سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
بمجّرد أن تعتقل قوّات الأمن التابعة للنظّام السوري، شخصاً ما، حتّى يلازم الخوف حول مصيره، حياة أهله وأصدقائه، فسجون النظّام قاطبةً، يصحّ عليها تعميم التوصيف الوارد في تقرير منظّمة العفو الدوليّة، الصادر يوم أمس الثلاثاء 7 شباط، حول إعدام (13) الف سجين في سجن صيدنايا.
فالسجن هو "مسلخ بشري" بحسب التقرير، وكذلك عموم معتقلات النظام وفروع أمنه، بشهادة أرواح قرابة (458) لاجئ فلسطيني سوري، إستطاعت " مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" توثيقهم، قضوا تحت التعذيب، في تلك السجّون، خلال ستّة سنوات.
وجاء تقرير منظّمة العفو الدوليّة، رافعاً مستوى الخوف، حدّ الرعب، لدى أهالي قرابة (1154) مغيّباً فلسطينيّاً في سجون النظام، يُعتقد أن بعضاً منهم، يقبعون في ذلك السجن.
وكان العديد من المفرج عنهم من السجن المذكور، قد نقلوا مشاهداتهم لمعقلين فلسطينيين سوريين داخل زنازين سجن صيدنايا، ولم تستطع أيّة جهة حقوقيّة، التوصّل الى إحصاء دقيق، حول أعداد المعتقلين، وأماكن تواجدهم، نظراً لعدم خضوع سجون النظام في سوريا، لأيّ من الأصول الحقوقية والقانونيّة المعمول بها في العالم، وتمنّع الكثير من أهالي المعتقلين، التصريح للجهات الحقوقيّة، عن مصير أبنائهم، خوفاً من المسائلة والإعتقال.
ورجّحت منظمّة العفو الدوليّة، في تقريرها، بعنوان "مسلخ بشري: شنق جماعي وابادة في سجن صيدنايا" استمرار عمليّات تصفيّة السجناء في سجن صيدنايا الى الآن.
وكشف التقرير المستند الى شهادات، 84 شخصاً، من بينهم حرّاس، وسجناء سابقين وقضاة، أنّه في الفترة من 2011 إلى 2015، كانت تؤخذ مجموعات لا تقل عن خمسين من نزلاء سجن صيدنايا، كل أسبوع، إلى خارج الزنزانات، ويُضربون ثم يُشنقون في منتصف الليل، في سرّية تامة.
وأضاف التقرير، أنّه خلال هذه العملية، كان السجناء يساقون معصوبي العينين، وهم لا يعرفون كيف ومتى تكون نهايتهم حتى يلف حبل المشنقة حول رقابهم.
ويعدّ سجن صيدنايا، أحدُ أكبر السجون التابعة للنظام السوري، وأكثرها رعباً وغموضاً، ويقع بالقرب من بلدة صيدنايا الجبلّية، على بعد 30 كيلومتر شمال غرب العاصمة دمشق.