يترقب أهالي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، تنفيذ نتائج الإجماع السياسي الفلسطيني، على تسليم القاتل المدعو خالد علاء الدين الملقّب بـ "الخميني" إلى السلطات اللبنانية، وإنهاء حالة التوتر التي تسود المخيم لليوم العاشر على التوالي.
ترقب مشوب بتوتر ملحوظ، ظهرت بعض معالمه منذ مساء أمس الجمعة حتى صباح اليوم السبت 11 آذار/ مارس، حيث أحرق شبان إطارات مطاطية في منطقة الشارع الفوقاني، بهدف الضغط من أجل تنفيذ مطالب ذوي الضحية "محمود زبيدات" بالإسراع في تسليم القاتل منعاً للانزلاق الى تدهور أمني خطير.
وبحسب مصدر أمني لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: فإنّ عمليات تحقيق ميدانية تجري لتوثيق عملية القتل، عبر رصد كافة تسجيلات كاميرات المراقبة في منطقة مسرح الجريمة، وان إتمام العملية مسألة وقت.
استبعاد لعودة المعارك
وأضاف المصدر، أنّ اللجنة التي تشكلت يوم أمس للوقوف على الوقائع والقرائن، ما تزال في بداية عملها. مشيراً إلى أنّ الأمر يحتاج الى بعض الوقت، وخصوصاً بعد الفوضى التي ضربت المنطقة وطالت بعض كاميرات المراقبة في حي الصفصاف وكعبرة وبعض المفارق، حيث تعرضت للتكسير عقب وقوع الجريمة.
وأكد المصدر، أنّ مسألة تسليم القاتل هي مسألة محسومة، وتحتاج إلى بعض الترتيبات التي تقوم بها اللجنة التي تشكلت بتوافق كافة الأطراف السياسية والفصائلية والأهلية، المعنية بالموضوع وتتابعه.
واستبعد المصدر الأمني الرفيع، عودة المعارك إلى المخيم، مؤكداً أنّه طالما أنّ كافة الأطراف متعاونة ومجمعة على تسليم القاتل، فإنّ لا أحد يستطيع حمايته أو توفير أي نوع من أنواع الغطاء له.
وكان إجماع سياسي حول ضرورة إفساح المجال للمبادرات الرامية إلى حل الأزمة، قد نتج عن اجتماع مساء أمس الجمعة، حضره ممثلو الفصائل الفلسطينية، في مقر التنظيم الشعبي الناصري بمدينة صيدا، برعاية النائب عن المدينة أسامة سعد.
وأشار النائب أسامة سعد إلى طبيعة الأزمة الموجودة في المخيم، وضرورة بذل جهد مشترك ومخلص للخروج من المشكلة لتجنب الوصول إلى مزيد من التوترات.
وأضاف: "شعبنا الفلسطيني وشعبنا اللبناني يعانون في هذه المرحلة من ظروف صعبة نتيجة المخاطر المحيطة بالواقع اللبنانيجراء الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية وكل التداعيات التي يمكن أن تنتج عنها على الوضع الأمني والاستقرار في البلد".
وأوضح أن مايجري في مخيم عين الحلوة قضية تعني الجميع، وقال: "نحن نعتبر أن حالنا واحد .. وأمن المدينة من أمن المخيم، وأمن المخيم من أمن المدينة .. والأمن الوطني اللبناني وأمن الشعب الفلسطيني مشترك"
واكّد المجتمعون قي نهاية اللقاء على ضرورة معالجة آثار الجريمة التي ارتكبت بحق عنصر الأمن الوطني "محمود زبيدات" وإفساح المجال للمبادرات الجارية للتوصل إلى تسليم القاتل للقضاء اللبناني بأسرع وقت.
ولفت المجتمعون الى تاريخ من المعالجات لمشاكل في المخيم، استندت الى القانون لا بالاحتكام الى السلاح.
ونوه اللقاء بروح المسؤولية العالية لدى هيئة العمل الفلسطيني المشترك والأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية التي تعمل لمعالجة هذه الأزمة في مخيم عين الحلوة.
وأكد المجتمعون على أن الشعب الفلسطيني يعيش ظروفاً اقتصادية ومعيشية صعبة، في ظل الانهيار الاقتصادي في لبنان، و طالب اللقاء وكالة "أونروا" بتحمل مسؤولياتها بتفعيل برنامج الطوارئ لخدمة للاجئين الفلسطينيين.
عصبة الأنصار وعائلته يرفعون الغطاء عن القاتل
وشارك تنظيم "عصبة الأنصار" الذي ينتمي إليه القاتل " الخميني" الفصائل الفلسطينية إجماعها على ضرورة تسليم القاتل، واستنكر في بيان له جريمة قتل "محمود زبيدات" وأكد التنظيم على ضرورة تسليم مرتكبي الجريمة للسلطات اللبنانية "ليقول القضاء كلمته في حقهم".
وأكّد التنظيم "حرصه" على إزالة كل مظاهر التوتير في المخيّم، وعلى علاقته مع الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية والجهات الرسمية اللبنانية، داعياً الجميع إلى الالتزام بذلك، بما يحقّق عودة الهدوء والأمن إلى المخيم. وفق البيان.
كما بادرت عائلة القاتل خالد علاء الدين الملقب بـ " الخميني" يوم أمس، برفع الغطاء عن ابنها في حال ثبوت تهمة القتل عليه، وإقرار ذلك من خلال الجنة المتخصصة، واستعدادها للتعاون في تسليم الجاني.
https://www.facebook.com/refugeesps/videos/1259600451317304بوابة اللاجئين الفلسطينيين في #مخيم_عين_الحلوة تلتقي عائلة الفقيد محمود زبيدات وقائد القوة الأمنية المشتركة وسط حالة استنفار وتوتر بسبب رفض تسليم القاتل، فمن يجنب المخيم معركة محتملة؟
Posted by بوابة اللاجئين الفلسطينيين on Thursday, March 9, 2023
وكانت القوة الأمنية المشتركة وعناصر الأمن الوطني الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، قد قاموا بتخفيض الإجراءات الأمنية والعسكرية التي فرضوها خلال اليومين الفائتين. وبادروا إلى فتح الطريق في الشارع الفوقاني وإزالة الدشم العسكرية والسواتر، إفساحاً للمجال أمام المبادرات والحلول التي تحفظ الأمن والاستقرار في المخيم.
وكانت معارك عنيفة قد اندلعت ليل الأربعاء 2 آذار/ مارس في مخيم عين الحلوة، إثر إشكال فردي في حي البركسات سقط خلاله جريح، سرعان ما تحول إلى معارك عنيفة، إثر إقدام المدعو " خالد الخميني" على إطلاق النار باتجاه عضو الأمن الوطني "محمود زبيدات" خلال إسعاف الجريح، ما أدى إلى مقتله، فيما سجّل وقوع 7 جرحى آخرين.