فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع خلال اعتصام أهالي الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة، الثلاثاء 7 شباط، عن نيّة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال خوض إضراب جماعي عن الطعام في نيسان المقبل، ضد سياسات إدارة السجون الصهيونية بحقهم.
فيما يبدو أنه لم يتم التوافق بعد حول الإضراب المفتوح عن الطعام ومشاركة كافة الفصائل.
أمين شومان رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أكّد لبوابة اللاجئين أن الأسرى اتفقوا على إجراء الإضراب في السابع عشر من نيسان المقبل، خاصةً في ظل الإجراءات القمعيّة التي تقوم بها مصلحة السجون، إذ عزلت أكثر من (48) أسيراً ونقلتهم إلى سجون أخرى، من بينهم (15) أسيراً من مسؤولي أسرى حركة حماس في سجنيّ نفحة والنقب، الذي جاء بعد إصابة اثنين من حراس السجن على يد الأسرى خالد السيلاوي والشقيقين أحمد ومحمود نصار.
ولا يزال الوضع في سجنيّ نفحة والنقب متوتراً، ومن الممكن أن يمتد التوتر إلى باقي السجون، وعلى ذلك بدأ الأسرى بالتحضير لاتخاذ إجراءات تصعيدية تصل ذروتها لإضراب مفتوح في نيسان المقبل، حسب شومان.
وأضاف شومان "ما جاءنا من أخبار من داخل السجون أن الأسرى من مختلف الفصائل سيكونون في وحدة واحدة بهذا الإضراب، خاصةً أن سحب الامتيازات تم من جميع الأسرى، والاقتحامات هي ضد كل الأسرى من مختلف الفصائل، والعقوبات الجماعية وفرض الغرامات الباهظة والحرمان من الكنتين وقطع الكهرباء وسحب الأجهزة الكهربائية والحرمان من التعليم الجامعي، هو بحق كل الأسرى.
علام الكعبي مسؤول لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، صرّح لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أنه منذ العام الماضي تدور حوارات بين عدد من قيادات الحركة الوطنية الأسيرة، من أجل بلورة موقف موحّد بأن يكون شهر نيسان من هذا العام هو شهر للإقدام على خطوة الإضراب المفتوح.
وأوضح الكعبي أن هناك شبه توافق الآن بين مجموعة من الفصائل، بانتظار ردود مجموعة أخرى من الفصائل لم تُبدِ رفضها أو موافقتها، وأنه عند الحديث عن خطوة إضراب مفتوح في السجون لا بد من إجراء بعض المشاورات مع الأجسام والمرجعيّات التنظيمية لكل تنظيم خارج السجون، للاستشارة وأخذ الرأي والتفاهم حول الأمر، مؤكداً مشاركة الجبهة الشعبية فرع السجون في الإضراب بفعالية وقوّة دون تراجع عن موقفهم، خاصةً أمام الهجمة الصهيونية التي تقوم بها إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى.
وأكد الكعبي للبوابة أنه "تم إعداد خطة تفصيلية للتعامل مع الموضوع من حيث تحديد المطالب واحتياجات الحركة الأسيرة وشكل الإضراب والتقسيم الجغرافي له."
من جانبه، أكّد الأسير المحرر عبد الرحمن شديد مدير مكتب إعلام الأسرى، أن موضوع الإضراب المفتوح عن الطعام في نيسان المقبل، هو في إطار مرحلة التنسيق والتشاور فقط، ولم يتم الوصول إلى اتفاق نهائي بين الأسرى بهذا الشأن، والأسرى خلال الفترة الماضية قبل الهجمة الأخيرة التي تعرّضوا لها منذ أسبوع كانوا في مرحلة التشاور وتبادل وجهات النظر، حسب تصريحه للبوابة.
أوضح شديد في تصريحه، أن الأمر مرتبط بشكل كبير بما يتعرّض له الأسرى داخل سجون الاحتلال، ومدى استجابة مصلحة السجون لمطالب الأسرى، برفع العقوبات المفروضة عليهم منذ عدة سنوات، وتحديداً أسرى حركة حماس.
وأكّد شديد أن هناك تواصل مستمر مع الهيئة القيادية لحركة حماس داخل السجون، ولم يتم تأكيد الأمر حول الإضراب بعد، قائلاً أن الإعلان عن الأمر من السابق لأوانه.
حول الحوار بين الأسرى وإدارة مصلحة السجون، يقول شديد أن الحوار لم ينقطع منذ الخميس الماضي، وهناك تبادل لعروض معيّنة، فالأسرى لديهم مطالب ومصلحة السجون أيضاً لديها عروض تقدّمها لهم، إلا أنه حتى اللحظة لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، وما زال الحوار سيّد الموقف.
موضحاً أنه في حال فشل الحوار سيلجأ الأسرى إلى استخدام أساليبهم وبرنامجهم النضالي حتى يتم الاستجابة لمطالبهم، ومصلحة السجون قدّمت عرضاً لا يُلبّي الحد الأدنى لمطالب الأسرى، فرفضه الأسرى وما زال الحوار جارياً للتوصّل إلى توافق معيّن يُخرج السجون من حالة التوتر.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، خلال الاعتصام، أن قضية الأسرى بحاجة إلى برنامج نضالي كامل من كافة الفعاليات الوطنيّة، مشدداً على أن إرادة الأسرى في السجون لن تكسر، وانتصارهم في معارك الأمعاء الخاوية مستمر.
يُشار إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال خاضوا لعدة مرات إضرابات جماعيّة مفتوحة عن الطعام، كان آخرها إضراب الكرامة الذي بدأ في يوم الأسير الفلسطيني 17 نيسان عام 2012، بمشاركة 2400 أسير داخل سجون الاحتلال، استمر لمدة 28 يوماً، لتحقيق مطالبهم التي كان أبرزها، إلغاء العزل الانفرادي، الحد من سياسة الاعتقال الإداري، السماح بالزيارات لأهالي أسرى غزة، وإلغاء "قانون شاليط" الذي فرضه الاحتلال في أعقاب اختطاف الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في غزة، وبتاريخ 14 أيار 2012، وقّع الأسرى في سجن عسقلان اتفاقاً مع مصلحة السجون لإنهاء الإضراب بعد الاستجابة لمطالبهم برعاية مصريّة، إذ تم إنهاء العزل للأسرى المعزولين منذ أكثر من 13 عاماً، وتمكّن أهالي قطاع غزة من زيارة أبنائهم في سجون الاحتلال بعد حرمانهم من الزيارة لمدة خمس سنوات.