منازلنا، أعطونا حقنا الشرعي وسنخرج في حال توفير تعويضات محقّة وليس كما قيّموا سعر الأرض بقيمة 200 دينار للمتر الواحد!، هذا ظلم ونكبة جديدة، ونُطالب بتعويضنا بـ100 ألف دولار لكل طابق، أو إعادتنا إلى بلادنا، وإلّا سنتواصل مع كل الجهات لإيصال صوتنا لأنّنا لن نقبل بنكبةٍ جديدة بعد ما فعله بنا الاحتلال في العام 1948.

وفي تقريرٍ سابق أعدّه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حول هذه القضيّة، قال ماجد صالح رئيس لجنة مشروع "عنق الزجاجة" في وزارة الأشغال بغزة لموقعنا: إنّ القرار هو إزالة كل ما هو غرب الشارع الغربي لمخيم الشاطئ، حتى يتم فتح شارع مريح لمرور عامة الناس، حيث ستتم إزالة 32 منزلاً يكونون 60 وحدة سكنيّة، من ضمنها أربعة مرافق لوكالة "أونروا".

وأضاف صالح، أنّ الحكومة في غزّة وفّرت قطعة من الأرض لوكالة "أونروا" لإعادة بناء مرافقها التي ستُزال، وهذا ينطبق أيضاً على نادي مُخيّم الشاطئ، وإجمالاً تم صرف مبالغ كاملة لـ13 متضرراً، مشيراً إلى أنّ الوزارة تتعامل مع جميع التظلّمات لأهالي هذه المنطقة بجديّة وشفافيّة كاملة.

ويُشار إلى أن مُخيّم الشاطئ يُعتبر ثالث مُخيّمات اللاجئين في قطاع غزّة، وواحد من أكثرها اكتظاظاً بالسكان، ويُعرف بهذا الاسم بسبب موقعه قبالة شاطئ البحر، ويُعد مسكن لأكثر من 80 ألف لاجئ يسكنون جميعهم في بقعة لا تزيد مساحتها عن 0.52 كيلو متر مربع فقط، بحسب وكالة "أونروا".

شاهد تقرير عنق الزجاجة.. مشروع يثير سخط لاجئين لإزالة بيوتهم وتبرره الحكومة في غزة:

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد