يحل عيد الفطر هذا العام على اللاجئين في المُخيّمات الفلسطينيّة بالضفة المحتلة كغير عادته في كل عام، فعدوان الاحتلال المتواصل على المُخّيّمات وارتكاب الجرائم بشكلٍ يومي يفقد أهالي المخيمات فرحة أجواء العيد، لا سيما أنّ غالبيّة المخيمات تستقبل العيد وفيها إمّا شهيد أو جريح أو أسير.
عدا عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة، والغلاء الفاحش في الأسعار الذي انعكس على القدرة الشرائية في المخيمات، وحركة البيع والشراء في أسواق مُخيّمات اللاجئين بالضفة.
مخيم جنين يستقبل عبد الفطر بـ "حزن وفخر في آنٍ واحد"
يقول الحاج أبو أنطون الزبيدي من مُخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين: إن اللاجئين في مُخيّم جنين يستقبلون العيد هذا العام في اختلافٍ كبير عن الأعوام السابقة، خاصة أنّ الشهور الأخيرة شهد المخيم ارتقاء نسبة كبيرة من الشهداء والإصابات، إلى جانب اعتقال عدد كبير من صفوف أبنائه.
ويتابع الزبيدي: "المُخيّم فقد العشرات من أبنائه، وهذا ينعكس على حالة الأسر في المخيم وخاصّة على أبواب عيد الفطر، فهذا الجو ممزوج بالفخر والعزّة والكرامة والحزن في وقت واحد على الشهداء."
تشابه الأعياد والمجازر
ويُضيف الحاج الزبيدي خلال حديثه لـ"بوابة اللاجئين": لكن أهالي الشهداء والمُخيّم معنوياتهم عالية جداً ويفتخرون بما قدّم أبناء المخيم من تضحيات في وجه العدو الصهيوني، وبكل صراحة يُذكّرنا هذا العيد باجتياح المُخيّم في نيسان 2002، وهذا العيد تحديداً يُذكّرنا بالعيد الذي تلا معركة نيسان في تلك الفترة، حيث كان حزيناً والمُخيّم مليئاً براحة الموت والدماء، إلّا أنّنا صمدنا وخرجنا أقوى من ذي قبل.
وبشأن الأسواق والحركة الشرائية، يُبيّن الزبيدي أنّ الأمور ما زالت صعبة، وهي بالأساس لا تختلف كثيراً عن السنوات الماضية التي أرهقت فيها جائحة "كورونا" الأسواق والمحلات التجاريّة في المُخيّمات، ولكنّ الأهم هو إسعاد الأطفال وشراء ملابس العيد لهم والألعاب وجميع احتياجاتهم حتى لا يشعروا بالألم والحزن والفقد وهم في بداية حياتهم.
هذه الصورة العامة لم تختلف كثيراً عن مُخيّم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم، حيث تقول اللاجئة الفلسطينيّة ابتسام بدّاح: نستقبل عيد الفطر كالعادة في المخيم بالطقوس والشعائر الدينيّة، ولكن الوقت الذي يأتي فيه العيد صعب جداً جداً على مُخيّم الدهيشة كما سائر المُخيّمات الفلسطينيّة، لا سيما مع ازدياد الجرائم وعدوان الاحتلال المستمر على المخيمات تحديداً.
الأسعار لا تُطاق..
وتُشير بدّاح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أنّ أكثر غصّة في المخيم هذا العيد هو غلاء الأسعار الفاحش، وأذكر أنّ بعض سكّان المخيم لم يُتذوقوا طعم الدجاج ولو ليومٍ واحد خلال شهر رمضان، حتى أنّ غلاء الأسعار انعكس على جميع المحلات، فلم نستطع شراء جميع الملابس لأطفالنا ليفرحوا ويلعبوا في هذا العيد.
وتستدرك بدّاح بالقول: أجواء رمضان كانت جميلة جداً في المُخيّم رغم تنغيصات الاحتلال، ونتمنى أن يكون العيد أجمل وأهدأ من ذلك، لأنّ الناس بحاجة إلى شيء من الفرح وسط كل هذه الأجواء المليئة بالحزن والأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة الصعبة والمتوترة.
أزمة اتحاد الموظفين مستمرة.. والنفايات متراكمة
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ عيد الفطر يأتي على المُخيّمات الفلسطينيّة في الضفة هذا العام، وسط نداءات عديدة أطلقتها اللجان الشعبيّة طالبت فيها وكالة "أونروا" بحل الأزمة المتصاعدة مع اتحاد موظفي الوكالة، وخاصّة مع تراكم النفايات في شوارع وأزقة المُخيّمات جرّاء هذا الإضراب.
وسلّط "بوابة اللاجئين" في وقتٍ سابق الضوء على معاناة اللاجئين جرّاء تكدّس النفايات في شوارع وأزقّة المُخيّمات بفعل إضراب الموظفين في وكالة "أونروا"، فيما حذّرت جهاتٍ محلية من تحوّل المُخيّمات إلى مكاره صحيّة تنعكس سلباً على صحّة وحياة اللاجئين الفلسطينيين في المُخيّمات.